العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ

عائد من الغيبوبة

تتشابه تفاصيل الموت مع تفاصيل الغيبوبة وفقد الوعي، وكأن الأخيرة هي موت مُصغّر، فحين الدخول في دوامة ستغيب تفاصيل أحداث تالية، ولن يتمكن المصاب من التفاعل مع البيئة المحيطة والاستجابة للمؤثرات الخارجية، ليصل لحالة شبيهة بالموت.

الغيبوبة عرض أصاب الكثير، وخرجوا من تلك الدوامة التي يصبحون فيها خارج إطارَي الزمن والمكان. وبمجرد خروجهم نطوقهم بأسئلة كثيرة للتعرف على تفاصيل «الموت الأصغر» لمحاولة فهم ما جرى في تلك الفترة. الأسئلة تنهمر كالمطر، ماذا حدث؟ وما شعورك؟ كيف استعدت وعيك وعدت للحياة؟ وكيف تداركت تلك التجربة من حياتك؟

«الوسط الطبي» التقت إبراهيم حبيب (27 عاماً) وهو واحد من الذين عادوا للحياة بعد غيبوبة «صعبة» استغرقت قرابة شهرين ونصف، كان فيها ممداً على سرير مجمع السلمانية الطبي من دون حراك.

تذكرة دخوله لهذا العَرَض الصحي ثقيل الظل كانت حادث سيارة وقع في منتصف ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، تسبب بإصابة له في قاع الجمجمة مازال يعاني من تبعات الحادث بعد خروجه من الغيبوبة التي مر على إفاقته منها نحو 4 أشهر.

يوضح حبيب: «كنت فيما سبق أتمتع بصحة جيدة، ولياقة بدنية ممتازة، ومواهب متعددة، حالياً أشعر أني لم أستعد كل ذلك، وأعاني من ضعف في الانتباه والتركيز، فحركتي وقدرتي على القراءة صارتا بطيئتان».

هنالك الكثير من الأفراد الذي يستعيدون أداءهم البدني والعقلي بشكل كامل عندما يخرجون من الغيبوبة. لكن البعض يحتاج إلى إعادة تأهيل ببرامج علاجية مختلفة لاستعادة القدرة على أداء وظائف معينة بصورة مقبولة، ويبدو أن حبيب هو واحد منهم، فهو لايزال يواصل العلاج ويتمنى أن يتحسن وضعه ويعود مثلما كان لعائلته ولأصدقائه ولابنه الرضيع.

وحين سؤاله عما يتذكر من فترة الغيبوبة التي قضاها، قال إنه لا يتذكر منها شيئاً، سوى مشهد سحب أنبوب التغذية عند الإفاقة، وهذا يدل على أنه كان يغط في نوم عميق! مضيفاً: «هذه التجربة المؤلمة جعلتني أتوجه إلى الله أكثر، وبذلك أنا أنصح من خلال التجربة كل من يمتلك قريباً أو صديقاً في غيبوبة أن يواظب على قراءة القرآن الكريم بقربه».

حبيب ختم اللقاء بتقديم عظيم شكره وامتنانه للطاقم الطبي الذي أشرف على حالته وعلى رأسهم استشاري جراحة المخ والأعصاب في مجمع السلمانية الطبي الدكتور نبيل عبدالحميد.

ولم ينسَ توجيه رسالة تحذير لسائقي السيارات، وقال: «احذر سائقي السيارات من خطورة التهور أو التسرع في تجاوز الإشارة الحمراء، فنتيجتها الدنيا استياء السائقين الآخرين، والقصوى حادث قد يتسبب لك في إعاقة أو شلل أو مضاعفات أخرى أو حتى تفقد في الحياة لا قدر اللّه».

العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً