عندما تجلس جدتي بيننا في التجمعات العائلية دائماً ما تعتب على تصرفات بعض الشباب والشابات بعبارة «راحت أيام زمان»، هي تعني أن مفاهيم الناس عن بعض الأمور والمواضيع قد تغيّرت، وبما أن المفاهيم تغيّرت فبكل تأكيد تصرفاتهم ستتغير، وبالتالي أخلاقهم تتغير بناء على ذلك.

من بين الأمور التي أؤيد جدتي في تغيُّرها مفهوم الاحترام، حيث بات جليّاً في الأماكن العامة غياب الاحترام بين الأبناء والآباء، الطالب والمعلم، بالإضافة لغيابه بين الناس عامة، فهناك ترى أطفالاً يصرخون في وجه آبائهم ويفرضون آراءهم على ذويهم وإن كانت خاطئة... وهذا طالب يرفع صوته صارخاً على معلمه، وتلك تستهزى بزميلة لها، وهذا يطلق تعليقات على الناس هنا وهناك... وآخر ينشر الفوضى بصوته العالي في الأماكن العامة، وتلك تبحث عن المشاكل في الأسواق... إلخ. وإن نظرتَ مستغرباً من تلك التصرفات، عللوا أسباب ذلك بأنه عصر التكنولوجيا أو «نحن لسنا من زمن الطيبين» وو... إلى آخره من تبريرات.

على رغم أن هناك أوجهاً مختلفة للاحترام إلا أن هذه الصور، تتلخص في ثلاث، وهي: احترام نفسك، احترام الآخرين، احترام تصرفاتك. اعلموا أصدقائي في «مناهل الوسط» بأن الاحترام حاجة نفسية طبيعية للإنسان كحاجته للهواء والماء والطعام.

كما إن ديننا وإسلامنا وعقيدتنا وقيمنا كلها تدعونا للعمل باحترام مع أنفسنا ومع الآخرين... فالاحترام هو فن ومهارة يتقنها البعض بجدارة، فيما ومع الأسف لا يتقنها أو لا يعرفها البعض... أرجو أصدقائي أن تكونوا من الناس الذين يتقنون فن الاحترام، وأن تبتعدوا عن كل ما يُدنيكم ممن لا يتقنون هذا النوع من فنون ومهارات الحياة البشرية.

مناهل