العدد 779 - السبت 23 أكتوبر 2004م الموافق 09 رمضان 1425هـ

جولة الرئيس خاتمي تطرق الأبواب العربية

فايز سارة comments [at] alwasatnews.com

.

تبدو جولة الرئيس الايراني محمد خاتمي الاخيرة لعدد من البلدان العربية بينها عمان، سورية السودان والجزائر هزاً ايرانياً جديداً لشبكة العلاقات الايرانية العربية، ومحاولة جديدة لاقامة توافقات ايرانية عربية من جهة وتأكيد علاقات تقليدية نسجتها ايران مع عدد من البلدان بينها عمان وسورية.

وتتعدى اهمية جولة خاتمي اهدافها الى ظروفها الدولية والاقليمية شديدة التعقيد والحساسية في ضوء توسع «الحرب على الارهاب»، التي تقودها واشنطن وتجعل منطقة الشرق الاوسط مركزها الرئيسي، فيما يتصاعد مأزق واشنطن وحلفائها في العراق بفعل اتساع العنف مترافقاً مع مقاومة الاحتلال، وكلاهما بين اسباب رئيسية تدفع الولايات المتحدة الى تصعيد ضغوطها في المنطقة وخصوصا على جارتي العراق في الغرب وفي الشرق، إذ تفتح ملف الوجود السوري في لبنان، وتحرك الملف النووي الايراني مع تأكيد عدم تعاون البلدين في موضوع العراق.

ويرافق ما سبق من ظروف الزيارة استمرار وتصاعد وتيرة العنف الاسرائيلي ضد الفلسطينيين على نحو ما يظهر عليه الحال في قطاع غزة من عمليات قتل وتدمير واسعين، ومخططات «إسرائيل» لاغتيال القادة الفلسطينيين في دمشق، بينما يتواصل صعود الازمة في السودان سواء في بعدها الداخلي من خلال خلاف السلطة مع المعارضة او في الحملة الدولية المرتبطة بأزمة دار فور، واحتمالات التدخل في السودان.

وكما اتضح من مجريات جولة خاتمي ومباحثاته مع القادة العرب الذين التقاهم، فقد شكلت أوضاع المنطقة الموضوعات التي دارت حولها المباحثات، اضافة الى العلاقات الثنائية بين طهران والعواصم التي زارها خاتمي، وكان الأبرز فيها اعادة احياء العلاقات مع الجزائر، والاطلاع المباشر على اوضاع السودان، وتعزيز العلاقات التقليدية مع عمان وسورية.

وعلى رغم ان ما رشح عن محادثات خاتمي في العواصم التي زارها، أكد تقارب وجهات النظر او تطابقها في الموضوعات الاقليمية والدولية التي بحثت وبينها موضوعا العراق وفلسطين والضغوط الأميركية على ايران وسورية، فإن ذلك لا يمثل تحولاً نوعياً في الموقف المشترك ازاء ما جرى البحث فيه، ولا هو تحول جديد في العلاقات الايرانية، بل انه لا يتعدى طابع التشاور في الحالين الاقليمي والدولي، وما يحيط بهما من تطورات تترك آثارها السلبية على ايران والعرب.

ولعل السبب الرئيسي في الانسدادات بالموضوعات الاقليمية والدولية التي تناولها خاتمي، يتمثل في الضعف الشديد والمتزايد الذي يلف المنطقة مقرونا بالحضور العسكري الاميركي القوي والفعال كما يظهر في العراق، وصعود نزعة القوة التدميرية الاسرائيلية موازية للضعف العربي وغياب الارادة السياسية لدى دول المنطقة، ما يجعل المنطقة ودولها على نحو عام تذهب من تدهور الى آخر اشد منه على نمط كرة الثلج.

واذا كان الوضع على هذه الصورة السوداء، فان جولة خاتمي، تطرح السؤال عن نتائجها، وفي هذا يمكن القول، ان الزيارة كانت ذات طبيعة تشاورية في الموضوعات الإقليمية والدولية، وهي في جانب منها محاولة ايرانية عربية لتحريك الوضع الاقليمي وتفعيله سياسياً، وهو امر بات يتطلب اضافة الى توافر الارادة السياسية لدى دول المنطقة، عملية تضامن جدية وواسعة، واستنهاضاً للقوى الدولية لمواجهة الاخطار الجدية التي تواجهها المنطقة وشعوبها، والتي ستمد آثارها اكثر من اي وقت مضى نحو بقية العالم في وقت صار من الصعب اقامة الجدران العازلة والسواتر الحديد

العدد 779 - السبت 23 أكتوبر 2004م الموافق 09 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً