العدد 4343 - الإثنين 28 يوليو 2014م الموافق 01 شوال 1435هـ

28 % من أطفال إسبانيا تحت خط الفقر

الوجبات المجانية أساسية أمام انتشار سوء التغذية
الوجبات المجانية أساسية أمام انتشار سوء التغذية

في الساعة الثانية بعد الظهر، تخلط (ماريا) المعكرونة بصلصة الطماطم في قدر كبيرة. هذا الشهر وشهر أغسطس/ آب المقبل عطلة مدرسية في إسبانيا، لكن المطبخ في مدرسة عامة في مدينة ملقة (جنوب)، لايزال يعمل على قدم وساق، لإطعام أكثر من 100 طفل يعجز أولياء أمورهم عن تغذيتهم.

ويشرح مدير مدرسة «مانويل ألتولاغيري» الواقعة في أحد أفقر أحياء المدينة، ميغيل أنخيل مونيوث: «المطبخ شغال دائماً، في الشتاء وفي الصيف. هناك عائلات كثيرة في حاجة ماسة إلى المساعدة. وبالنسبة للكثير من الأطفال، وجبة المدرسة هي الوجبة الساخنة الوحيدة التي يتناولونها في اليوم».

تكشف التقارير المتخصصة المختلفة النقاب عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تواجهها العائلات الإسبانية وكيف تؤثر على رداءة نوعية الغذاء وسوء التغذية لدى الأطفال.

فهناك 2.3 مليون طفل - أي 27.5 في المئة من المجموع - يعيشون تحت خط الفقر، حسبما يحذر تقرير صادر عن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).

كما يقدر عدد الأطفال المحرومين من وجبة تحتوي على لحوم أو دجاج أو سمك كل يومين بنحو 200.000 طفل في إسبانيا، علماً أن سوء التغذية في مرحلة الطفولة يمكن أن يكون له عواقب لا رجعة فيها على صحتهم، وقدراتهم ونموهم، وفقاً للخبراء.

كذلك فتبيِّن دراسة «الطفولة في إسبانيا 2014» التي نشرت في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، ارتفاع عدد الأسر الإسبانية التي لديها أطفال والتي يعاني كل أعضائها البالغين من البطالة، بنسبة 290 في المئة منذ العام 2007، وهو العام الذي سبق اندلاع الأزمة المالية العالمية. وبين تلك السنة و2013، ازداد عددها من 325.000 إلى 943.000 عائلة.

ويذكر أن معدل البطالة في إسبانيا - وتعدادها 46.7 مليون نسمة - يبلغ حاليّاً 25.9 في المئة من السكان الناشطين اقتصاديّاً، وفقاً لمعهد الوطني الأسباني للإحصاء. يضاف إليهم «العاملون الفقراء» أي أولئك الذين يتلقون أجوراً هزيلة لا تكفي لسداد أقساط الرهن العقاري وفواتير المياه والكهرباء والغاز... وتغذية الصغار.

يقول الطفل (رافا) فور تناول طعام الغداء المكون من سلطة المعكرونة والبطيخ في مدرسة مانويل ألتولاغيري: «أمي تبيع اليانصيب في الشارع، وأبي في المنزل». (رافا) يبلغ من العمر ثماني سنوات ويعيش مع إخوته البالغين 12 و10 وأربع سنوات.

يجلس إلى جانبه (ييراي) البالغ من العمر 11 سنة، والذي يأكل كل عام في المدرسة الصيفية مع أخيه الصغير، في حين يعمل والده أنطونيو في حمل الأمتعة في المطار. يقول (ييراي) إن طعام المدرسة جيد، وأنه يريد العمل في ورشة تصليح سيارات أو كشرطي عندما يبلغ سن الرشد.

أما دانييل فرنانديز، من المنظمة غير الحكومية «مالاثيتانا» والمسئول منذ 13 عاماً عن الأنشطة المدرسية خلال فصل الصيف، فينبه في حديثه مع وكالة إنتر بريس سيرفس إلى أن «هناك قطاعات كاملة من المجتمع تعيش في محنة» وتحتاج حاجة ماسة للمساعدة.

ومنذ العام 2013، تمدد سلطات مقاطعة الأندلس - وهي الأكثر اكتظاظاً بالسكان في البلاد - فترة المساعدات المقدمة خلال العام الدراسي، وتدعم المدارس الصيفية مثل مدرسة «مانويل ألتولاغيري» في مختلف مدن المنطقة.

في تلك المدن، يحصل الأطفال الأكثر فقراً على وجبتي الإفطار والغداء والوجبات الخفيفة من دون أي كلفة، إضافة إلى ممارسة أنشطة ترفيهية وتعليمية برعاية المنظمات الاجتماعية.

وقد أصبح أيضاً من الشائع أن تجد العديد من الأجداد ذوي المعاشات المنخفضة، والذين يضطرون إلى إعالة أبنائهم وأحفادهم من دون دخل.

وكمثال، تتلقى روساريو رويث (67 عاماً) إعانة شهرية قدرها 365 يورو (497 دولاراً) بسبب المرض، وتعيل حفيدتها البالغة من العمر 26 سنة، والعاطلة عن العمل والأم لطفلين تتراوح أعمارهما بين سنتين وخمس سنوات.

العدد 4343 - الإثنين 28 يوليو 2014م الموافق 01 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً