حيثيات كثيرة كانت وراء خسارة منتخبنا الوطني للناشئين لبطولة مجلس التعاون للمنتخبات لكرة السلة قد يكون بعضها أسباب فنية داخل الملعب ولكن هناك أسباب أخرى كانت وراء الخسارة أبرزها ما حدث بعد نهاية مباراة عمان مباشرة والتي فاز فيها المنتخب البحريني لتتبقى له مباراة الكويت الفاصلة.

«الوسط الرياضي» ذكر في عدد أمس أن مدرب المنتخب التركي أورهان هدد بالاستقالة من المنتخب في ليلة المباراة النهائية وذلك على اثر خلافه مع رئيس لجنة المنتخبات الوطنية علي الخاجة وتأثير هذا الخلاف على استقرار المنتخب.

واليوم سننشر تفاصيل القصة الكاملة التي أدت إلى اعتصام المدرب في غرفته وامتناعه عن حضور تدريب المنتخب ما قبل الأخير لمواجهة الكويت قبل أن تتدخل عدة أطراف بينها مدير المنتخبات الوطنية ناصر القصير من أجل ثني أورهان عن قرار الاستقالة والعودة لقيادة المنتخب في المباراة النهائية للبطولة.

القصة بدأت مباشرة بعد نهاية مباراة المنتخب العماني وإن كان لها ترسبات سابقة ربما، إذ أن الخاجة ذهب مباشرة مع صافرة النهاية إلى المدرب أورهان معاتبا إياه بشدة على عدم إشراك أحد اللاعبين خلال المباراة ولو لدقيقة واحدة.

هذا العتاب المباشر تطلب ردا فوريا من أورهان الذي غادر الصالة إلى مقر سكن المنتخب ومعتصما في غرفته ومقدما استقالته من تدريب المنتخب احتجاجا على التدخل في شئونه الفنية وفرض أسماء معينة عليه.

أورهان اتصل بأحد الموظفين في اتحاد السلة مطالبا بحجز تذكرة له للمغادرة فورا إلى بلاده رافضا إكمال مهمته في وقت حساس وقبل يوم من المباراة الختامية للبطولة.

حينها بدأت سلسلة من المحاولات لثني المدرب عن قرار الاستقالة قام بها مساعدي المدرب فاضل ميلاد ويوسف مهيزع وكذلك الخاجة نفسه وأيضا القصير وأطراف أخرى إلا أنها لم تؤتي بأي فائدة.

المدرب رفض تدريب المنتخب في اليوم التالي لمباراة عمان وغاب عن التدريب الذي قاده المدربان المساعدان بشكل أدخل القلق في نفوس اللاعبين والمسئولين، إذ إنها من المرات النادرة التي يغيب فيها مدرب عن تدريب فريقه قبل يوم من مباراة نهائية وعلى بطولة خارجية.

لاعبو المنتخب نفسهم تدخلوا في القضية وطالبوا مدرب المنتخب بالعدول عن قرار الاستقالة والعودة لتدريب المنتخب من خلال التواجد حول غرفته والاتصال به، ووسط محاولات من عدة جهات اقتنع المدرب في صباح يوم المباراة بالعودة وقاد التدريب الصباحي قبل أن يتواجد في المباراة النهائية للبطولة التي خسر فيها المنتخب.

الشد العصبي الذي حدث قبل اللقاء النهائي وتأثر جميع المتواجدين في المنتخب به لا شك أنه أثر بشكل واضح على أداء اللاعبين في المباراة النهائية وأثر على قدرتهم على التحكم في أعصابهم في الأوقات الحاسمة وهو ما وضح جليا في ردة فعل المدرب على تقليص الفارق من جانب الكويت وردة فعل اللاعبين كذلك.

وما كان واضحا أيضا من تأثيرات الشد العصبي أن ما حدث للمدرب المساعد فاضل ميلاد قبل مباراة المنتخب القطري من وعكة صحية واغماء نقل على اثره للمستشفى وقد يكون سبب ذلك الضغوط النفسية التي كان يعاني منها إذ أثبتت الفحوصات الطبية سلامته الجسدية وهو ما يبين مقدار الضغوط والشد الذي كان يحيط بالفريق.

يذكر أيضا أن أورهان كان سابقا مدربا لمنتخب الناشئين في البطولة السابقة وحقق اللقب قبل أن يتم فك الارتباط بينه وبين الاتحاد البحريني لعدم التوصل لتفاهم بين الطرفين ليتم التعاقد مع مدرب صربي للفئات العمرية عمل لمدة 7 أشهر وتمت اقالته من جانب لجنة المنتخبات قبل شهر من بطولة مجلس التعاون في البحرين.

حينها عقد الخاجة مؤتمرا صحافيا وأكد تحمله الكامل لمسئولية قرار إقالة المدرب الصربي وتحمله أيضا لقرار إعادة المدرب التركي أورهان تحديدا لقيادة المنتخب متجاهلا عدة أسماء وطنية كانت قادرة على قيادته في هذا الوقت الحساس، مؤكدا أنه المسئول عن هذا القرار، إلا أن ما لم يكن في الحسبان هو أن ينشب الخلاف بين الخاجة نفسه والمدرب الذي راهن عليه بشكل دفع المنتخب ثمنه في النهاية.