أكثر ما يحتاجه المرء حينما يعود لمنزله بعد ضغط يوم شاق وطويل الراحة النفسية والهدوء، وليس هناك شيء في عالم الديكور كما يرى كثير من المختصين أفضل من اللون الأبيض في الأثاث والدهان لتحقيق ذلك، لذا كانت موضة «الأثاث الأبيض» الأكثر رواجاً مؤخراً على رغم ما تواجهه من اعتراضات لدى البعض كونها أكثر عرضة للاتساخ في ظل جو عائلي.

ولطالما كانت الألوان مرتبطة بالحالة النفسية والمزاج، لذا يعد الأثاث الأبيض موضة توفر الارتياح والهدوء وتمنح في المقابل المنازل فخامة راقية بلمسة كلاسيكية.

كما يمتاز اللون الأبيض بقدرته على الاندماج مع كل الألوان، إذ جرت العادة على أن يعمد الكثيرون لمزج اللون الأبيض والأزرق والذي يبدو أشبه بلوحة فنية مزجت الماء والسماء، ويوفر إيجاد بنقاء الأبيض وسكون الأزرق. ولا تقتصر ميزات اللون الأبيض على ذلك، إذ يلجأ له الكثيرون لإعطاء إيحاء بالاتساع للأماكن الضيقة، وغالباً ما يبعده محبوه عن غرف الجلوس والطعام، ويخصص للغرف الأقل استخداماً. وعلى رغم عدم مواءمة اللون لطبيعة الحياة الأسرية البحرينية والعائلات الكبيرة فضلاً عن جوها الرطب، إلا أن الأثاث الأبيض فرض نفسه وبقوة لذا قام كثير من التجار بطلاء الخشب البحريني أو الهندي بالدهان الأبيض بعد أن شهدوا إقبالاً كبيراً عليه.

الأثاث الأبيض لم يخصص لغرف النوم والغرف الأقل استخداماً فقط، بل تعداه ليشمل أثاث الحدائق، إذ يضمن مزج الأخضر بالأبيض خلق جو منعش ومريح للعين. كثيراً ما يعتقد البعض اعتقاداً خاطئاً حول ارتباط اللون الأبيض بالمرض كونه لون الزي الرسمي للأطباء والممرضين والممرضات وأغطية أثاث المستشفيات، والجدير توضيحه بأن الأبيض يعطي إيحاء بالصحة ويوفر السكينة والهدوء والنقاء لذا جاء اختياره للأطباء وملائكة الرحمة والعروس على حد سواء. وللأبيض درجات كالأبيض الناصع والكريمي واللؤلؤي والمشع وغيرها، وجميعها تعطي ذلك الشعور المريح، لذا ينصح كثير من مصممي الديكور بأن تكون في المنزل غرفة واحدة بيضاء الدهان والأثاث مع لمسات فنية تمزج بين البساطة والرقي لتكون المساحة التي يلجأ لها أفراد الأسرة للحصول على الهدوء والاسترخاء والراحة.