العدد 4157 - الخميس 23 يناير 2014م الموافق 22 ربيع الاول 1435هـ

العثور على قناة مائية تاريخية في «القريّة» ممتدة من عين «أبو عليوه»

تتعرض للإهمال والاندثار وباتت في خبر «كان»... ومواطنون: أين وزارة الثقافة؟

آلية تابعة لإحدى الشركات تعمل على إنشاء شبكة صرف صحي في موقع وجود القناة المائية في القريّة
آلية تابعة لإحدى الشركات تعمل على إنشاء شبكة صرف صحي في موقع وجود القناة المائية في القريّة

تفاجأ عمال إحدى الشركات الخاصة المكلفة من قبل وزارة الأشغال إنشاء شبكات الصرف الصحي في قرية القريّة في المحافظة الشمالية، أثناء قيامهم بعملية الحفر يوم الأربعاء (22 يناير/ كانون الثاني 2014) بوجود قناة مائية قديمة على عمق عدة أمتار ممتدة من عين «أبو عليوه» في قرية المرخ، إلى منطقة الجنبية، وربما أبعد من ذلك بحسب إفادة كبار رجالات القرية.

وذكر عدد من الأهالي لـ «الوسط» أن مشروع تطوير شبكات الصرف الصحي لم يراعِ وجود القنوات المائية التاريخية، ما ساهم في تعرضها للتخريب والطمس أثناء عمليات الحفر في المنطقة.

وكانت القنوات المائية بحسب رواية الأهالي تمتد من عين أبو عليوه حتى قرية القرية وتصب بعد ذلك في ساحل البحر الى الغرب من القريَّة، وتتخللها مجموعة كبيرة من «الثقوب» وهي فتحات على سطح الأرض للدخول والخروج منها.

ويعود المواطن منصور سعيد من منطقة القريّة، بذاكرته إلى سنوات مضت، حيث قال للصحيفة: إن «القناة المائية التي عثر عليها كانت تمر أمام منزلنا، وكان عدد من الأهالي يدخلونها ويسيرون عبر القنوات المتشابكة معها حتى يصلون إلى البحر».

وتساءل مواطنون «أين وزارة الثقافة؟»، وأشاروا إلى إنه على رغم تصريح وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، في (16 أكتوبر/ تشرين الأول 2009) بشأن التعدي على إحدى قنوات الري الإسلامية التاريخية في مدينة حمد والذي أكدت فيه أن «تجريف قنوات الري الإسلامية في البحرين هو انتهاك صارخ لمواثيق وتوصيات وقرارات دولية، وقارية، وإقليمية ومحلية بخصوص الحماية والحفاظ الأثري والتراثي على نحو ما تبنت هذه العهود اليونسكو والمنظمات الدولية المختصة بالشواهد الحضارية للإنسانية»، وتعهدها بمحاسبة المسئولين، فإن التعديات مازالت مستمرة، من خلال طمس وردم الممرات المائية من قبل الجهات الرسمية أو من قبل الذين تم تمليكهم المناطق التراصية خلافاً للقانونين الدولي والوطني.

ويذكر الباحث البحريني حسين محمد حسين أن الممرات المائية في قرية «القريّة» امتداد إلى عين «أبو عليوه» في منطقة المرخ وهي عبارة عن غرفة كبيرة تحت الأرض.

وينقل حسين عن مذكرات المستشار البريطاني السابق لحكومة البحرين تشارلز بلغريف في كتابه أنه قال «عند فتحة التهوية لقناة الماء التي تجري غربي قرية (الشاخورة) توجد غرفة كبيرة تحت الأرض تستخدم كصالة استحمام، ولها سقف عالٍ مقوّس ذو أعمدة تتشعب من عمود مركزي، ولها سقف خاص وأرضية من الجبس المتين مغطّى بالرمل الأبيض الناعم، ويوجد مجرى ماء بارد لا ينقطع انسيابه خلال الغرفة، مازال يستعمله سكان القرى المجاورة كحمام، حيث يذهبون إليه في حرارة الصيف ويجلسون في راحة بالمكان الظليل البارد تحت سطح الأرض».

ويوضح حسين «توجد قناة تحت أرضية كبيرة مرتبطة بتلك الغرفة. وتمر هذه القناة بين قريتي «المرخ» و«بني جمرة» وبعد تخطي قرية المرخ تمر القناة على الحدود بين قرية «بني جمرة» وقرية «القريّة» ثم تتفرع إلى فرعين أحدهما يتجه باتجاه قرية «الجنبية» والآخر باتجاه قرية «بني جمرة». وينتهي مصبّ تلك القنوات بعد ذلك في البحر.

وتابع «إنه على طول هذه القناة توجد العديد من الثقوب. وفي مناطق معينة تكون هذه القناة مكشوفة غير مغطاة، فتكون قناة كبيرة مكشوفة».

الى ذلك، قال باحث في التراث فضل عدم ذكر اسمه «إن البحرين استمدت اسمها من وجود بحرين، أحدهما مالح يتمثل في مياه الخليج العربي المحيطة بالبحرين، والاخر حلو ينبع من الابار والعيون التي كانت سر الحياة بالنسبة إلى ديلمون التي أطلق عليها فيما مضى (جنة الخلد)، ولكن المياه العذبة اختفت من البحرين خلال الفترة القريبة الماضية بسبب التجريف والحفر والاستخدام غير المدروس لتربة البحرين، وكانت القنوات المائية ضمن الاستكشافات العديدة التي كان من المفترض أن تسجل على قائمة التراث الانساني، لكن لأنها تقع في منطقة مهمولة رسميا فانها تتعرض للاندثار المتعمد».

أعمال الحفر تسببت في قطع أحد القنوات المائية
أعمال الحفر تسببت في قطع أحد القنوات المائية
القناة المائية في القريّة التي رصدتها عدسة «الوسط»
القناة المائية في القريّة التي رصدتها عدسة «الوسط»
القناة المائية في القريّة التي رصدتها عدسة «الوسط» يوم الأربعاء - تصوير أحمد آل حيدر
القناة المائية في القريّة التي رصدتها عدسة «الوسط» يوم الأربعاء - تصوير أحمد آل حيدر

العدد 4157 - الخميس 23 يناير 2014م الموافق 22 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 4:56 م

      وبعد مثلها في كرزكان

      يبون يخفون حضارة اهل البحرين وتجذر المواطنين في بلدهم وتعميرها

    • زائر 19 | 9:47 ص

      معلومة للبحرينيين

      هذه الثقوب موجودين في عدة مناطق في البحرين منها
      سار
      السهلة الفوقية
      الدراز
      بر بني جمرة
      مدينة حمد
      جبال الضلع
      و لكن تم رفن معظمها

    • زائر 17 | 8:34 ص

      انا من قريه القريه

      سمعت من الاهل وابناء القريه بانهم كانو يستخدمون الماء الجاري بالقناه وهي على عمق يصل الى 2متر و 3امتار الى بدايه السبعينات من القرن الماضي.وعن نفسي رايت بعض الثقوب التي تشبه فتح الابار .عدد من المنازل اللتي بنيت خلال 15 سنه الماضيه كانت فوق خط هذا المجرى فتم دفنها في حدود المنازل المبنيه لاجل البناء ولم يتم التوثيق والتصوير بالفيديو!!!!!!!!!!!؟

    • زائر 13 | 2:55 ص

      هالا بوي

      مصيرها مثل سابقاتها ،بعدكم يوم راح تطمس هذه العين

    • زائر 12 | 2:54 ص

      شغلة مهندسين

      على مهندسي وزارة الأشغال دراسة الموقع جيدا في مرحلة التصميم و عدم الترخيص بالحفر الا بعد التأكد بعدم وجود اثار او جداول مائية

    • زائر 10 | 2:15 ص

      الزبدة

      الزبدة هني:
      ((وكانت القنوات المائية ضمن الاستكشافات العديدة التي كان من المفترض أن تسجل على قائمة التراث الانساني، لكن لأنها تقع في منطقة مهمولة رسميا فانها تتعرض للاندثار المتعمد))

    • زائر 9 | 1:50 ص

      شكرا جريدة الوسط

      في الخمسينات دخلنا انا وعدد من الاصدقاء الي هذه القناة عبر فتح تشبه البئر ثم سرنا مسافه حوالي عشرة اقدام تحت الارض شبه الصورة تماما ووجدنا عمود سميك ثلاثة من الاصدقاء تشابكت ايديهم لبغطوا العمود الذي يتوسط لحمل السقف الكبير شكله نصف دائر مثل القبه وكان الماء نقي ولكننا لم نشرب منه وانما تذوقه بعض من الاصدقاء وكان طعمه مقبول ولا رائحة به والعمق حوالي 4 اقدام الرحلة طبعا من النعيم بدأة فوق الدرجات الهوائية ودخول المنطقة مقابل الدراز محل الدوارحاليا الي الجنوب كانت شبه صحراء

    • زائر 8 | 12:58 ص

      طمس تاريخ البلد

      الفساد في البلاد يمتد من الأعماق فكيف لا يتم التخريب وهذا يذل على عدم الاهتمام بتاريخ البلاد المسؤولين في هذا البلد الاسلامي يريد طمس التاريخ في الزبالة حتى الأجيال القادمة لأتعرف حقيقة وتاريخ البلد

    • زائر 7 | 12:21 ص

      طمروها

      تعورون راسنا

    • زائر 6 | 11:59 م

      سبحان الله الحين بيقطعونها قطع الله أيديهم

    • زائر 5 | 11:40 م

      يحز القلب

      عدم تقدير ما نملك حتى يأتى غربى و يكتشفه و يعلمنا بأنها ثروة من طباعنا. أين العيون التى كانت تسقى البحرين؟ اين التلال التى كانت تظاهى أهرام مصر؟ أين المزارع التى كانت تغدى البحرين؟

    • زائر 4 | 11:24 م

      هذا فعل الغريب في بلد مو بلده

      تخريب و طمس للتاريخ

    • زائر 3 | 10:52 م

      اصلا ماخلوا لا عين ولا جدول إلا ردموه

      مقابر عالي الاثرية باعوهة مساجد هدموهة ويش إتسوي ويا يهالوه.

    • زائر 2 | 10:46 م

      بعد خبر كان

      العيون تعتبر من اساسيات تاريخ البحرين وهذا اللي تميزت به هالجزيرة تحديدا، لما لا نحاول الحفاظ على مرفق تاريخي، أين وزارة الثقافة!؟ أين انتم ابضاً ؟ ألا يوجد احد قادر على تبني مشروع هذا المرفق؟ يقدم مشروعة للدولة اما ان يوافق عليه او تتحرك عليه الوزارة. ولا ننسى عين عذاري مطورها تاجر كويتي.

    • زائر 1 | 10:21 م

      مواطن

      ان شاء الله تكون موضع اهتمام المسؤلين

اقرأ ايضاً