العدد 4301 - الإثنين 16 يونيو 2014م الموافق 18 شعبان 1435هـ

بحرينيون يرون في الجامعات الخارجية طريقاً لتحصيل العلم

يختار المئات من خريجي الثانوية العامة، بمختلف معدلاتهم وتقديراتهم، الجامعات الخارجية، فهم يرون فيها طريقاً لمواصلة مشوار التحصيل العلمي، وهذا هو الحال بالنسبة للكثيرين ممن يرغبون في مواصلة الدراسات العليا، وخصوصاً للحصول على شهادة الماجستير، فعلى الرغم من أن الجامعات الحكومية والخاصة في البحرين تقدم برامج للدراسات العليا، إلا أن كثيرين من البحرينيين يُفضلون السفر إلى الخارج.

نور الهدى حميد (24 عاماً)، إحدى الخريجات من الجامعة الأميركية في الإمارات وتحديداً في الشارقة، ترى أن مواصلة التعليم في الجامعات الخارجية تتيح للطالب فرصة أن يكون «قائداً» وقوياً، ويعتمد على نفسه في الحياة.

تتحدث حميد عن تجربتها في الدراسة خارج البحرين وتقول: «كان التخصص الذي أود دراسته هو الاقتصاد والإدارة المالية، ولأن تخصصي في الثانوية العامة كان المسار العلمي، واجهت صعوبة في الحصول على جامعة في البحرين تقبلني في تخصص الاقتصاد، ولذلك لجأت إلى الجامعات الخارجية، وحصلت في البداية على فرصة الدراسة في إحدى جامعات ايرلندا الشمالية، إلا أنني لم اخترها بسبب بعدها عن البحرين».

وتضيف «وقع اختياري على الجامعة الأميركية في الشارقة، ووجدت أنها ذات مستوى دراسي عالٍ، فمناهجها وطريقة التدريس فيها أميركية، ولذلك اخترتها، فبعد تخرجي من المرحلة الثانوية لم تكن هناك جامعات بحرينية تقدم برامج تعليمية بذات القوة التي أصبحت عليها الآن». وعن التحديات التي واجهتها، تشير إلى أنها واجهت صعوبة في البداية كونها في بلد غير البحرين، وبسبب بدء الدراسة قبل حلول شهر رمضان بفترة بسيطة، وهذا ما شكل لها صعوبة قضاء شهر رمضان بعيداً عن أهلها.

وعلى الرغم من ذلك، تجد حميد أن حصولها على شهادة البكالوريوس من الجامعة الأميركية يمثل «إنجازاً كبيراً» بالنسبة، فالجامعة من أقوى الجامعات، ولديها اعتراف من جامعة هارفرد. وتقول: «الجامعة علمتنا أن نكون أقوياء، ومدراء من الداخل قبل الخارج، وأن نكون قادة المستقبل». ولم تخفِ حميد أنها ترغب في مواصلة الدراسات العليا في جامعة خارجية أيضاً، فهي تفكر في إحدى الجامعات البريطانية لنيل شهادة الماجستير.

أما فاطمة زين الدين (26 عاماً) وهي متخرجة من كلية دبي الطبية للبنات، فتوضح أن سبب اختيارها الدراسة في جامعة خارج البحرين، كان بسبب قلة عدد البعثات في تخصص الطب، وهو ما جعلها تفكر في خيارات أخرى لدراسة الطب، إلى جانب أن الكلية التي درست فيها كانت خاصة بالبنات.

وتذكر أنها وضعت خيارات عدة، ووقع اختيارها على جامعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، كونها في بلد خليجي قريب من البحرين، إلى جانب تشابه الثقافة بين البحرين والإمارات. وبسؤالها عن التحديات التي واجهتها في الدراسة خارج البحرين، تقول: «ربما تعتبر في البداية تحديات، ولكن مع مرور الوقت تصبح هذه التحديات عاملاً أساسياً في تقوية الشخصية». وتضيف «الغربة بحد ذاتها تعتبر تحدياً، فالدعم الاجتماعي الذي تحظى به وأنت في بلدك لا تجده في الغربة».

وترى أن «الماديات تحدٍّ كبير أيضاً، لأن الطالب يجب أن يتكيف مع مبلغ محدد من المال، ترسله له العائلة».

أما المميزات التي وجدتها خلال فترة دراستها، ترى زين الدين أن «الفرد يعتمد على نفسه في الغربة، ويقوي شخصيته، وفي نظري لو درست داخل البحرين لم أتمكن من التركيز في الدراسة، ففي الغربة لا يوجد خيار إلا الدراسة، فإما أن تدرس، وإما أن تدرس، وذلك خلاف للدراسة داخل البحرين، إذ إن الأنشطة الاجتماعية والزيارات العائلية والفعاليات الاجتماعية تأخذ وقتاً طويلاً من الدراسة».

ونصحت الراغبين في الدراسة خارج البحرين أن يضعوا أمامهم كل الخيارات، ويحددون التخصص الذي يرغبون في دراسته، مع مميزاته، والنظر بعين الاعتبار إلى أن بعض التخصصات تتطلب من الطالب أن يكون جاهزاً منذ فترة الدراسة المدرسية، مثلاً أن بعض الجامعات تشترط الحصول على شهادة اجتياز امتحان اللغة الإنجليزية، والتي تعرف بـ «تويفل» أو «آيلتز»، وبالتالي لابد من الشخص أن يضع جميع الخيارات أمامه.

أما محمد الطويل (21 عاماً) الذي مازال يدرس في جامعة مانشستر في بريطانيا، فيرى أنه يخوض في فترة دراسته حالياً تجربة تتمثل في «الخروج من حاضر معلوم إلى مستقبل مبهم المعالم في بعض الجوانب».

ويبيّن أن سبب اختياره إكمال الدراسة الجامعية خارج البحرين هو «الفارق في المادة العلمية بشكل أساسي، إضافة إلى اكتساب التجربة الخارجية والانفتاح على العوالم الخارجية».

وعن المميزات التي يجدها في دراسته خارج البحرين، يرى أنها «تتمثل في تلاقح الأفكار والقدرة على تنمية التفكير النقدي، من خلال الاطلاع على الأفكار الأخرى» مستدركاً بقوله: «إن الدارس في الخارج لا يأمن السقوط في بعض المنزلقات الفكرية إن لم يكن ذا أسس متينة وقواعد رصينة، وخصوصاً في ظل الانغماس في مجتمع يبني تطلعاته على منفعة الفرد بدلاً من الخارج».

العدد 4301 - الإثنين 16 يونيو 2014م الموافق 18 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً