كشفت مجموعة البركة المصرفية، ومقرها البحرين، عن هوية جديدة للانطلاق بالبنك الذي يعمل وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية إلى العالمية، في وقت تعتزم فيه توسيع عملياتها لتشمل الصين والهند وفرنسا، وكذلك تحويل مكتبها التمثيلي في إندونيسيا إلى مصرف تابع لها، عاكسة الثقة في انطلاقها إلى العالمية. وجاءت الخطوة الجديدة للمجموعة لتعكس الثقة في الصيرفة الإسلامية التي تنمو في المنطقة، وخصوصا بعد الأزمة المالية التي أطاحت بالعديد من المصارف والمؤسسات المالية التقليدية المنتشرة في العالم، في حين ظلت المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية بعيدة إلى حد ما عن التأثيرات السلبية للأزمة المتوقع أن تستمر حتى نهاية العام الجاري...

---

---

مجموعة البركة تعتزم التوسع في الصين والهند وفرنسا

المنامة - عباس سلمان

كشفت مجموعة البركة المصرفية، ومقرها البحرين، عن هوية جديدة للانطلاق بالبنك الذي يعمل وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية إلى العالمية، في وقت تعتزم فيه توسيع عملياتها لتشمل الصين والهند وفرنسا، وكذلك تحويل مكتبها التمثيلي في إندونيسيا إلى مصرف تابع لها، عاكسة الثقة في انطلاقها إلى العالمية.

وجاءت الخطوة الجديدة للمجموعة لتعكس الثقة في الصيرفة الإسلامية التي تنمو في المنطقة، وخصوصا بعد الأزمة المالية التي أطاحت بالعديد من المصارف والمؤسسات المالية التقليدية المنتشرة في العالم، في حين ظلت المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية بعيدة إلى حد ما عن التأثيرات السلبية للأزمة المتوقع أن تستمر حتى نهاية العام الجاري.

بيان من المجموعة نسب إلى رئيس مجلس الإدارة الشيخ صالح كامل القول «إن أهمية مشروع (الهوية الموحدة لبنوك البركة) تنبع ليس فقط من كونه واحدا من أهم المشروعات الضرورية لنمو المجموعة وتطورها، لكن باعتبار أنه تجسيد لرؤية مجلس الإدارة والقائمين على أمرها في أن تستمر المجموعة في لعب دورها في ترسيخ التجربة المصرفية الإسلامية».

وأضاف أن «المجموعة ستعمل على نقل نشاطها إلى رحاب العالمية من خلال تطوير وطرح المنتجات والخدمات المصرفية المبتكرة، وكذلك مواكبة أفضل الممارسات واتباع أعلى المعايير الدولية لتحقيق الهدف الأساسي وهو خدمة المجتمعات التي تعمل فيها بنوك البركة من خلال رؤيتنا الموحدة الجديدة بأن المجتمع يحتاج إلى نظام مالي عادل ومنصف: نظام يكافئ على الجهد المبذول ويساهم في تنمية المجتمع».

وذكر أن الشعار الجديد لمجموعة البركة يتضمَّن العديد من العناصر المهمة تشمل اسم البركة مع رمز مستوحى من أصالة الخط العربي يشير إلى مفاهيم الشراكة والمشاركة. ويحمل الشعار عبارة «شركاء في الإنجاز» التي تعكس حرص المجموعة على تعزيز علاقة الشراكة التي تتيح لكل من المجموعة وزبائنها تحقيق أهدافهما من نمو وتطور.

أما الرئيس التنفيذي للمجموعة عدنان يوسف فأبلغ الصحافيين، بعد الكشف عن الهوية الجديدة، أن المجموعة تسعى إلى التوسع في الصين والهند، وأنه أجرى مباحثات في فرنسا مع المسئولين في الآونة الأخيرة بهدف الدخول في السوق الفرنسية.

وردا على سؤال، أوضح يوسف أن المجموعة تنوي تحويل مكتبها التمثيلي في إندونيسيا إلى وحدة تابعة، وأنها كانت تخطط للاستحواذ على بنك في الدولة الآسيوية، لكن خطط المجموعة تأخرت بسبب الأزمة المالية العالمية التي اجتاحت الأسواق.

وأدت الأزمة إلى اندثار مصارف عالمية وخسائر كبيرة بين المصارف والمؤسسات المالية، إذ استمر مسلسل إفلاس المصارف في الدول الغربية نتيجة لأزمة الائتمان، التي بدأت في الولايات المتحدة الأميركية في شهر سبتمبر/ أيلول العام 2008 وامتدت إلى بقية الدول.

لكن مصرفيين قالوا، إن المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية في المنطقة ظلت بعيدة إلى حد ما عن التأثيرات السلبية للأزمة المتوقع أن تستمر حتى نهاية العام الجاري. ويرجع السبب الرئيسي وراء ذلك إلى عدم انغماس هذه المؤسسات في قطاع الرهن العقاري.

من جهة أخرى، بيَّن يوسف أنه على رغم أن مجموعة البركة المصرفية تعتبر من المؤسسات المالية الرائدة في مجال الصيرفة الإسلامية «ولها اسم وتاريخ عريق في جميع الأسواق التي تعمل فيها وقد تعززت هذه المكانة بصورة أكثر وضوحا خلال مرحلة الاكتتاب العام، فإن ذلك لا يكفي للبناء والاعتماد عليه في المرحلة الحالية التي تشهد تمددا وتوسعا كبيرا في أنشطة المجموعة».

وأضاف أن «من أهم النتائج الايجابية المرجوة على مستوى بنوك المجموعة ككل من مشروع الهوية الجامعة هو تمكين موظفينا من التواصل والتعاون وفق أفضل الممارسات المهنية».

كما أفاد يوسف أن تحقيق هدف المجموعة الرئيسي والمتمثل في أن تصبح بنوك البركة في مجموعها «مصرفا يشار إليه بالبنان في المنظومة المصرفية الدولية» يتطلب بصورة أساسية أن يتم بناء الانطباع والصورة الخارجية للمجموعة وبنوكها بما يتماشى مع متطلبات الأسواق العالمية من قدرات تنافسية عالية مثل الموارد المالية القوية، والبنية التنظيمية الفعالة، والقدرات التسويقية القادرة على اختراق الأسواق وزيادة حصتنا السوقية إلى مستويات التنافس الدولي».

وأوضح أن المجموعة عملت خلال السنوات الماضية على رفع قدراتها التنافسية حيث تمكنت من إكمال توحيد الحسابات لعشرة بنوك منتشرة في 10 دول، وذلك في فترة زمنية تعتبر قياسية. كما تمكنت من بناء هيكل تنظيمي إداري يعتبر مثاليا وفعالا، وتم وضع الكثير من السياسات واللوائح على مستوى المجموعة وأصبحت مؤسسة لها فلسفتها وأنظمتها وإجراءاتها وثقافتها المهنية الخاصة والموحدة، وتُسَّير أعمالها وفقا لخطط واستراتيجيات عمل واقعية وعملية.

وأضاف «ظللنا نولي اهتماما كبيرا بالضلع الثالث لمثلث النجاح وهو الاهتمام بتحسين مستوى خدماتنا الموجه لزبائننا والارتقاء بها إلى المستويات العالمية، وقد تم وضع خطة استراتيجية شاملة لهذا الجانب تشمل إعداد حزم مختلفة من منتجات مصرفية منها التجزئة، والاستثمار، والتمويل التجاري، ومنتجات الجملة مثل صناديق الاستثمار والصكوك الإسلامية وغيرها من المنتجات.

كما بيَّن أن مشروع الهوية الموحدة لبنوك البركة ليس مجرد تغيير «تجميلي» لشكل الشعار وجماليات الألوان واتساقها، بل يتعدى ذلك إلى ربط البعد الفلسفي الذي تقوم عليه المصرفية الإسلامية القائم على المشاركة وقاعدة «الغنم بالغرم» بمتطلبات الأسواق العالمية وتقديم هوية موحدة ذات طابع عصري من دون التنازل عن ثوابتنا وقيمنا الأخلاقية، وهى بلاشك خطوة مهمة وأساسية نحو تحقيق الهدف الاسمى وهو تحويل المجموعة لكي تصبح مصرفا دوليا رئيسيا في الأسواق المالية العالمية.

