قبل خليجي 21 خرج أكثر من مسئول وأكد أن من نتائج استضافة البحرين للعرس الخليجي زيادة الاهتمام بالمنشآت وتوسيع رقعتها وغيرها من الجوانب “البراقة” وخصوصا فيما يتعلق بالملاعب التي كلفت خزينة المملكة ما يقارب من 13 مليون دينار بحسب تأكيد رسمي صدر يوم 26 ديسمبر/ كانون الأول 2012 في جميع الصحف المحلية والخليجية، والمفارقة أن هذا المبلغ ليس لبناء ملاعب واستادات جديدة ولكنه انحصر فقط في باب التطوير والتصليحات لبعض الملاعب الموجودة منذ فترة طويلة.

وامتد الأمر لبعض المسئولين للتأكيد في مختلف الوسائل الإعلامية المحلية والخليجية أن هذه المنشآت والملاعب سيتم المحافظة عليها من خلال عمليات الصيانة المستمرة ولاسيما مع العمل والتطوير الكبير الذي حدث للمنشآت الرياضية في البحرين، في حين قال احد المسئولين عن تنظيم الدورة خلال تصريح إعلامي لملحق “الوسط الرياضي” وتحديدا بتاريخ 3 يناير/ كانون الثاني 2013 “وستكون المنشآت لها مردوداتها على لعبة كرة القدم بعد انتهاء الدورة، وستستفيد فرق الأندية من هذه المنشآت”.

مر زهاء العام منذ انتهاء منافسات خليجي21، ولو ألقينا نظرة على مدى استفادة الأندية من هذه الملاعب لتأكدنا أن كل ما قيل وصدر على لسان المسئولين ما هو إلا سراب تبخر على أرض الواقع، ولنا أن نوجه أسئلتنا إلى أندية مثل التضامن والمالكية والرفاع الشرقي عن عدد المرات التي استخدموا فيها ملعب مدينة حمد مثلا لإقامة تدريبات فرقهم ومبارياتهم الودية، ولنضع سؤالا آخر لأي من أنديتنا عن مدى استفادتهم من ملعب عسكر “الغريب والبعيد عن الأضواء”.

ولن نبخس حق أي طرف ساهم ومازال يساهم في الحفاظ على المنشآت ويعمل بكل جد واجتهاد في إيجاد الحلول لمشكلة الملاعب وزيادتها، ولكن حال بعضها “الملاعب” يرثى له ومنهم ملعب نادي النجمة الذي بدأ قبل أيام بحالة سيئة وخصوصا أرضيته التي اصطبغت باللون الأبيض وكأنه ملعب أكل عليه الدهر وشرب وبلغ من العمر عتيا.

أما فيما يتعلق بملعب مدينة حمد فإن أرضيته تعيش وضعا أفضل ولكنها مرشحة للحاق بشقيقتها النجماوية، وتبقى المشكلة الرئيسية في هذا الملعب هي ما يتعلق بدخول الجماهير من بوابته في ظل الطريق غير المعبد والمليء بالحفر وأيضا تجمع كمية من مياه الأمطار وسبق أن أشرنا إلى هذه الجوانب في فترات سابقة، وننتظر أن تتحرك الجهات المعنية والمسئولة عن ملاعبنا ومنشآتنا أن يضعوا النقاط على الحروف بهدف المحافظة على مبلغ الـ13 مليون دينار لأطول فترة ممكنة قبل أن يتضاعف هذا الرقم وخصوصا مع استضافة البحرين لدورة غرب آسيا مطلع العام 2016.