العدد 4281 - الثلثاء 27 مايو 2014م الموافق 28 رجب 1435هـ

للمصابين بضغط الدم المقاوم.. د. جرادة: تعطيل الأعصاب الودية أفضل من الكي

قال رئيس قسم الأمراض الباطنية بكلية الطب بجامعة الخليج العربي، الدكتور تيسير جرادة، إن دراسة حديثة كشفت عن أسلوب جديد لعلاج ارتفاع ضغط الدم الذي لا يتجاوب مع الأدوية المستخدمة حالياً؛ إذ تطرح هذه الدراسة بديلاً أنسب لعملية كي العصب الكلوي التي تجرى تحت التخدير الموضعي في الوقت الراهن.

والمصابون بما يعرف بـ «ارتفاع ضغط الدم المقاوم»، وهو ارتفاع شديد في ضغط الدم تصعب السيطرة عليه حتى مع استخدام أكثر من عقار، تزيد عندهم احتمالية الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية والسكتات القلبية وأمراض الكلى أكثر من المعدل المتوسط.

وأوضح جرادة أن الطريقة تعتمد على إجراء طبي يقوم بتعطيل أعصاب معينة ذات نشاط مفرط في الكلى، وهي الأعصاب الودية.

والأسلوب الجديد يعتمد على عمل شق في الشريان القريب من منطقة أعلى الفخذ لإدخال أنبوب إلى الكلى، بعد ذلك تقوم آلة خاصة بإرسال دفقات قصيرة من موجات الراديو عبر هذا الأنبوب لإماتة ما يسمى بالأعصاب الودية، وهذه الأعصاب تعد المنبهة في الكلى، وعادة ما تنشط عند ارتفاع ضغط الدم، وعند زيادة نشاطها، يقوم الجسم بحبس كميات كبيرة من الصوديوم، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

وأشارت دراسة أوروبية أجريت قبل سنوات إلى أن نسبة المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المقاوم تصل إلى نحو مصاب واحد من كل 11 مصاباً من إجمالي المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، موضحة أن الأسلوب العلاجي الجديد مستخدم بالفعل في الدول الأوروبية وفي دول أخرى، لكنه لايزال قيد الاختبار في الولايات المتحدة.

وفي هذا الاتجاه، اختبرت فعالية العلاج في دراسة ثانية جاءت لتكمل التجربة السابقة، شارك فيها 106 مرضى ممن يستخدمون ثلاثة أدوية على الأقل لخفض ضغط الدم المقاوم، وقد تم تقسيمهم إلى مجموعتين؛ خضعت الأولى للإجراء الطبي الجديد، فيما حصلت الثانية على العلاج والرعاية التقليدية بالطريقة المعتادة. وبعد مضي ستة أشهر من الدراسة، انخفضت مستويات ضغط الدم لدى من حصلوا على الإجراء الطبي الجديد بشكل ملحوظ، أما من حصلوا على العلاجات والرعاية التقليدية لمصابي ارتفاع ضغط الدم، فقد انخفضت مستويات ضغط الدم لديهم بشكل طفيف.

وعلى خط موازٍ، أشارت نتائج دراسة ثالثة حديثة منشورة في مجلة «نيو إنغلاند جورنال أوف مديسن»، أجريت على مرضى الضغط المقاوم في أمريكا، وشارك فيها زهاء 500 مريض من 20 مركزاً طبياً، إلى عدم جدوى العلاج بالكي، مع عدم هبوط الضغط مع الملاحظة لمدة ستة شهور.

ويؤكد الدكتور جرادة أن هذه الدراسة رفعت نسبة الشك لدى الأطباء حول جدوى العلاج بالكي، لذا ينصح المرضى بعدم اللجوء إليه حتى تتضح الأمور وتثبت جدواه من عدمها، إذ لا يمكن الاعتماد على كي شريان الكلى في الوقت الحاضر.

وعلى رغم هذه النتائج المبشرة للأسلوب العلاجي الجديد، إلا أنه في ضوء الدراسة الأخيرة لا يعد الكي أسلوباً ناجعاً لعلاج ارتفاع ضغط الدم المقاوم، كما أن مصابي ارتفاع ضغط الدم المقاوم لايزالون بحاجة إلى الأدوية.

العدد 4281 - الثلثاء 27 مايو 2014م الموافق 28 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً