العدد 4461 - الأحد 23 نوفمبر 2014م الموافق 30 محرم 1436هـ

هاميلتون يتوج بجدارة واستحقاق بطلاً للعالم لسباقات «الفورمولا1»

تمكن البريطاني لويس هاميلتون من حسم لقب بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للمرة الثانية في مسيرته وذلك عن جدارة واستحقاق بعدما اختتم الموسم بفوز جديد حققه في جائزة ابوظبي الكبرى، المرحلة التاسعة عشرة الأخيرة التي أقيمت على حلبة مرسى ياس.

ودخلت البطولة الى المرحلة الختامية ولقب السائقين مؤكد لمصلحة فريق مرسيدس اي ام جي الذي سبق أن توج أيضا بطلا للصانعين للمرة الاولى في تاريخه، وذلك لان المنافسة كانت محصورة بين ثنائي «السهم الفضي» هاميلتون والألماني نيكو روزبرغ مع أفضلية واضحة للأول إذ كان يتقدم بفارق 17 نقطة عن زميله الذي لاحقه الحظ السيئ في الحلبة الإماراتية وأنهى السباق في المركز الرابع عشر بسبب أعطال في سيارته وذلك بعد أن كان أول المنطلقين.

وعلى رغم أن مركز روزبرغ المتأخر كان سيمنح هاميلتون اللقب حتى لو لم ينه السباق، إلا أن السائق البريطاني الذي سبق أن توج بطلا العام 2008 مع فريق ماكلارين-مرسيدس وفي موسمه الثاني فقط في سباقات الفئة الاولى، لم يتراخ منذ البداية حين أخذ زمام المبادرة منذ اللفة الاولى بعدما انتزع المركز الاول من زميله وحافظ عليه حتى خط نهاية اللفة الخامسة والخمسين، محرزا فوزه الحادي عشر لهذا الموسم والثالث والثلاثين في مسيرته التي انطلقت عام 2007، مانحا فريقه لقبه الثالث في بطولة السائقين بعد عامي 1954 و1955 حين قاده الى اللقب الأرجنتيني الأسطورية خوان مانويل فانجيو (كان الفريق حينها تحت تسمية دايملر - بنز.

«انه يوم رائع في حياتي. عام 2008 كان مميزا في حياتي لكن ما يخالجني الآن اكبر واهم وأعظم بكثير. أن الشعور الذي يخالجني هو الأفضل على الإطلاق»، هذا ما قاله هاميلتون الذي تقدم في نهاية السباق على ثنائي وليامس - مرسيدس البرازيلي فيليبي ماسا والفنلندي فالتيري بوتاس.

وأضاف السائق البريطاني الذي انضم الى أساطير توجت باللقب العالمي في مناسبتين وهم الايطالي البرتو اسكاري (1952 و1953) ومواطناه البريطانيان (غراهام هيل (1962 و1968) وجيم كلارك (1963 و1965) والبرازيلي ايمرسون فيتيبالدي (1972 و1974) والفنلندي ميكا هاكينن (1998 و1999) وأخيرا الاسباني فرناندو الونسو (2005 و2006) الذي ودع فريقه فيراري بشكل مخيب باحتلاله المركز التاسع امام زميله الفنلندي كيمي رايكونن، قائلا: «كان عاما مذهلا، لا يمكنني أن اصدق الأمور الرائعة التي حصلت بانضمامي الى هذا الفريق. ما قاله الناس باني أخطأت في خياري، والخطوات الهائلة التي قمنا بها العام الماضي وهذا العام يجعل ما حصل لا يصدق».

وكان سباق ابوظبي استثنائيا بكل ما للكلمة من معنى وذلك لان نقاطه مضاعفة (أي 50 نقطة للفائز و36 للثاني...)، ما فتح الباب أمام احتمالات متعددة بالنسبة لهاميلتون وروزبرغ الذي أشعل المنافسة بعد فوزه في المرحلة السابقة على حلبة انترلاغوش البرازيلية ما سمح له بتقليص الفارق الذي يفصله عن زميله الى 17 نقطة قبل السباق الختامي لموسم طغى عليه اللون الفضي تماما بعد أن تمكنت سيارة «اف 1 دبليو 05 هايبريد» من الفوز ب16 سباقا (انجاز قياسي) من أصل 18 (5 لروزبرغ و11 لهاميلتون)، فيما كان الاسترالي دانيال ريكياردو (ريد بول - رينو) السائق الوحيد الذي يكسر احتكار هذا الثنائي بإحرازه ثلاثة سباقات.

كما عزز الفريق الألماني رقمه القياسي لهذا الموسم من خلال إحراز ثنائية المركزين الاول والثاني للمرة الثانية عشرة بعد سباق كان هاميلتون بحاجة خلاله الى الفوز أو حلوله ثانيا بغض النظر عن مركز روزبرغ أو باحتلاله المركز الخامس إذ لم يفز زميله أو باحتلاله المركز السادس أو شرط أن لا يأتي الأخير في المركزين الأولين أو باحتلاله المركز الثامن في حال لم يصعد الألماني الى منصة التتويج، لكنه السائق البريطاني البالغ من العمر 29 عاما والذي نجح رهانه على فريق مرسيدس اي امي جي الذي انضم إليه العام 2013.

وقد اثبت هاميلتون خلال هذا الموسم الذي شهد انسحابه من 3 سباقات فيما حل ثانيا 3 مرات وثالثا مرتين وفاز بالسباقات الـ11 الأخرى، انه يتمتع بالموهبة الكافية لكي يتفوق على أبطال وطنيين سابقين مثل نايجل مانسيل (بطل 1992) ودايمون هيل (1996) وزميله السابق جنسون باتون (2009) وربما السيرعلى خطى أساطير مثل الألماني ميكايل شوماخر (7 مرات) وفانجيو (5 مرات) والفرنسي الن بروست (4 مرات) أو الألماني سيباستيان فيتل الذي ودع أمس فريق ريد بول الذي قاده الى اللقب العالمي في المواسم الأربعة الأخيرة من اجل الانضمام الى فيراري، بنتيجة مخيبة في المركز الثامن بعدما اضطر وزميله الاسترالي دانيال ريكياردو الذي حل رابعا في النهاية، الى الانطلاق من ذيل الترتيب بعد أن حلا أمس الأول السبت في المركزين الخامس والسادس على التوالي، وذلك بسبب تركيب أجنحة أمامية مخالفة للقوانين المعمول بها.

واستهل هاميلتون السباق بشكل مثالي إذ تمكن من انتزاع المركز الاول من روزبرغ ثم حافظ على مركزه حتى اللفة 11 عندما أجرى توقفه الاول ثم سرعان ما لحق به زميله الألماني ما سمح للبرازيلي فيليبي ماسا (وليامس - مرسيدس) التصدر مؤقتا لكنه اضطر بعدها الى التنازل بعد دخوله بدوره الى حظيرة فريقه.

وبقي الوضع على حاله بالنسبة للصدارة حتى اللفة 27 عندما استغل ماسا معاناة روزبرغ من مشاكل في السيارة لكي يتمكن من تجاوز الألماني بسهولة.

وشهدت اللفة 32 توقف هاميلتون للمرة الثانية ما سمح لماسا بتصدر السباق أمام روزبرغ والسائق البريطاني الذي سرعان ما تخطى زميله «الجريح» الذي وجد نفسه ينحني أيضا أمام الفنلندي فالتيري بوتاس (وليامس - مرسيدس أيضا) الذي تجاوزه في اللفة 34 ثم تراجع السائق الألماني كثيرا بعد توقفه للمرة الثانية وتعاظم حجم المشاكل في سيارته.

وبقي ماسا في الصدارة بعدما آخر توقفه الثاني حتى اللفة 44 قبل أن يترك الصدارة لهامليتون مجددا، وذلك في وقت كان ريكياردو يتألق على الحلبة ويسجل لفات سريعة في المركز الثالث أمام بوتاس الذي قدم بدوره سباقا رائعا وتمكن من تجاوز سائق ريد بول - رينو بعد دخول الأخير في اللفة 48 لإجراء توقفه الثاني.

وبقي الوضع على حاله حتى خط النهاية التي شهدت تراجع روزبرغ حتى المركز الرابع عشر لكنه على رغم ذلك رفض الانصياع الى فريقه الذي طلب منه الانسحاب من السباق وبقي على حلبة حتى تجاوزه خط النهاية.

«نيكو قاتل بشكل لا يصدق خلال هذا العام»، هذا ما قاله هاميلتون عن زميله الألماني «الجريح»، مضيفا «تقابلنا العام 1997 ولطالما قلنا انه سيكون من الرائع التسابق معا في نفس الفريق من اجل الفوز ببطولة العالم. قام بعمل رائع. من المحزن أن نرى بان سيارته كانت تفتقد الى السرعة التي تسمح له بالقتال، لكنه كان لبقا بما فيه الكافية ليتقدم مني» ويهنئه على اللقب.

أما روزبرغ الذي كان يأمل السير على خطى والده كيكي روزبرغ الفائز باللقب العام 1982، فأعرب بدوره عن خيبته قائلا: «اشعر بخيبة كبيرة، كانت أمامي فرصة جيدة أمس. لم تحصل الأمور كما اشتهي لكن في نهاية المطاف النتيجة التي كنت سأحققها (لو لم يواجه المشاكل) لم تكن لتؤثر كثيرا لان لويس فاز بجدارة في كافة الأحوال».

وواصل: «كان أفضل مني بعض الشيء خلال الموسم ويستحق الانتصار تماما. كان أفضل سائق على الحلبة هذا العام».

العدد 4461 - الأحد 23 نوفمبر 2014م الموافق 30 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً