العدد 4586 - السبت 28 مارس 2015م الموافق 07 جمادى الآخرة 1436هـ

ويلما رودولف .. العداءة المشلولة!

«أخبرني الأطباء بأنني لن أستطيع السير مجدداً، ولكن أمي قالت لي إنني سأستطيع... فصدقت أمي».

ويلما رودولف

أحياناً تكون العبارات المحبطة التي يسمعها الشخص من المجتمع محفزة له بطريقة غير مباشرة ومدعاة للتغيير و الإنجاز. «ويلما رودولف» في ولاية تنسسي الأميركية، مواليد العام 1940، أصيبت في سن الرابعة من عمرها بمرض شلل الأطفال، ما أدى إلى شلل نصفي للجزء السفلي من جسمها، واضطرت إلى ارتداء دعامة حديدية على الرجل اليسرى إلى سن التاسعة من عمرها، ولكن هذه الدعامة الحديدة تسببت بحدوث التواء برجل ويلما، ما جعلها عاجزة عن الحركة بشكل طبيعي.

كان الأطباء يؤكدون مراراً أنها لن تستطيع المشي مرة أخرى إطلاقاً، وإن مشت فلن تمشي بالطريقة الطبيعية التي كانت عليها في الماضي. ولكن أم ويلما لم تستسلم لتلك العبارات واستمرت في اصطحاب ابنتها إلى إحدى المستشفيات لتلقى العلاج. وظلت ويلما تسأل والدتها مراراً «هل سأستطيع المشي مجدداً؟»، والأم تجيبها بكل ثقة «نعم ستستطعين».

وذات يوم، علمت ويلما أن مؤسسة تُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة تقيم أولمبياداً خاصاً بتلك الفئة بعد التدريب. وفي اللقاء الأول مع المؤسسة جلست ويلما بجانب سيدة من أبطال رياضة الجري سابقاً وأبدت ويلما إعجابها بتلك السيدة، وقالت لها «إني معجبة جداً بكِ، وأتمنى أن أصبح مثلك»، فقالت لها السيدة «بل، يمكن أن تكوني أفضل مني من خلال إيمانك الداخلي، إيمانك بالله».

وبالفعل، بدأت السيدة بالتدريبج في تدريب ويلما، ابتداءً بتغيير القناعات الذهنية أولاً ثم الالتزام بالتدريبات البدنية. وبدأت ويلما التدريبات والعلاج الطبيعي الذي استمر أعواماً عدة، وكانت المفاجأة للجميع حين وقفت على رجليها من دون الحديد، وبدأت تتحرك وتمشي شيئاً فشيئاً».

في الثانوية انضمت ويلما لفريق كرة السلة، ما أتاح لها الفرصة فيما بعد للتعرف على المدرب «إيد تيمبل» الذي انبهر كغيره بسرعة ويلما في الحركة وعمل على تدريبها تدريباً مكثفاً لدعم هذه الموهبة الرائعة.

بعدها شاركت ويلما في العديد من السباقات المحلية حتى جاء صيف أولمبياد 1960 لتشارك في الأولمبياد وتفوز بعدة بطولات مبهرة في سباق مئة متر الذي قطعته في 11 ثانية فقط، ثم سباق مئتي متر الذي قطعته في 23 ثانية لتحطم الأرقام القياسية وتحصل على لقب «أسرع امرأة في العالم».

كما شاركت ويلما في سباق في ولاية تنسسي لمسافة 400 متر، واستطاعت أن تقطعها في 44 ثانية محققة رقماً قياسياً عالمياً لتنهال عليها الجوائز واللقاءت فيما بعد.

وبهكذا أصبحت هذه الفتاة المشلولة في طفولتها أسرع امرأة على وجه الأرض في شبابها.

العدد 4586 - السبت 28 مارس 2015م الموافق 07 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً