العدد 4586 - السبت 28 مارس 2015م الموافق 07 جمادى الآخرة 1436هـ

د. مازن سنجاب : زراعة العدسات في نصف ساعة

قال استشاري أول في طب وجراحة العيون في مركز الخليج للسكر، الدكتور مازن محمد سنجاب، إن التطورات الطبية المتنامية والمتواصلة فتحت أبواباً لعلاج الكثير من الحالات المرضية بشكل سريع وآمن وبأقل ألم.

وأوضح د. سنجاب في لقاء مع «الوسط الطبي»، أن عملية زراعة العدسات في العين هي أحد العلاجات المتوافرة في المركز، وتساهم في الشفاء من أمراض عدة تصيب العين وعلى رأسها الماء الأبيض «الكاتاراكت» (Cataract) وتصحيح النظر.

وبيَّن الفرق بين الليزر، والليزك، قائلاً: «حقيقة الليزك (LASIK) والليزر (PRK) هما علاجان إشعاعيان يستخدمان في بعض أمراض العين، ويصدران من جهاز واحد»، موضحاً أن «الفرق بينهما تقني؛ ففي عملية الليزك نقوم بقص طبقة من القرنية، ثم نطبق أشعة الليزر نفسها على القسم الداخلي للقرنية، ثم نعيد الطبقة العلوية للقرنية. أما في الليزر، فإننا نطبق أشعة الليزر نفسها على سطح القرنية مباشرة من دون إجراء أي قص فيها. والفرق الآخر هو أن سرعة الشفاء مختلفة بين النوعين، ففي الليزك تتراواح مدة الشفاء من يومين إلى خمسة أيام، في حين أنها تتراوح في الليزر ما بين خمسة أيام وأسبوع».

الليزر أفضل

وعن تفضيل الناس لعمليات الليزك على الليزر، قال: «إن تقنية الليزك أسرع في العلاج وأقل ألماً. بينما الليزر يصحبه انزعاج خفيف بشكل حرقة وألم خفيفين ويدومان نحو 24 ساعة. وينصح الأطباء بالليزر لأنه أكثر أماناً وخصوصاً من المضاعفات التي قد تحدث مستقبلاً».

وتابع: «ساهم التطور في تقنيات الليزر في علاج بعض الحالات التي لا يمكن علاجها بالليزك كالقرنية غير المنتظمة مثلاً، والزيوغ الليلية (Night Glare) وغيرهما. وبدأنا منذ سنوات عدة بتوجيه وننصح المرضى بالعلاج بتقنيات الليزر بدلاً من الليزك».

وبشأن بدائل عمليات الليزك والليزر للأشخاص غير المهيئين لمثل هذه العمليات، قال: «هناك علاج حديث نسبي وهو زرع العدسات في العين (Phakic IOL) ونقوم بإجرائه للذين يعانون من ضعف في القرنية أو أن ثخانتها غير كافية، أو إذا كان فيها تعرجات، أو أن درجات الضعف كبيرة، أو أن هناك جفافاَ شديداَ في العين، وغيرها من الأمور ما يجعلنا نحجم عن عملية الليزك أو الليزر».

وبيّن أن العدسات مصنوعة من مواد صديقة لجسم الإنسان، وبالتالي يتم التأقلم معها سريعاً وتصبح جزءاً من العين. وتجرى عملية الحقن للعدسة المجهرية الرقيقة تحت التخدير الموضعي وتستغرق نحو نصف ساعة.

حلقات تعيد تحدب القرنية

الحديث تشعب ليطرق باب القرنية المخروطية (Keratoconus)، ولفت د. سنجاب إلى أن سبب تبارز القرنية لتصبح مخروطية الشكل هو وراثي. تبدأ القرنية في البروز عادة عند سن البلوغ، وقد يبدأ بشكل باكر أو متأخر، ويزداد بشكل تدريجي مسبباً تراجعاً في الرؤية.

وقال: «في بداية المرض، يستطيع المريض استخدام النظارات، لكن سرعان ما تصبح النظارات غير مفيدة ويضطر لاستخدام العدسات اللاصقة. ولكن مع عوامل المناخ من جفاف وغبار وحرارة تصبح العدسات اللاصقة غير عملية وتسبب تهيجاً في العيون، وكثيراً ما كان المريض في السابق يحتاج إلى زراعة للقرنية».

وكشف عن تقدمات كبيرة في علاج القرنية المخروطية، وقال: «ظهر في السنوات الأخيرة طيفٌ واسعٌ من العلاجات. فهناك تثبيت القرنية «Corneal Cross Linking»، وهو علاج ضوئي كيميائي يتم فيه وضع قطرة من فيتامين B2 في العين لمدة نصف ساعة، ثم يتم تعريض القرنية لأشعة (UVA) الضوئية البنفسجية من أجل تقسية القرنية وتثبيت المرض ومنعه من التقدّم». وأضاف: «هناك أيضاً زرع الحلقات داخل القرنية (Intracorneal Ring)، وهي حلقات مجهرية صغيرة تزرع ضمن طبقات القرنية بحيث تعيد للقرنية تحدّبها وتحسن من النظر. وهناك زرع العدسات داخل العين (Phakic IOL)، والتي تشبه إلى حد كبير تلك التي تحدثنا عنها كبديل عن الليزر والليزك. وأخيراً هناك زرع

القرنية (Corneal Graft). وقد تطوّر زرع القرنية إلى حدّ كبير؛ فقد أصبح يجرى بالليزر بتقنيات جديدة ومريحة وسريعة الشفاء».

وأوضح: «يختلف خيار العلاج حسب شدة الحالة وعمر المريض وغيرها من الاعتبارات، وفي بعض الحالات قد تتم مشاركة أكثر من نوع من المعالجة».

حدود الجمال

تحدد الأجفان الحدود الجمالية للعين، وتصيبها بعض الأمراض كانسدال الجفن، أو انقلابه، وقد تصاب الأجفان بالتهابات وتورمات تؤثر على وظيفتها في حماية العين وتنظيفها.

وفي هذا الصدد، قال د. سنجاب: «الأجفان مسئولة عن توزيع الدموع التي تنظف العين، ولكن قد تتعرض قنواتها للتضيق أو غددها للضمور فلا تسيطر على إفرازات وتوزيع الدموع على العين بشكل طبيعي». وأوضح: «يعالج الطبيب هذه الأمراض بالتدرج بدءاً بالعلاج الدوائي، وصولاً للعلاج الجراحي - الذي يجرى بأصغر الجروح للحفاظ على جمال العين - وذلك حسب كل حالة مرضية».

ونصح استشاري طب وجراحة العيون كل من يتعامل مع أجهزة الحاسب الآلي، والأجهزة الذكية بأهمية اتخاذ تدابير السلامة لوقاية العين من أية أضرار والتي تبدأ بالجلسة الصحيحة، وتضبيط إنارة الغرفة، إضافة إلى أهمية عدم التركيز على شاشات الحاسوب أكثر من ساعة بشكل متواصل.

العدد 4586 - السبت 28 مارس 2015م الموافق 07 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً