العدد 4291 - الجمعة 06 يونيو 2014م الموافق 08 شعبان 1435هـ

بئس هذا الرأي وبئس قائله

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أهم ما يستند إليه التحليل السياسي الرزين هي الوقائع الحقيقة، فلا يمكن البناء على الأوهام أو الرغبات لكي نصل إلى نتائج صحيحة، إلا إذا كان الأمر مجرد الرغبة في الوصول إلى هدف معين أو محاولة تسويق فكرة هي في الأساس غير صحيحة، فعندها لابد من اختلاق الوقائع وليِّ مسيرة الأحداث، واختلاق أخبار كاذبة.

وبسبب وجود توجه عام لدى جميع المؤسسات الرسمية لتسقيط القوى المعارضة، فليس هناك أي رادع لمن يريد التسلق على رقاب الناس ولو عن طريق التزوير والنفاق وحتى الكذب المفضوح، فمادام هذا الكذب يصب في نهر تخوين القوى المعارضة، حتى وإن وصل الأمر إلى التعرض لشرف الناس وأعراضهم، كل شيء أصبح مقبولاً، بشرط تقسيط القوى المعارضة.

وعلى رغم كمية الكذب والتشهير بالناس وتخوينهم وحتى القدح في أعراضهم ونعتهم بأسوأ الصفات وسبّهم علناً وعلى رؤوس الأشهاد والتطاول على رموزهم ومعتقداتهم عن طريق النشر العلني وفي وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية وبشكل يومي، إلا أن النيابة العامة لم تحرك حتى الآن ولو قضية واحدة تقدم بها أحد المحسوبين على القوى المعارضة.

أسلوب التزوير والكذب لم يقتصر على وسيلة إعلامية واحدة وإنما شمل الجميع ولكن لوحظ في الفترة الأخيرة نشر سلسلة من الأخبار والتقارير والتحليلات السياسية الممعنة في التزوير في إحدى الوسائل الإعلامية التي لم تكتفِ بنشر إشاعات مكذوبة عن وجود «صفقة» بين السلطة والجمعيات الوطنية المعارضة، وكأنها تحذر البحرينيين من الوصول إلى حل سياسي للأزمة وبث تقارير إخبارية عن نية قيادات في الجمعيات السياسية المعارضة للترشح في الانتخابات النيابية المقبلة بهدف خلق شقاق داخل المعارضة فيما بينها، رغم الموقف الواضح لجميع الجمعيات السياسية المعارضة من مقاطعة الانتخابات المقبلة ما لم يكن هناك حلٌّ مُرْضٍ للجميع، حتى وصل الأمر إلى فبركة أخبار تتصل باجتماعات بين القوى السياسية في البحرين وقيادات في حكومة إحدى الدول الخليجية، ما حدا بسفارة هذه الدولة الخليجية في البحرين إلى إصدار بيان صحافي تكذب فيه كل ما جاء في تقرير المنشور.

وأما ثالثة الأفاثي لهذه الوسيلة الإعلامية، نشرها تحليل لأحد المحللين السياسيين المخضرمين العاملين فيها يحذر فيه من «أفكار خطيرة وشريرة تطرحها دول العالم بقيادة الولايات المتحدة لإعادة محاولات الانقلاب الطائفي بوسائل أخرى». عندما يقول إن إعادة إنتاج «الانقلاب الطائفي» الذي تمارس فيه دول العالم «الإرهاب السياسي على البحرين»، يتمثل في:

- أن يكون لمجلس النواب الصلاحيات التشريعية الكاملة.

- تعديل الدوائر الانتخابية بما يتيح للمعارضة الشيعية الحصول على الأغلبية.

- أن يكون مجلس الشورى بالانتخاب وتتقلص صلاحيته جداً.

- أن تشارك المعارضة الشيعية في الحكومة.

- الإفراج عن السجناء السياسيين.

ويؤكد هذا «الجهبذ» بعد أن يذكر هذه «البنود» حسب تعبيره أن المقصود من هذه الصيغة «هو بالضبط إعادة إنتاج الانقلاب الطائفي ولكن بوسائل أخرى».

في ذمتك عاد؟ هل تُسمّى مثل هذه المطالب التي يجب أن توفر في أي مجتمع إنساني «انقلاباً طائفياً» وهل المطلوب من الشعب البحريني أن يقبل بمجلس نواب منقوص الصلاحيات، وبدوائر انتخابية تتيح «للموالاة» - ولن نقول السنية - الحصول على الأغلبية، وأن يكون مجلس الشورى معيناً وتكون له نفس الصلاحيات الممنوحة للمجلس المنتخب من الشعب، وإن اقتصرت الحكومة على الموالين فقط دون أن يكون للناس أي رأي، وأن يستمر اعتقال سجناء الرأي.

بئس هذا الرأي، وبئس قائله.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4291 - الجمعة 06 يونيو 2014م الموافق 08 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 8:27 ص

      استادي

      حفظكك الله ايها الحر

    • زائر 7 | 3:57 ص

      في ذمته

      فعلاً في ذمته والله لا يبري ذمته... بئس الرأي رأيه

    • زائر 6 | 2:44 ص

      خليل

      يا أخي يا محاري
      إذا تحققت هذه الأفكار الخطيرة والشريرة التي تطرحها دول العالم بقيادة الولايات المتحدة ، بعدين من يدفع للجهبذ 4 ألف دينار ثابتة شهرياً ؟ ..............

    • زائر 5 | 2:31 ص

      لقد كانت هناك اخطاء

      كان المفترض ان تكون ثورة البحرين من أنقي الثورات في العالم لولا إن بعضهم مسك الميكرفون وأخذه الحماس الزائد وألقي الخطب الرنانة التي جعلت اخوة شاركونا في الدوار الي الانسحاب وبدئه وتيرة الحماس تأخذ منحي خطير لم يكن مخططآ لها .. وكانت هذه سبب الشقاق مع إخوتنا في الوطن .. يجب ان نعترف بأخطائنا حتي تبقي الثقة .

    • زائر 3 | 1:17 ص

      اسمح لي يا استاذ

      بان القوى المعارضة والرموز اخفقو في قراءة الميثاق بموافقتهم على امور كثيرة ومنها مجلس الشورى المعين فالنص صريح وهو للاستشارة وما دام للاستشلرة فلابد للاخذ باقواله فانت عندما تذهب الى طبيب مستشار وتاخذ وتعطي معه في الكلام وفي النهاية تستجيب لوصفته العلاجية فكذلك الحال بالنسبة الى مستشاري هدا المجلس بما انهم معينين سيقفون ضد المرشحين هدا ادا كان هناك مرشح

    • زائر 2 | 1:01 ص

      وليش المعارضين يلجاؤن الى النيابة العامة؟

      الا يعلمون بان النيابة المرسسة جهة رسمية تاتمر بامر السلطة ؟ فليش نقص على روحنا؟ جميع مؤسسات الدولة تاتمر لوزارة واحدة وقضية العبار مثالا واللبيب بالاشارة يفهم . سجن ابني وعذب واثار التعذيب لاتزال باقية واراد ان يلجا الى النيابة العامة فمنعته من ذلك وقلت له فوض امرك لله وادعو بان ينتقم الله لك ممن ظلمك وذهابك تؤثم عليه لانك بذلك اقررت بشرعية هذه المؤسسة.

    • زائر 1 | 12:43 ص

      اكذب ثم اكذب ثم اكذب مقولة يهودية يتحلى بها.البعض

      لضعف.موقفهم لم يجدوا سوى اسلوب اليهود ومقولتهم اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس

اقرأ ايضاً