العدد 4458 - الخميس 20 نوفمبر 2014م الموافق 27 محرم 1436هـ

«الأحمر» انهار... من غياب الاستقرار

التراجع وغياب الهوية الفنية لمنتخبنا الوطني الأول بدأ منذ ما يزيد عن 4 سنوات عندما غاب الاستقرار الفني عن “الأحمر” نتيجة التخبطات التي قام بها اتحاد الكرة بدليل تعدد المدربين الذين تعاقبوا عليه ووصل عددهم إلى 6 مدربين، وخلال السطور التالية نستعرض مشوار منتخبنا مع المدربين الذين تعاقبوا عليه في السنوات الأخيرة.

هيكرسبيرغر يفضل الانسحاب

 

بعد استقرار فني دام لأكثر من 3 سنوات مع التشيكي ميلان ماتشالا “من 2007 ولغاية 2010”، حافظ خلالها منتخبنا على توازنه وثباته من خلال وصوله للمحلق النهائي والأخير في تصفيات كأس العالم 2010، وبدأ الانهيار في الكرة البحرينية بعدها عندما تعاقد اتحاد الكرة مع المدرب النمساوي جوزيف هيكرسبيرغر والذي لم يمكث طويلا وفضّل بعدها الانسحاب والابتعاد عن “مطب” منتخبنا وخصوصا مع غياب الجوانب المساعدة للنجاح.

فترة حوزيف استمرت شهور قصيرة وبدأت من يونيو/ حزيران 2010 وانتهت في أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه بعد أن وجد ضالته في عرض نادي الوحدة الإماراتي وخصوصا مع العرض المالي القوي والمغري، وترك النمساوي منتخبنا يواجه مصيرا مجهولا وخصوصا أنه كان في تلك الفترة يستعد لخليجي 20 في اليمن ولم يكن يفصله عن هذا الاستحقاق الهام سوى شهر.

خاض منتخبنا مع النمساوي مشاركة واحدة فقط لم تكن مدرجة بدرجة كبيرة من الأهمية وهي بطولة غرب أسيا في الأردن وخلالها لعب “الأحمر” مباراتين فقط مع إيران وخسرها صفر/3، والثانية مع عمان وفاز فيها 2/صفر.

وفي المباريات الودية الدولية لعب “الأحمر” مع جوزيف 6 مباريات فاز في مباراتين على توجو 3/صفر، والكويت 3/1، وتعادل في مثلهما مع قطر والصين بذات النتيجة 1/1، وخسر في مثلهما أمام الأردن صفر/2 ومن اوزباكستان 2/4.

 

شريدة مدرب الـ «طوارئ»

 

“المطب” الذي وجد اتحاد الكرة نفسه فيه نتيجة انسحاب جوزيف وضعه في مأزق فلم يكن أمامه مزيدا من الوقت ليضيعه في الحصول على خدمات مدرب قادر على انتشال منتخبنا، فجاءت خطوة الاستعانة بالمدرب الوطني كحالة طوارئ كما هي العادة دائما مع المدربين المواطنين، وجاء التعاقد مع المدرب سلمان شريدة لقيادة منتخبنا في استحقاقين هامين وعلى درجة كبيرة من الأهمية هما خليجي 20 في اليمن ومن ثم كأس آسيا 2011 في الدوحة وخصوصا أن الفترة الفاصلة بينهما لا تتعدى الشهر.

ولم تأت مشاركتي “الأحمر” في البطولتين على قدر من الطموح ويبدو أن اتحاد الكرة كان يهدف لتسيير منتخبنا بصورة أو بأخرى، ولعب منتخبنا تحت قيادة شريدة 13 مباراة ما بين ودية ورسمية في فترة تعتبر قصيرة جدا.

وحقق منتخبنا الفوز في مباراتين فقط الأولى في مباراة ودية على المنتخب الأردني 2/1 خلال معسكر بمدينة دبي الإماراتية، والثاني في نهائيات آسيا 2011 على المنتخب الهندي الضعيف وبنتيجة كبيرة 5/2، وتعادل منتخبنا تحت قيادة مدرب “الطوارئ” في 4 مباريات مع الكويت ومع اوغندا وديا صفر/صفر، ومع اوزباكستان 1/1، ومع عمان في خليجي 20 باليمن 1/1، وخسر في 7 مباريات أمام كل من سورية صفر/2، والسعودية صفر/1، وكوريا الشمالية صفر/1 وجميعها وديا، ومن كوريا الجنوبية 1/2، واستراليا صفر/1 في آسيا 2011، وفي خليجي اليمن خسر من العراق 2/3، والإمارات 1/3.

 

ذهبيتا تايلور... الإضاءة الوحيدة

 

انتهت حقبة مدرب “الطوارئ” الوطنية، وجاء الدور على حقبة جديدة ممثلة في المدرب الانجليزي بيتر جون تايلور الذي أعاد المدرسة الانجليزية لواجهة كرتنا بعد فترة طويلة جدا من آخر مدرب تولى المهمة وهو بيركنشو منتصف الثمانينيات، وبدأ تايلور عمله على رأس القيادة الفنية لمنتخبنا منتصف يوليو/ تموز 2011 واستمر نحو سنة و3 شهور كانت خلالها كافية لتأكيد عدم جدوى عمله وعدم تقدم منتخبنا على رغم النتائج الإيجابية التي حققها، وأقال اتحاد الكرة تايلور يوم 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2012.

الفترة الطويلة نسبيا والكافية لتايلور كانت مليئة بالكثير من المحطات والمشاركات بلغت 4 مشاركات هي بطولة الألعاب الخليجية والألعاب العربية وتصفيات كأس العالم وغرب آسيا إلى جانب المباريات الدولية الودية، وخاض “الأحمر” في عهد تايلور 26 مباراة كانت كافية للحكم على قدراته الفنية وخصوصا مع النتائج غير المتوقعة التي تحققت مع المنتخبات القوية.

وبقي منتخبنا بعيدا عن مسرح المشاركات الخارجية فظل “كرسي” المدرب فارغا إلى أن تعاقد اتحاد الكرة مع المدرب الانجليزي بيتر جون تايلور في يوليو/ تموز 2011 وهو المدرب الثالث على أمل ترتيب الأوراق سريعا، وفعلا بقى تايلور على رأس الجهاز الفني فترة جيدة نوعا ما وخصوصا مع حصوله على ذهبيتي دورة الألعاب الخليجية والعربية في غضون شهر واحد فقط.

ولم يستمر شهر العسل طويلا بين الطرفين، إذ سارع اتحاد الكرة إلى إقالة المدرب الانجليزي بعد سلسلة من النتائج السلبية والهزائم القاسية التي تعرض لها في تصفيات كأس العالم ومباراة ودية وأخرى في بطولة العرب لتتم إقالته وإبعاده عن منتخبنا.

وحقق منتخبنا الفوز مع تايلور في 11 مباراة ما بين ودية ورسمية وتعادل في 7 مباريات وخسر في 8، وفي بطولة الألعاب الرياضية الخليجية الأولى على أرض البحرين حقق منتخبنا الفوز على كلا من عمان 3/2، وقطر 1/صفر، والإمارات 4/2، وفي المباراة النهائية على السعودية 3/1.

وفي بطولة الألعاب العربية في قطر حقق منتخبنا الفوز على العراق 3/صفر، وفلسطين 3/1، والأردن في المباراة النهائية 1/صفر، وكان بدأ الدورة بالتعادل مع قطر 2/2، وهم البطولات التي حققت فيها البحرين الميداليتين.

أما في تصفيات كأس العالم 2014 وهو الاستحقاق الأهم فجاءت النتائج غير مقنعة وخرج منتخبنا من التصفيات مبكرا للمرة الأولى منذ ما يزيد عن 8 سنوات، ولم يحقق منتخبنا الفوز إلا في مباراتين وعلى منتخب ضعيف جدا هو اندونيسيا مرتين ذهابا وإيابا 2/صفر و10/صفر في أكبر نتيجة يحققها منتخبنا منذ مشاركاته الدولية، وتعادل منتخبنا في 3 مباريات مع إيران 1/1، وقطر مرتين بالنتيجة ذاتها صفر/صفر، فيما تعرض لخسارة قاسية وكبيرة من إيران صفر/6.

وجاءت المشاركة في بطولة العرب التي أقيمت في السعودية سلبية بكل ما تحمله الكلمة من معنى وتلقى منتخبنا الخسارة في المباريات الثلاث التي لعبها وخاضها في هذا الاستحقاق العربي، وفي المباريات الدولية الودية حقق منتخبنا مع تايلور الفوز على كلا من السودان والكويت 1/صفر، وتعادل مع عمان والكويت 1/1، والفلبين صفر/صفر، وخسر من السويد صفر/2، وفلسطين والكويت صفر/1، وأخيرا من الإمارات 2/6 وكتبت هذه المباراة نهاية مشوار تايلور.

 

«الأحمر» يعود بالأرجنتيني

 

جاء تعاقد اتحاد الكرة مع المدرب الرابع بصورة سريعة عندما أجمعت الآراء على ضرورة الحصول على مدرب محنك ويملك خبرة تدريبية وفنية طويلة في ملاعب الخليج، وجاء التعاقد مع الأرجنتيني غابريل كالديرون في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2012 وبعقد يمتد لثمانية شهور فقط ومن أجل قيادة “الأحمر” في استحقاق خليجي21 على أرضنا وبين جماهيرنا لعل وعسى أن يحقق اللقب الغائب ولكنه فشل، وانتهت مهمة كالديرون في الأول من يونيو/ حزيران 2013.

مشوار منتخبنا مع كالديرون كان حافلا على رغم الفشل في خليجي21، ولعب “الأحمر” تحت قيادة الأرجنتيني 20 مباراة فاز في 9 مباريات وتعادل في 6 مباريات وخسر 5 مباريات، وشارك منتخبنا في خليجي21 بالبحرين وخرج بالمركز الرابع بعد أن فاز على قطر 1/صفر، وتعادل مع عمان صفر/صفر، وخسر من الإمارات 1/2، ومن العراق في الدور نصف النهائي بالركلات الترجيحية 2/4 بعد انتهاء المباراة في وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل 1/1، وفي مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع خسر من الكويت بنتيجة قاسية 1/6.

وفي غرب آسيا بالدوحة حقق “الأحمر” الفوز على اليمن 1/صفر، والسعودية 1/صفر، وتعادل مع إيران صفر/صفر، وخسر من سوريا بالركلات الترجيحية 2/3 بعد التعادل 1/1، وخسر من عمان على الثالث والرابع صفر/1، وفي تصفيات آسيا قاد كالديرون منتخبنا في مباراتين فقط حقق فيهما الفوز على اليمن 2/صفر، وقطر 1/صفر، وفي المباريات الودية الدولية فاز على الأردن 3/صفر، وفلسطين 2/صفر، وغينيا 3/صفر وسنغافورة 3/1، وتعادل مع الكويت 1/1 ومع بوركينا فاسو ولبنان والعراق بالنتيجة ذاتها صفر/صفر.

 

قوائم جاهزة

 

أكبر مشكلة واجهها اتحاد الكرة في تعاقداته مع المدربين هي تعاقداته المتأخرة دائما، بل إن اتحاد الكرة أدخل بعض المدربين في مشكلة حقيقية عندما كان يتعاقد معهم ويجهز لهم قائمة اللاعبين ليبدأ معهم، وهذه النقطة بدأت مع النمساوي جوزيف الذي جاء بعد انتهاء المسابقات المحلية في يونيو/ حزيران ووجد قائمة جاهزة ليبدأ بعدها، وكان واضحا عدم اقتناعه بالكثير من الأسماء التي كانت تتواجد معه في تلك الفترة.

وتكرر الأمر ذاته مع تايلور ولكن مع تغير بعض الجوانب والظروف وخصوصا أن تايلور أخذ وقتا بصورة أكبر مع المنتخب، ولم يختلف الحال مع كالديرون الذي وجد نفسه يسابق الوقت في ظل اقتراب موعد خليجي21، وهي الصورة المتكررة دائما مع عدنان حمد.

 

عودة للوراء بـ «متدرب»

 

استغل اتحاد الكرة بعدها عدم وجود استحقاقات خارجية جادة وقوية لمنتخبنا في تلك الفترة عدا تصفيات كأس آسيا 2015 والتي قطع خلالها منتخبنا شوطا طويلا لحجز مقعده فيها، بالإضافة إلى “الخلل” المالي الذي كان يمر به وعدم وجود ميزانية كافية للتعاقد مع مدرب، فكانت خطوة “غريبة” من اتحاد الكرة بالتعاقد مع “المتدرب” انتوني هيدسون وفي ظل غياب “الرئيس” الذي تواجد في العاصمة البريطانية (لندن)، وبدأ هيدسون عمله مع منتخبنا منتصف أغسطس/ آب 2013.

“المتدرب” هيدسون أوقع اتحاد الكرة ومنتخبنا في “مطب” آخر عندما وجد ضالته في عقد نيوزيلندا وفضّل الانسحاب مخلفا وراءه الكثير من التساؤلات عن خطوته وخطوة اتحاد الكرة الذي حاول لملمة جراحاته ولكنه تجرع “الغصة” ويقبل بالواقع الذي فرضه هيدسون، وكان “الطلاق” بين هيدسون والكرة البحرينية في 30 يوليو/ تموز 2014.

“الأحمر” لعب تحت قيادة “المتدرب” 12 مباراة ما بين رسمية وودية حقق الفوز في 3 مباريات فقط وتعادل في 5 مباريات وخسر 4 مباريات، ففي تصفيات كأس آسيا فاز على ماليزيا 1/صفر وعلى اليمن 2/صفر، وتعادل مع ماليزيا 1/1، وقطر 1/1، وفي غرب آسيا غاب الفوز عن منتخبنا وتعادل مع عمان والعراق صفر/صفر ووصل للدور نصف النهائي وخسر من الأردن صفر/1 ومن الكيت بالركلات الترجيحية 2/3 بعد التعادل السلبي، وفي المباريات الودية حقق الفوو فقط على لبنان 1/صفر وتعادل مع قطر 1/1 وخسر من الكويت 1/2، ومن تايلند صفر/1.

 

هزائم قياسية

 

شهدت فترة الانجليزي تايلور تعرض منتخبنا إلى هزائم قياسية وقاسية عندما خسر من إيران في تصفيات كأس العالم صفر/6 في هزيمة لم يكن أشد المتشائمين يتوقعها، وجاءت الخسارة الثانية من الإمارات 2/6 التي وضعت حد لمسيرته مع المنتخب، ولم يكن الفوز الكبير والساحق الذي حققه منتخبنا أمام اندونيسيا في تصفيات كأس العالم كافيا للحفاظ على آماله بل إنه ودع بالكثير من الآلام.

ولم تتوقف الهزائم الكبيرة والقاسية التي تعرض لها منتخبنا عند تايلور بل امتدت وشملت عهد كالديرون الذي خسر مع منتخبنا أمام الكويت بنتيجة قاسية جدا في خليحي21 على أرضنا وبين جماهيرنا في مباراة المركزين الثالث والرابع 1/6.

 

يا فرحة ما تمت يا حمد

 

ولم يلبث اتحاد الكرة طويلا ليجد له ولمنتخبنا مدربا، وجاء التعاقد مع العراقي عدنان حمد في الخامس من أغسطس/ آب الماضي، وعند التعاقد وتوقيع العقد استبشر الجميع بهذه الخطوة وخصوصا أن حمد كان يملك من الخبرة الشيء الكثير في ظل نجاحاته مع الكرة الأردنية ومنتخبات بلاده قبلها، ولكن ما حدث أمس الأول أدخل الحيرة في عقول الجميع عندما أقال اتحاد الكرة العراقي من دون أسباب واضحة ومفهومة.

خلال السنوات الأربع الماضية ظل منتخبنا من دون هوية فنية ومن دون مدرب لفترة تصل إلى 6 شهور، وتحديدا بعد انتهاء مهمة عمل المدرب سلمان شريدة وفراغ “الأحمر” من مشاركته الآسيوية في الدوحة يناير/ كانون الثاني 2011، ولغاية يوليو/ تموز 2011 عندما أتى بتايلور، والخطوة التي قام بها اتحاد الكرة فيها الكثير من الغرابة وربما استغل اتحاد الكرة غياب منتخبنا عن المشاركات الخارجية ليوفر له بعض “المال” ليسدد به بعضا من ديونه المتراكمة.

7 مباريات فقط قاد خلالها عدنان حمد منتخبنا في الشهرين الماضيين بينهم 5 مباريات ودية ظهر خلالها “الأحمر” بصورة باهتة ولم يحقق الفوز خلالها إلا في مباراتين مع الكويت 1/صفر، وسنغافورة 2/صفر، وتعادل في 3 مباريات مع اوزبكستان والعراق صفر/صفر، وكوريا الشمالية 2/2، ودخل خليجي22 في الرياض وتعادل في الأولى مع اليمن صفر/صفر، وخسر الثانية من السعودية صفر/3 ليأتي قرار الإقالة.

 

ألمانيا مثال للاستقرار الفني

 

يمكن لمسئولي اتحاد الكرة أن يتعلموا كثيرا من تجربة الكرة الألمانية التي تعتبر مثالا حيا للاستقرار الفني، إذ لم يتجاوز عدد المدربين الذين تعاقبوا على تدريب “الماكينات” خلال أكثر من 60 عاما 10 مدربين آخرهم يواكيم لوف الذي سجل انجازا رائعا بالتتويج بلقب كأس العالم الأخيرة في البرازيل للمرة الرابعة في تاريخ الكرة الألمانية.

 

 

 

 

العدد 4458 - الخميس 20 نوفمبر 2014م الموافق 27 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً