العدد 4336 - الإثنين 21 يوليو 2014م الموافق 23 رمضان 1435هـ

د. العلوي: أعالج “الجاثوم”

«صحة الفم من الأمور الضرورية للحفاظ على الصحة عموماً، وعلى نوعية الحياة». أتت هذه الجملة ضمن أحد منشورات منظمة الصحة العالمية لتؤكد ما يردده أطباء الأسنان حول أن صحة الفم والأسنان مرآة لصحة الإنسان.

الدكتور فاضل العلوي يشدد على هذا المفهوم بطريقة أوضح، فيؤكد أن طبيب الأسنان لا يعالج تسوس الأسنان أو يخلع التالف منها فقط، بل يتعدى دوره إلى علاج أمراض خطيرة ومميتة أيضاً.

ويلفت في لقاء مع «الوسط الطبي»، إلى أن طرق وتقنيات العلاج لكثير من الأمراض تكون أبعد ما تكون عن الجراحة، ولها كثير من النتائج المذهلة، مؤكداً أن هناك أكثر من مدرسة (منهج) في علاج أمراض الفم والأسنان تقدم طرقاً غير تقليدية للعلاج.

وتمنى أن تنتشر تقنيات العلاج المتبعة في كثير من المدارس الطبية الرائدة في مجال طب الأسنان في البحرين بسرعة؛ لأن ذلك يساهم في التخفيف من معاناة المرضى، كما أنه سيساهم أيضاً في التخفيف على موازنة الصحة العامة عبر اكتشاف الأمراض بسرعة وتقديم العلاج المناسب لها.

نترككم مع التفاصيل...


أبعد من التسوس والخلع

بدأ الدكتور فاضل العلوي اختصاصي علاج الحالات المستعصية بالابتعاد عن الجراحة حديثه بالتأكيد أن طبيب الأسنان لا يقتصر على دوره على معالجة التسوس، أو خلع الأسنان التالفة فقط، بل تتجاوز وظيفته إلى علاج العديد من الأمراض.

وبيّن أن «أشهرها مرض الاختناق أثناء النوم «الشرقة» أو «الجاثوم» حسب المسمى الشعبي، والاختلال الفكّي، وصعوبات النشطق، وعبر علاج هذه الأمراض تزول أعراضها».

وتوقف العلوي كثيراً عند الاختناق أثناء النوم (الشرقة)، وقال: «هذه الحالة المرضية ليست سهلة أبداً، ولها العديد من الأعراض الجانبية الخطيرة على صحة الفرد، فتسبب له العديد من الأعراض كقلة النوم، وتؤخر النمو، وتضعف من مناعة الجسم».

واستند في التدليل على خطورتها المؤدية للموت إلى التراث الإسلامي، فقال: «أعلى درجات خطورة «الشرقة» أنها تؤدي للموت، وقد أشار أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي عليه السلام لهذا المعنى في قوله (مِسْكِينٌ ابْنُ آدَمَ: ... تَؤْلِمُهُ الْبَقَّةُ، وَتَقْتُلُهُ الشَّرْقَةُ، وَتُنْتِنُهُ الْعَرْقَةُ)، والتي وردت في باب قصار الحكم في نهج البلاغة». وأضاف: «اليوم، وفي ظل تقدم علوم الطب تم التعرف أكثر على آلية حدوث «الشرقة» عند الإنسان، وفي المقابل أجريت العديد من الدراسات والبحوث لإبعاد مخاطرها عن الفرد».

وأوضح العلوي، وهو زميل الاتحاد العالمي لجراحي الأسنان، أن «الدراسات الحديثة كشفت أن الاختناق أثناء النوم (الشرقة) والمعروف محلياً باسم «الجاثوم» ينتج بسبب انسداد مجرى التنفس بشكل جزئي فيسبب العديد من المضاعفات، أو بشكل كامل فيؤدي للموت»، مشيراً إلى أنه «حينما يستلقي الإنسان على ظهره لينام، ترتخي عضلة اللسان فترجع للخلف وتضيق أو تسد مجرى التنفس، وهو ما يُحدث خللاً في وظيفة التنفس، فتقل نسبة الأوكسجين في الجسم، ما يحرم المصاب من النوم العميق والاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، وهو أحد أمراض اضطرابات النوم».

وأكد أن «اضطرابات النوم تجر وراءها العديد من الأعراض المرضية مثل تأخر النمو، وتقليل المناعة، ولذا فإنك تجد المصابين ضعاف البنية، يشعرون بالنعاس أثناء النهار، المصابون يكونون عصبيي المزاج. وتجد هذه الأعراض عند الأطفال بشكل لافت، فتجدهم ضعاف البنية محدودبي الظهر، قصار القامة، حركيين بشكل مفرط، تغلب عليهم شقاوة الأطفال، تجد هالات سوداء أسفل العين».

وأشار إلى أن «الشرقة» سبب رئيس في 80% من أمراض القلب، ومضاعفاتها كالسكتة والجلطة القلبية.

30 مليون نسمة

وحول انتشار «الشرقة»، قال: «محلياً، ليس بين يديّ أي إحصاءات، ولكن عالمياً تشير الإحصاءات إلى إصابة 40% من سكان العالم بالمرض. وتوضح الإحصاءات أيضاً أن 24% من الرجال يصابون به مقابل 9% من النساء، و10% من الأطفال يصابون به منذ الولادة». وأضاف أن «المرض يصيب 30 مليون أمريكي، أي ما يعادل 10% من نسبة السكان في الولايات المتحدة الأميركية».

وبالنسبة لتشخيص وعلاج «الشرقة»، قال: «محلياً، هناك غياب كامل لطرق وآليات اكتشاف المرض، وحتى المريض لا يستطيع التعبير بشكل سليم عن المرض، بل يشرح أعراضه وأهمها قلة النوم وصعوبات في التنفس أثناء النوم. الطبيب هنا يسارع في فحص الجهاز التنفسي».

كما أضاف أن «فحص الجهاز التنفسي لن يكشف عن المرض؛ لأن الاختناق يحدث أثناء النوم. والنتيجة الطبيعية هي خلو الجهاز التنفسي من أي قصور؛ لأن الفحوصات تؤخذ والمريض مستيقظاً، ولأن الخلل ليس في الأعضاء، بل في وظيفة الجهاز التنفسي أثناء النوم».

وأوضح: «هنا نحن بحاجة لآلية أخرى في فحص اضطرابات النوم للوقوف على السبب الحقيقي وراءها، وهي تتم عن طريق اختصاصيي اضطرابات النوم. ثم نبدأ بالعلاج المناسب».

«توسيع مجرى القصبة الهوائية هو علاج «الشرقة» أو ما نسميه محلياً الجاثوم». هكذا أجاب ببساطة عن علاج المرض المسبب لأعراض كثيرة تبدأ بضعف النمو ولا تنتهي عند أمراض القلب. وتابع: «هناك حلول عدة علاجية يجريها طبيب الأسنان منها الجراحة عبر قطع جزء من اللهاة أو كيها بالليزر لتصغير حجمها، أو ارتداء مضخة الأوكسجين (CAPA) أثناء النوم؛ لتُبقي القصبة مفتوحة طوال الليل. وهناك طريقة سهلة أيضاً وهي عبر دفع الفك السفلي للأمام عبر جهاز يلبسه المريض».

وأشار العلوي إلى أن هناك أساليب وقائية كخفض الوزن للبدناء، وتجنب أكل الوجبات الدسمة قبل النوم، وممارسة الرياضة، والنوم على الجنب وليس على الظهر.

وأكد أن التوجه بشكل مباشر للطبيب المختص سيوفر معاناة كبيرة على المريض.

العدد 4336 - الإثنين 21 يوليو 2014م الموافق 23 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً