العدد 4894 - السبت 30 يناير 2016م الموافق 20 ربيع الثاني 1437هـ

تنفَّس وابتسم... لن تسقط في مصيدة “الغضب”!

هل تعلم بأن هناك 300 ألف إنسان، وحسب الإحصاءات الطبية في الولايات المتحدة الأميركية، يموتون سنويًا بالجلطة القلبية؟ وهل تعلم أن كل الدراسات التي أجرتها المراكز المتخصصة هناك تؤكد أن الغضب والانفعال هما السببان الرئيسيان اللذان يوديان بحياة كل هؤلاء البشر حينما تهاجمهم أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والتوتر والقلق الشديد؟

إدخال الطمأنينة للنفس

ربما أخضع الكثير من المتخصصين ظاهرة (الغضب) للدراسة والبحث، لكن الباحث السوري عبدالدائم الكحيل تحدث لـ "بيللا" عن أفضل الأساليب التي تمكن الإنسان من السيطرة على غضبه بتأكيد على أنه في حالة الانفعال والغضب الشديد والتوتر من فئة الضغط العالي جدًا، فإن ذكر الله سبحانه وتعالى واستحضار عظمته تعد من المراتب العالية لقوله تعالى عمن يتحكمون في غضبهم: "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس"، فيما ورد في القرآن الكريم أكبر دليل لإدخال النفس في الطمأنينة – في كل حالاتها – وذلك من قوله جل وعلا: "الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".

فقدان احترام الناس

ويوضح أن شئون الحياة اليومية وضريبة العصر تجعل الإنسان معرضًا على الدوام للضغوط والإرهاصات والمواقف التي تستدعي أن نتعامل معها – على اختلاف مستوياتنا– بالهدوء والنضج وتغيير طرق وأساليب التعبير عن الانفعال والغضب، ذلك لأن ضبط النفس في حالات الغضب تكشف سمو الإنسان ذاته، وإذا ما جئنا إلى تعريف (الغضب)، فإننا يمكن أن نختصره بالقول: "هو حالة شعورية ذات حدة متفاوتة من شخص إلى آخر تسببها استثارة تتحول إلى هيجان، وتصاحبها تغيرات حيوية (بيولوجية) ونفسية (سايكولوجية)"، وللعلم، فإن الطب الحديث اكتشف أن حالة الغضب ترفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وتسبب اضطرابات في هرمونات تحفيزية كالنورادرينالين والأدرينالين، فيما على الجانب الأخلاقي، تفقد الإنسان احترام الناس إذا كان شديد ودائم الغضب.

من ناحية أخرى، يصنع علماء النفس أسباب الغضب لمجموعة من الأسباب الداخلية وأخرى الخارجية، فالداخلية هي تلك المتعلقة بالتفكير السلبي والتوتر والقلق والوسواس والذكريات الحزينة في سنوات مضت، أما الخارجية فهي الناتجة عن الاستفزاز والتوتر في العلاقات مع الناس في المنزل، العمل، السوق وغيرها من المواقع، ومنها أيضًا تأثير البيئة المحيطة كمشاكل العمل والازدحامات المرورية وتعقد خطط العمل، ثم إن التعبير عن الغضب هي ردة فعل طبيعية في بعض الأحيان، لكن لا يمكننا مهاجمة كل ظرف أو شخص حين ننزعج منه، وبكل اختصار: تنفس بهدوء.. ابتسم.. ستنتصر على حالة الغضب.

استرخاء وتأمل وبرمجة

أما عن الأساليب الصحية في التعبير عن الغضب ومواجهته والحد من تأثيراته النفسية والجسدية، فإن التنفس بعمق يساعد على الاسترخاء والتخفيف من شدة الغضب، وكلما كان مصحوبًا بالتأمل كان أفضل، كذلك، يسمي المتخصصون تغيير طريقة التفكير بـ (إعادة برمجة العقل والبناء المعرفي)، وذلك باستبدال الأفكار السلبية، ولابد من اتباع أهم الأساليب وهو (وضع حلول للمشكلات) فإن الغضب قد يكون مرتبطاً بمشكلات معقدة في حياتنا، هنا، لابد من التركيز على إيجاد الحلول لها.

مصيدة الغضب اللاإرادي

ويتطلب الأمر بالنسبة للبعض ممارسة التمارين الرياضية كالمشي وتعلم بعض حركات "اليوغا"، ومن المهم تدريب أنفسنا على فاعلية حس الفكاهة والطرافة فالكثير من الناس الناجحين يواجهون المواقف والمشكلات بثقة وابتسامة دون أن يسخروا أو يهزؤوا بمن حولهم، بل ويكسبون الناس بحسن أخلاقهم، ونقطة أخيرة لابد من الالتفات لها وهي تغيير المؤثرات السلبية في البيئة المحيطة.. حتى في منازلنا.. غرفنا..مكاتبنا..سياراتنا.. فهناك العديد من الأمور تسبب الضجر والتوتر وضيق المزاج، ويتضاعف الإحساس الذي يقودنا لمصيدة الغضب لا إراديًا، وجميل للغاية أن نسترخي، نجلس بمفردنا ونلقي الأعباء والهموم، نرتاح مع العائلة والأصدقاء.. نعيش في جو الأسرة بعيدًا عن الصراخ والعويل.

العدد 4894 - السبت 30 يناير 2016م الموافق 20 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً