صراخ، ضجيج ومعارك كلامية تصل إلى حد «هواش بمفردات غريبة» سمعناها وشاهدناها على الشاشات الصغيرة في القنوات الرياضية، وهي صورة لازمت دورات الخليج وخصوصا الأخيرة نتيجة التخصص الذي شهده هذا الجانب المهم من الإعلام الرياضي.

والإعلام الرياضي في مختلف وسائله جزء من المنظومة الإعلامية العامة بمسمياتها وتصنيفاتها، والذي صار في الأعوام الأخيرة ظهور قنوات رياضية متخصصة في المحيط العربي، واحتفل بظهورها الكثير ورأوا فيها نافذة جديدة لمعانقة واقع إعلامي يتسم بالمهنية والشفافية والحياد، ولاسيما مع بثها للكثير من البرامج التي ظهرت على شاشاتها، وهدفها إبراز الايجابيات ومباشرة الخلل بالنقد والتوجيه.

ومثلما تألقت جميع القنوات الرياضية التي تنقل خليجي22 مع تعدد برامجها وجودتها فإننا يجب أن نمنع بعض الأصوات «النشاز» التي لا تملك الكثير لتقدمه عدا بعض المفردات، والجميع شاهد «بعض» تلك الشخصيات التي وقعت في المحظور بتبادل الصراخ والاتهامات وأساءت لبلدها من خلال طرح هابط وباهت لا يمت للانتقاد أو التحليل في شيء.

وبالتأكيد فإن مثل هذه «الظاهرة» تحتاج لوقفة وتقييم من أصحاب الشأن بهدف تقديم الأفضل دائما للمشاهد العربي، من أجل استغلال «فضاء» الخليج لتقديم وجبة دسمة ورؤية واعية لمن هم في الداخل والخارج وليست وسيلة إعلامية لتصدير الصراخ وإلقاء مفردات أقل ما يقال عنها أنها خارج عن اللياقة والأدب، وعلى القنوات الفضائية الرياضية أن تحسن خياراتها واختياراتها من أجل مشاهديها وأن لا تقدم فكرا وآراء «مشوهة» مليئة بالمجاملات هدفها فقط كسب المال والنجومية بعيدا عن إيصال الأفكار البناءة القادرة على تغيير واقع رياضتنا المليء بالسلبيات.

تلك الظاهرة شاهدناها في القنوات الإعلامية التي تنقل الحدث الخليجي من العاصمة السعودية (الرياض)، وبعيدا عن تلك «الآفة»، فإنه من الواجب أن نؤكد أن هذه «الظاهرة» لم تمنع من ظهور طرح متوازن وأفكار ونقد بناء وتحليل دقيق نابع من خبرة وحنكة من بعض ضيوف القنوات التي تتسابق لاستضافة النجوم والإعلاميين من جميع الدول الخليجية والعربية، ولكل هذه الأصوات احترامها وتقديرها نتيجة ما يصدر منها من تعليقات وآراء.