سيطر عشرات الآلاف من المحتجين المناهضين للحكومة التايلندية على أجزاء في وسط بانكوك أمس الإثنين (13 يناير/ كانون الثاني 2014) دون مقاومة من مقاومة من السلطات في تصعيد لاحتجاجات بدأت قبل شهرين لإجبار رئيسة الوزراء ينغلوك شيناواترا كي على الاستقالة.

ولم يتدخل جنود الشرطة والجيش مع امتداد حملة «اغلقوا بانكوك» في أنحاء العاصمة التايلندية التي يقطنها نحو 12 مليون نسمة. وكانت الأجواء احتفالية بين المحتجين حيث ردد كثيرون الأغاني ورقصوا في الشوارع. ورغم أن التقاطعات الرئيسية التي تزدحم عادة بالسيارات والشاحنات اغلقت ظلت القطارات والعبارات النهرية تعمل وفتحت معظم المتاجر ابوابها وجابت الدراجات النارية الطرق بحرية. لكن المحتجين قالوا إنهم مستعدون لتوقف طويل لتشديد إغلاق العاصمة فيما يشير إلى أن الأزمة ربما تستمر لأيام إن لم يكن لأسابيع. وفي محاولة من جانبها لإنهاء الاضطرابات دعت ينغلوك التي تتمتع بغالبية كبيرة في البرلمان إلى إجراء انتخابات مبكرة في الثاني من فبراير/ شباط. ورفض زعيم الاحتجاج سوتيب توجسوبان الانتخابات التي من المرجح أن يفوز بها حزب ينغلوك. وفيما بدأ الاغلاق يحدث إثاره دعت ينجلوك زعماء الاحتجاج والأحزاب السياسية إلى عقد اجتماع اليوم (الأربعاء) لبحث اقتراح لجنة الانتخابات بتأجيل الاقتراع حسبما أفاد أحد كبار مساعديها. لكن المحتجين مصمون على طلبهم باستقالة حكومتها وتشكيل «مجلس شعب» غير منتخب للإشراف على عملية الإصلاح السياسي. وقال سوكوم نونساكول وهو محلل سياسي وعميد سابق في جامعة رامكهامهاينج في بانكوك «لن ينتهي هذا الأمر بسهولة. والإقبال كان مثيراً للإعجاب ولذلك سيستمر هذا الجمود فيما يبدو». وأضاف «سوتيب قال إنه لن يتفاوض مع الحكومة لكن الحكومة قالت إنها ستحاول دعوة الأطراف المتنازعة إلى اجتماع. هدف مجموعة الاحتجاج إجراء إصلاح النظام السياسي في هذا البلد لن يتحقق بين عشية وضحاها. هذه قد تكون مجرد البداية».

واستبعد سوتيب إجراء محادثات مع الحكومة في مقابلة نشرت الأحد ولكنه قال إنه سيوقف حركته إذا تصاعدت إلى أعمال عنف كما يخشى البعض ولاح في الأفق خطر نشوب حرب أهلية. ونقلت صحيفة «صنداي نيشن» التي تصدر بالإنجليزية عن سوتيب قوله «إذا أضحت حرباً أهلية سأتوقف لأن حياة الناس غالية عندي... إذ حرض أي شخص على حرب أهلية سأقول للناس عودوا لمنازلكم».