العدد 2727 - الإثنين 22 فبراير 2010م الموافق 08 ربيع الاول 1431هـ

جودة التعليم وآفة التجنيس والتمييز

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

جودة التعليم التي تنشدها البحرين بكافة أطيافها لها شروط عدة وعمدت الجهات الرسمية للعمل على توفير بعض هذه الشروط، إلا أن هناك نواقص في هذه العملية، فضلا عن أن هناك آفة تواجه هذه العملية وهي بحاجة إلى إيقافها وإلا فإن العمل على جعل البحرين في مقدمة الدول العربية ومنافسة لدول عالمية في مجال جودة التعليم لن يقوم إلا بوقف جزء يسير من السلبيات الموجودة في العملية التعليمية اليوم.

من داخل العملية التعليمية فإن المدرسين والمدرسات بحاجة إلى تقدير أكبر يليق بهم كمربين للأجيال المقبلة، بل هم أحد الأساسات الكبرى لبناء البحرين لأن مستقبل البحرين يتكون في أيديهم، وهذه العملية لابد أن تبدأ من مستوى رياض الأطفال، هذا القطاع الذي تعيش فيه العاملات والمدرسات الذل والهوان جراء الراتب الذي لا يكفي لمصروف يوم واحد لأحد أطفال مسئولي الحكومة، لذلك فجودة التعليم تتطلب رفع المستوى المعيشي للمعلمين والمعلمات بصورة واضحة جدا، فضلا عن تعديل جذري لأوضاع العاملات في رياض الأطفال.

أما ثاني تلك العقبات فهي الخطة الواضحة والمعلنة لوزارة التربية والتعليم، فرغم كل التصريحات إلا أننا نعتقد أن تلك الوزارة كما هي معظم وزاراتنا تسير على البركة، والدليل هو أنه بالرغم من الحاجة الكبيرة لمدارس جديدة أو حتى لمبانٍ في مدارس موجودة أصلا تفاجأت اللجنة المالية بمجلس النواب عندما طالبت بمبالغ إضافية لمشروع الوزارة أنها لم تصرف نحو 70 في المئة من الموازنة المخصصة للمشروعات في العام 2008، في الوقت الذي أغلقت فيه الوزارة مثلا مدرسة باربار الابتدائية للبنات ووزعت طالباتها على مدرستي الدراز وكرانة، لتزدحم صفوف المدرستين بالطالبات، والمثال الآخر الصفوف الخشبية التي أصبحت تزداد كل عام.

وأمام كل هذه العقبات وعقبات أخرى لا يتسع لها المقام تبرز آفتين أمام الوزارة، الأولى هي طرق التعيين في الوظائف التعليمية، والتي لا يعرف حل عقدتها إلا الراسخون في العلم، وهذا الموضوع لو تحدثت فيه لما انتهى، فكل شخص له معاملة مع الوزارة يدرك ذلك، بل له قصة في هذا المجال، ولدي الكثير من القصص ولكني سأذكر مثالا واحدا فقط لأنني عشته بنفسي، وأترك باقي الأمثلة والأحداث لوقت آخر، في العام 2003 أنهيت التعليم والتدريب في معهد البحرين للتدريب وحصلت على شهادة الدبلوما الوطنية في الحاسوب (ND2) وكنت حينها أبحث عن وظيفة، وكنت أعرف الكثير ممن تخرجوا معي بنفس الدفعة من المعهد، حينها كنت أجوب الشركات والوزارات للحصول على وظيفة ومن تلك الوزارات وزارة التربية والتعليم، ولكن كل ما كنا نذهب كان الجواب «لا نتسلم الأوراق لأنه لا توجد وظيفة فني في المدارس»، وطبعا كان هذا ضحك على الذقون؛ لأن عددا ممن تخرجوا معنا وبفضل «الواو» توظفوا في الفترة نفسها فضلا عن أن هناك من جنسيات عربية في المدارس يعملون في الوظيفة نفسها.

أما الآفة الثانية والوزارة هي مبتلية بها هي التجنيس العشوائي والذي جعل من أعداد الطلبة ترتفع في الصف الواحد من 28 إلى 37 أو حتى 40 طالبا أو طالبة وكأننا نعيش في بلد فيه 60 مليون نسمة، ولم يكتف التجنيس بل إنه تعدى ذلك ليؤثر على سلوكيات الطلبة والطالبات فمنذ أن كنا صغارا لم نسمع عن حادثة استخدام آلات حادة واعتداء بالأخشاب على طلبة، بينما اليوم أصبحنا وكأننا في إحدى مناطق الحروب، وهذه آفة تهدد جودة التعليم والتربية في آن واحد.

لذلك فإن الإصلاح الجذري في وضع المعلمين والمعلمات ووضع معايير واضحة للتعيين ووقف التجنيس العشوائي سيوصلنا إلى الحلم المنشود وهو «جودة التعليم».

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 2727 - الإثنين 22 فبراير 2010م الموافق 08 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 2:16 م

      زائر 1 كيف تفكر؟

      أتفق مع أخي زائر 10 في الرد عليك، والحكومة لا ولن تجنس شيعة، ولم تجنس إيرانيين، بل أعطت إخواننا العجم حقهم في الإنتماء لوطنهم، فهم بحرينيون أباءاً عن أجداد، فقط جذورهم إيرانية، وهم موجودون في البحرين منذ اكثر من 300 سنة وليس منذ الأمس مثلكم، وهم ليسوا مجنسين. ولو حدث و جنست شيعة، فإن لنا معهم نفس الموقف، فليس من السهل ان يحتل غريب وطنك كائناً من كان ومن أية طائفة أو ديانة، وهذا إحتلال وليس تجنيس.

    • زائر 14 | 12:43 م

      سأقولها وليشهد التاريخ

      فعلا هناك تلاعب و ضحك على الذقون من قبل بعض الغافلين والذين لا يخافون عذاب الله وسخطه
      بالله عليكم معلم فصل لم يبلغ حتى الحلم في المهنة ( 3 سنوات ) فقط يصبح مشرفا ً اكاديميا يقيم مدرسين لهم باع كبير في مجال التدريس وزيادة على ذلك حملة شهادات عليا... اليس هذا استخفاف ياوزارتنا الموقرة
      انا اقول اذا اردتم جودة التعليم فالبداية يجب انت تكون في اروقة الوزراة ثم المدارس

    • زائر 13 | 11:52 ص

      يا زائر 1 .. هل ترضى أن يجري في بلدك الأصلي ما يجري لنا؟

      والله ما سمعنا إن الحكومة جابت إيرانيين جدد وجنستهم .. هي فقط جنست مضطرة العجم من إصول إيرانية وهم فقط من عاش وآبائه في البحرين عشرات بل مئات السنين .. ونحن لم نعترض على المجنسين السنة كالهولة والعرب وغيرهم ممن ينطبق عيهم نفس الشيء .. ولكن إعتراضنا على المجنسين الغجر الذين جابتهم الحكومة عمدا لإهانة الشعب الأصلي وجعله أقلية

    • زائر 12 | 11:29 ص

      يجب توظيف ذكور في مدارس البنين

      يجب توظيف ذكور الى مدارس تلاميذ بدل من اناث و باخص الحلقة الثانية
      و يجب ان تحتوى مدارس البنين الي تدرسهم بنات الى صف رابع فقط، لازم يشيلون خامس و سادس من مدارس الي تدرسها بنات

    • زائر 11 | 11:25 ص

      المدرس كلحمه مطحونه

      اصبح المدرس كلحمه التي تضع في مكينه و تفرم جزء الى ادارة و جزء للوزاره و جزء الى تحضير و جزاء الى اولياء الامور
      في زمن اول تعليم احسن من الان لان المدرس اليه كلمتها
      الان اداره تخاف من شي اسمه ولي امر بيشتكي على مدرس في وزاره ، اداره مخليه اولياء امور يتدلعون علينا و مدرس اصبح لا كلمة له و لا شي
      و يريدون جوده و لايوجد شي عدل لا مقررات و لا تحسين من مستوى مدرس
      كل اشغال بس ينتهى دوام يرحون بيوتهم بدون شغل الا مدرس الى نصف ليل يشتغل
      و ثانيا سالفة توظيف بين مدرستين يجعل مدرس مشتت

    • زائر 10 | 9:29 ص

      اذا لم يؤخذ بقاعدة ......

      اذا لم يؤخذ بقاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب فهذه النتيجة والاسوأ قادم . وغيرنا تجاوز ما نطمح اليه من دول الجوار التي كنا سابقين لها في التعليم والسبب هو هو دون معالجة بل المعالجة بمزيد من التدمير ,,,,,,,,,,,,,

    • زائر 9 | 5:31 ص

      الاسباب واضحة بشأن تردي التعليم لدينا ....

      لا سبب لتردي التعليم لدينا سوى ضعف القيادات التربوية في الوزارة والمدارس ونتائج هيئة ضمان الجودة خير شاهد وخير دليل وكذلك مخرجات التعليم عامة ويأتي الاصرار على تحميل الاخرين نتائج التردي والاخفاق ...

    • زائر 8 | 4:46 ص

      تصريح وزير التربية: التدني راجع لضعف المعلمين

      نحن مجموعة من المعلمين ندرس بجد السبل القانونية لمقاضاة وزير التربية لأمرين: الأول للضرر الواقع علينا وذلك أن جعلنا محل ازدراء الناس عندما علق جوابا على سؤال من النائب علي أحمد بشأن أسباب ضعف نتائج مدارس البحرين الحكومية الصادرة من هيئة ضمان جودة التعليم والذي أرجعه إلى ضعف المعلمين - بحد زعمه- . وكأن الخبرات التي استقدمها من الدول العربية الشقيقة أكثر أهلية منا لاستنقاذ التعليم. والثاني لعدم شمولنا بالدرجة الاستثنائية التي اعطيت للمعلمين مرتين متفرقتين وحرمنا منها من دون وجه حق.. أبوعلي

    • زائر 7 | 3:38 ص

      المشكلة الرئيسية في جودة التعليم هي:

      معلمين محبطين ,, يفكرون في ديونهم ,, واضطهاد أداراتهم ,, وكيف فلان المنتمي للطائفة المقربة ,, توظف عام 2007 وأصبح 2008 مشرفا أكاديميا وأن فلان الذي مارس المهنة 25 سنة ولديه درجة الدكتوراه فيها ,, مازال مدرس عادي ,,

    • فقيرة الى الله | 1:44 ص

      نحن نرفض التجنيس والمجنسين

      سواء كانوا شيعه او غير شيعه فالبحرين فاقت الدول بالتعداد السكاني بالنسبه لحجمها كما زادت المشاكل اضعاف اضعاف ما كانت عليه بالسابق فالمجنس مجنس وليذهب من حيث اتى

    • زائر 5 | 12:30 ص

      عزيزي الكاتب.... اليك رد وزارة التربية مني اليوم قبل غدا

      أكيد راح اتجاوبك الوزارة أن أوضاع المعلمين اليوم أفضل من أمس وأن معلمي البحرين وضعهم المادي أفضل من معلمي موزمبيق (تخيل عاد!!) على فكرة اذا قرروا ايدربونا قارنونا بمعلمي اليابان وفي الرواتب يقارنوننا بمعلمي افريقيا" ، المهم أن الجودة موجودة وأنها عملت دراسات وزيارات للمدارس وحدث تطور ملحوظ في التعليم "ملحوظ بالنسبة للوزارة فقط"أما التجنيس فستقول الوزارة أنها منبر تعليمي فاضل لا يلتفت للأمور الطائفية ولا تسمح للتمييز بين الطلاب (بس ما عندها مشكلة في التمييز بين المعلمين)

    • زائر 4 | 12:27 ص

      الى زائر رقم 1 صاحب الاسطوانه المشروخه

      ليش انت موراضي بالمقال يا مجنس, كم تعطيك الحكومه عشان تكون أول معلق من الصبح ضد مقال التجنيس, المقال واضح وصحيح 100%, لكن أكيد ما بترضى لأنك في البحرين مرتاح من خيرات الشعب الأصلي من السنه قبل الشيعه, بسكم عاد ارجعوا ديرتكم متى بتشبعون, ملكتوا بيوتنا ومدارسنا وأشغالنا واغتصبتوا الأطفال وسرقتوا البنوك وهجرتوا البحرينيين الأصليين , ارجعوا خلاص والله لاعت جبدنا منكم,

    • زائر 3 | 12:13 ص

      الى متى

      المسألة الآن تتجاوز التعليم والمعلمين فنحن إمام وضع سياسي إنساني مصيري خطير فعملية التجنيس التي تمضي بوتيرة متسارعة وبإضرار خطير لتغير التركيبة السكانية في وقت قياسي ليمكن من خلالها تحويل المواطنين إلى قلة وهذه العملية الجنونية يجب أن تكتسح في طريقها كالسيل الجارف كل شيء إنساني ومادي كالتعليم والصحة والهوية والعمل والإسكان والحياة الاجتماعية والوجود كله

    • احبك يا وطني | 9:55 م

      مدرسة عثمان نموذج لبحرنة التعليم

      حينما كان ابني في الاول اعدادي كان معلم واحد وافد يدرسه و في الثالث اعدادي لم يكن احد من البحرينيين يدرسه. هذه المدرسة ازاد عدد طلابها بمقدار خمس طلاب في الصف من اصل 35 طالب فاي ارتقاء ننشد و التوظيف يتم على اساس من ترضون مذهبه فوظفوه و التجنيس يتسبب في ازدحام الصفوف بالطلاب

    • زائر 1 | 8:39 م

      ماذا لو كان المجنسون شيعه

      إلى الأن تعزفون على اسطوانة التجنيس المشروخه .
      اين يعيش المجنسون باعدادها ال 85 ألف . و ضحها بالحسابة في كل منطقة .
      و هل لو كان المجنسون و اسمح لي لو استخدمت العبارة المقيتة في قاموسكم الطائفي شيعه فهل ستعزفون على نفس المقام . فهناك من الأخوه من دخل أهله متسللين و أقاموا في في زلم اباد سابقا . و عددهم يفوق ال 30 ألف . فلماذا النظر بعين واحدة . أما التمييز فبابكو و البا و بتلكو و مستشفي السلمانية و هيئة الكهربا و وزارة الأشغال تتحدث عن نفسها في النسبة و التناسب .

اقرأ ايضاً