وأوضح يوسف أن الهوية الموحدة «تعتبر نقطة تحول تاريخية في نظرتنا الاستراتيجية لنمو أعمالنا وهي بمثابة الخطوة الأولى نحو الانتقال بالمجموعة والبنوك التابعة لها إلى مرحلة جديدة تتمكن خلالها من العمل على تنفيذ أهدافها وخططها الاستراتيجية كبنك دولي كبير وكمجموعة واحدة موحدة».

وأضاف أن «الهوية الموحدة بالنسبة لنا هي شريان استراتيجي لتنسيق السياسات وتوحيد الإجراءات، وطرق وآليات تقديم الخدمات للعالم الخارجي فيما بين مكونات المجموعة المنتشرة في كل من البحرين والأردن وسورية ولبنان ومصر والسودان وتونس والجزائر وجنوب إفريقيا وباكستان وإندونيسيا وتركيا وقريبا جدا في مناطق أخرى من العالم وسيكون لهذه الهوية الموحدة دور محوري في ربط شبكات انتشارنا الجغرافي في قارات إفريقيا، وآسيا، وأوروبا مع بعضها البعض».

وذكر يوسف أن معرفة المجموعة بالزبائن والأسواق المحلية، «مع تواجدنا الجغرافي وتأثيرنا العالمي يجعل باستطاعتنا بناء شراكات دائمة وخلق قيمة أكبر للأعمال التجارية والمجتمعات التي نخدمها وهو ما بنينا رسالتنا الموحدة عليه والمتمثلة في تلبية الاحتياجات المالية لجميع المجتمعات حول العالم من خلال ممارسة أعمالنا على أسس من الأخلاق المستمدة من الشريعة السمحاء، وتطبيق أفضل المعايير المهنية بما يمكننا من تحقيق مبدأ المشاركة في المكاسب المحققة مع شركائنا».

وأضاف أن «أولوية استراتيجية الهوية التجارية الجديدة هي أن ترتقي مجموعة البركة من مجرد امتلاك أرضية القناعات المشتركة بين المجموعة والوحدات التابعة والموظفين والزبائن إلى وضعية أكثر تقدما بما يمكننا من وضع المجموعة في طليعة المؤسسات المالية الدولية الإسلامية».

كما أن من أولويات المجموعة كذلك «العمل على تقوية وتعزيز العلاقة فيما بين الوحدات والمركز الرئيسي، وفيما بين الوحدات وبعضها البعض، والعمل على تقديم نموذج عصري للمصرفية الإسلامية يستفيد من نقاط القوة التي تتمتع بها الوحدات في أسواقها المحلية، وإظهار البعد الدولي للمجموعة من خلال منهجية مبنية على معايير موحدة تهدف إلى طرح منتجات منسجمة وموحدة».

ومجموعة البركة المصرفية مدرجة في بورصتي البحرين وسوق دبي المالية، وحصلت على تصنيفات ائتمانية طويلة وقصيرة الأجل بدرجة BBB- و3-A على التوالي من قبل مؤسسة ستاندرد آند بورز العالمية.

ويشمل نشاط المجموعة خدمات التجزئة المصرفية والتجارية والاستثمارية بالإضافة إلى خدمات الخزانة، وذلك وفقا لمبادئ الشريعة الإسلامية، وتعمل في 21 دولة. ويبلغ رأس المال المصرح به 1.5 مليار دولار أميركي، كما يبلغ مجموع حقوق المساهمين نحو 1.52 مليار دولار.

وهذه الوحدات هي: البنك الإسلامي الأردني - الأردن، بنك البركة الإسلامي - البحرين، بنك البركة الإسلامي - باكستان، بنك البركة الجزائري - الجزائر، بنك البركة السوداني - السودان، بنك البركة المحدود - جنوب إفريقيا، بنك البركة لبنان - لبنان، بنك التمويل التونسي السعودي - تونس، بنك التمويل المصري السعودي - مصر، بنك البركة التركي للمشاركة - تركيا، بنك البركة سورية (تحت التأسيس)، ومكتب تمثيلي بإندونيسيا.