العدد 4617 - الثلثاء 28 أبريل 2015م الموافق 09 رجب 1436هـ

لنجدد التزامنا المشترك بتخليص العالم من الأسلحة الكيميائية

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

(رسالة بمناسبة يوم إحياء ذكرى جميع ضحايا الحرب الكيميائية 29 أبريل/ نيسان 2015)

يكتسب الاحتفال هذا العام بيوم إحياء ذكرى جميع ضحايا الحرب الكيميائية أهمية تزيد عن أهميته في أي قت مضى لأنه يواكب الذكرى السنوية المئة لأول نشر للأسلحة الكيميائية في المعارك على نطاق كبير.

وعلى رغم أن الأحداث التي شهدتها مدينة إيبر في عام 1915 يفترض أنها من ذكريات الماضي البعيد، فإن الحقيقة المفزعة هي أننا مازلنا اليوم نصارع الآثار اللاإنسانية والعشوائية التي تخلفها الأسلحة الكيميائية. فبعد مرور مئة عام على استخدام غاز الكلور كسلاح حربي في إيبر، لاتزال هذه الأسلحة المروعة تهدد الجنس البشري.

ومما يبعث على السخط البالغ أنه، بعد مرور 90 عاماً على صدور بروتوكول جنيف لعام 1925 وما يقرب من 20 عاماً على بدء نفاذ اتفاقية الأسلحة الكيمائية، لا تعرف قائمة الذين نبكيهم اليوم من ضحايا هذه الأسلحة إلا الزيادة. فالعالم لم يتعلم دروساً تُذكر من الماضي، وهو قصور يدفع ثمنه أناس أبرياء ممن تعصف الهجمات الكيميائية بحياتهم.

وقبل فترة قصيرة لا تتجاوز عامين، كانت التقارير عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية بمثابة صيحة تنبيه صادمة للمجتمع الدولي إزاء استمرار الخطر الذي تمثله هذه الأسلحة اللاإنسانية. وينبغي أن تظل الصور المروعة لضحايا الأسلحة الكيميائية في سورية تقضّ مضاجعنا جميعاً.

وقد أظهرت جلياً الجهود المتعددة الأطراف التي بذلت لتخليص سورية من برنامجها الخاص بالأسلحة الكيميائية ما يمكن إنجازه عندما تتكاتف جهود المجتمع الدولي. فقد أزيل أو دمر الآن قرابة كل ما لدى سورية من مواد الأسلحة الكيمائية، وبدأ تدمير ما تبقى من مرافق إنتاج الأسلحة الكيميائية في البلد. وشكل ذلك لحظة تبعث على التفاؤل في غمرة صراع فتاك لابد من التعجيل بوضع حد له من أجل شعب البلد والمنطقة والعالم الذي نعيش فيه.

وما يثير بالغ الانزعاج تلك التقارير التي تواردت في الآونة الأخيرة عن استمرار ما يدعى أنه استخدام لمواد كيميائية سامة كسلاح في الصراع السوري. وإنني أدين بشدة أي استخدام من هذا القبيل من جانب أي طرف في الصراع، وأدعو إلى تقديم مرتكبي هذه الأفعال إلى العدالة، وأؤكد من جديد أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية تحت أي ظرف من الظروف سيشكل انتهاكاً جسيماً لبروتوكول عام 1925 وقواعد القانون الدولي العرفي الأخرى ذات الصلة.

وفي هذا اليوم الذي نحيي فيه تلك الذكرى المئوية المؤلمة، أؤكد من جديد أهمية اتفاقية الأسلحة الكيميائية وأحث بقوة البلدان القليلة التي لاتزال خارج إطار الاتفاقية أن تنضم إليه دون مزيد من التأخير. وسيلزمنا أن نظل على يقظتنا المشتركة إلى أن يتحقق انضمام الجميع إليه.

فيلست هناك طريقة أجدى من ذلك لقيامنا جميعاً بتكريم ضحايا الحرب الكيميائية والتأكد من أن الجنس البشري قد تحرر إلى الأبد من التهديد المشئوم باستخدام الأسلحة الكيميائية. دعونا في هذا اليوم الذي نحيي فيه تلك الذكرى أن نفعل ما هو أكثر من تذكر ما حدث في الماضي؛ دعونا نصنع مستقبلاً جديداً بأن نجدد التزامنا المشترك بتخليص العالم من الأسلحة الكيميائية وكل ما عداها من أسلحة الدمار الشامل.

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 4617 - الثلثاء 28 أبريل 2015م الموافق 09 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 2:11 م

      والله يا بان كي مون؟؟؟

      أنت تعرف من يستخدم أسلحة الدمار الشامل سواء كيميائية أو نووية أو بيولوجية!! ولكنك أترك السياسة والدبلوماسية وتعامل مع هذا الموضوع الخطير بإنسانية، وأحم الأبرياء بتوفير من هم المصنعين ومن هم المتداولين ومن هم المتسلطين على الأبرياء!!! لا نريد أقوال بلا أفعال!! إن المركز الذي تعمل به يحتم عليك المحايدة بلا مجاملة!! هيا فعل المنظمات الدولية لتؤدي واجبها لتكشف لنا بقائمة دولية تشمل المستخدمين ومواقع الاستخدام مع النوع والقوة ... الخ

    • زائر 6 | 12:34 م

      أنا قلق من هذا الموضوع

      أنا جدا قلق وأعبر عن قلقي

    • زائر 3 | 4:25 ص

      كلام فاضي

      بان كي مون مافيه الا هريره

    • زائر 2 | 1:53 ص

      ابو القلق

      انا اعرب عن قلقي من كثرة قلق بان كي مون واطالبه بتخفيف قلقله لكي لا يسبب لنا القلق المستمر

    • زائر 5 زائر 2 | 9:35 ص

      هههههههه

      وانا كذلك أعرب عن قلقي

اقرأ ايضاً