العدد 4336 - الإثنين 21 يوليو 2014م الموافق 23 رمضان 1435هـ

رمضان فرصة للتغيير

يعتبر شهر رمضان فرصة لتغيير النظام الغذائي والبدني، انطلاقاً من الصوم عن الشراب والطعام لساعات طويلة تصل إلى 16 ساعة، ومروراً بالاقتصار على وجبتي طعام، ولكن التحدي يكمن في ارتباط شهر رمضان بموائد الطعام المليئة بالسكريات والدهون التي تضرب بوجه الحائط ساعات الصوم الطويلة.

«الوسط الطبي» التقت مجموعة من الأشخاص الذين لم يزدهم شهر رمضان إلا تحدياً في ممارسة الرياضة والالتزام بالطعام الصحي، كمثال رائع على التطويع السليم لشهر رمضان الكريم.

رجب: بعد الفطور أمارس الرياضة

«برنامجي هو ممارسة الرياضة كل يوم بعد الفطور لمدة نصف ساعة» حنان رجب.

عزمت حنان رجب مع بدء شهر رمضان المبارك على الرجوع إلى ممارسة الرياضة بعد انقطاع طويل، وإلى جانب الرياضة قامت رجب بمراقبة طعامها، مُخففة من أكل الدهون كالكباب والسمبوسة، إضافة إلى التخفيف من أكل الحلويات.

وأكدت على مفهوم التخفيف من الدهون والسكريات وليس الحرمان، قائلة «لن أحرم نفسي من الاستمتاع بأكلات شهر رمضان اللذيذة»، ولكنها في المقابل ستراعي إضافة حصص أكبر من الفواكه والخضراوات إلى طعامها مع الامتناع نهائياً عن شرب المشروبات الغازية.

ومن أبرز الدوافع التي جعلتها تتخذ هذا البرنامج هو عملها لساعات طويلة في مكتب دونما ممارسة أي نشاط رياضي، وهو ما سبب لها زيادة في الوزن وخمولاً في الجسم، فالرجوع لممارسة الرياضة أعاد لها الحيوية والنشاط وحسّن من لياقتها البدنية، حسب قولها.

وأوضحت رجب أنها تمارس الرياضة في المنزل بواسطة الأجهزة الرياضية مثل الأوربتريك والدمبلز، إضافة إلى محاكاة مقاطع رياضية على اليوتيوب. ولكنها ترغب جداً في الالتحاق بالنوادي التي تقدم برامج الرياضات الهوائية مثل الآيروبكس والزومبا.

وتعلق رجب على النوادي الرياضية الموجودة في البحرين، فتقول «لا تقاس النوادي الرياضية بعدد الأجهزة الموجودة فيها ولا بمساحة الصالة الرياضية فيها، بل على المدربين الذين يعملون فيها»، مشيرة إلى أن هنالك بعض المدربين الذين يقومون بعمل برنامج خاص لكل مشترك يتناسب مع رغبات المشترك كبرنامج لخفض الوزن أو برنامج لبناء العضلات، إضافة إلى برامج غذائية صحية، في حين هنالك نوادٍ أخرى تجعل المجال مفتوحاً للمشترك في استخدام الجهاز الذي يريده دونما إرشاد من قبل المنظم.

وترى رجب أن النوع الثاني من النوادي يمكن وصفه بالسيئ؛ فهنالك فرق شاسع بين من يستخدم الأجهزة وفق إرشادات المدرب حسب ما يتناسب مع جسمه وبين من يتدرب على الأجهزة بعشوائية دونما برنامج يُذكر.

وتنصح رجب من بدأ في ممارسة الرياضة أن يستمر فيها، فالرياضة - حسب قولها - ليست لإنقاص الوزن فقط، بل هي صحة للجسم، خصوصاً لأولئك الذين يعملون مثلها لساعات طويلة في المكاتب، لافتة إلى أن على ممارس الرياضة أن يستمتع بما يفعل.

حماد: بالصوم بدأت حميتي الغذائية

«كنت أعاني من زيادة الوزن المؤثر على صحتي، فقررت أن أستغل فترة الصوم في شهر رمضان بتشجيع من زوجي ومشاركته لي ببرنامجي الغذائي والرياضي»، هكذا عبّرت زينب حماد (32 سنة) وهي زوجة وأم لثلاثة أولاد، عن بدايتها في تغيير حياتها للأفضل.

وقامت حماد باتباع برنامج غذائي يقوم على تناول ما تريد من السلطات في وجبة الفطور مع القليل من اللحوم البيضاء، والإكثار من السوائل لمنع الجفاف، والاكتفاء بفواكه مختارة لطبق التحلية. أما وجبة السحور فتحرص على أن تكون وجبة مختارة من مصادر غنية بالبوتاسيوم كالموز أو التمر. وإلى جانب البرنامج الغذائي تقوم حماد بالالتزام بممارسة رياضة المشي قبل الإفطار بساعة، معللة اختيار ذلك التوقيت بالذات لمنع حدوث أي تعب خلال فترة الصيام.

وتصف حماد خلال حديثها لـ «الوسط الطبي» بدايتها في البرنامج بـ «الصعبة»، فالبرنامج بحاجة إلى كثير من الصبر والإرادة، خصوصاً في ظل سفرة شهر رمضان التي لا تخلو من المغريات كالسكر والزيت حسب قولها، مؤكدة أنها استطاعت على رغم تلك المغريات أن تواصل البرنامج بفضل إصرارها وعزمها، إلى جانب تشجيع أسرتها ومشاركتهم لها، لاسيما زوجها.

وتضيف أنها مستمتعة بهذا البرنامج الذي شاركها فيه الأهل، ما أثمر بنتائجه الإيجابية على صحتها وصحة عائلتها. وتنصح حماد الجميع باستغلال شهر رمضان الكريم للبدء في التغيير والتخلص من الوزن الزائد، كما تنصح ببدء البرنامج بمشاركة شخص مقرب منك لإمدادك بالدعم المعنوي، وكل ذلك بالطبع تحت استشارة طبية من قبل اختصاصي تغذية لوضع برنامج غذائي يتناسب مع الشخص كوزنه وطوله.

البناي : الصحة غالية.. والصوم فرصة للرجيم

حسين البناي في الحادية عشرة من عمره، عانى منذ ولادته من شد (تيبس) في عضلات قدمه اليسرى، وهو ما أثر على حركته وزاد من وزنه نتيجة قلة نشاطه البدني، إلا أن أهله نصحوه ببداية برنامج غذائي ورياضي يبدأ أولى خطواته في شهر رمضان.

فلقد استغل البناي تزامن شهر رمضان مع العطلة المدرسية للصوم وتغيير برنامجه الغذائي للأفضل، معتمداً على تناول وجبات صحية في وجبتي الفطور والسحور وبكميات محددة وفق برنامجه الغذائي الذي أعده له مدربه الرياضي، مضيفاً «ليس من السهل حرمان الصائم من الطعام أثناء وجبه الفطور، لاسيما اذا كان طفلاً غير مكلف بالصيام أصلاً».

وعن أبرز التغييرات التي شعر بها البناي منذ بدئه للرجيم هي خفة الحركة، فلقد أصبح يتحمل الحركة الكثيرة ولا يصاب بالتعب الشديد إزاء أي نشاط بدني مثل ذي قبل، ويؤكد أن شهر رمضان مناسب للبدء في الحميات الغذائية؛ لما يحمله من معانٍ إنسانية «فهو يشعرنا بجوع المسلمين الفقراء الذين لا يمتلكون ما يسد حاجاتهم الغذائية».

وعند سؤاله عن أكل المطاعم وصفه البناي بـ «غير الصحي»، فهو - حسب قوله - مليء بالدهون والسكريات، ولا يساعد على أداء الحميات الغذائية، ولذلك اعتمد منذ بدئه الرجيم على طعام المنزل الذي تعده له والدته وفقاً لجدول حميته الغذائية. وفي هذا الخصوص يوجه البناي شكره لوالدته، متمنياً أن تكون كل الأمهات عوناً لأطفالهن في تغيير نمط الطعام.

وعبّر البناي عن سعادته ببرنامجه الجديد وعن شوقه لرؤيه النتائج المرجوة منه. وأضاف «نصيحة لكل شخص يريد أن يغير من جسمه للأفضل، هي أن يتحلى بالصبر والإصرار والعزيمة وقوة التحمل، فالصحة غالية جداً».

العدد 4336 - الإثنين 21 يوليو 2014م الموافق 23 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً