العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ

فاطمة تستعيد بصرها في ابن النفيس

د. غانغ مع فريقه بعد العملية
د. غانغ مع فريقه بعد العملية

الإبصار من النعم الإلهية التي منّ الله بها على البشر، فيتحرك الجسم بهدي العينين الباصرتين، ولا يتردد في إزالة كلما يعيق النظر أمامهما، فيذوذ بيديه عن حواجب البصر الخارجية، وأعمل الإنسان عقله لاختراع النظارات وابتكار الحلول العلاجية المختلفة. وقد تُغلب العين على أمرها إذا قررت خلايا طفيلية سد مجال الرؤية أمامها.

فاطمة عبد الله سيدة بحرينية وهي في العقد السادس من عمرها تسلطت الأورام عليها منذ طفولتها حتى تمادت وحجبت النظر عند احدى عينيها، مما أوقع أبناءها في حيرة. فقبل عام تضخم ورم في جفن عينها وأغلق محجر العين تماماً وحرمها النظر من إحدى عينيها.

موضع الورم سرّع من حركة أسرة فاطمة في البحث عن حل علاجي لوالدتهم، فزاروا أكثر من مستشفى حتى انصرم عام وانتهى بهم المطاف عند عيادة التجميل في مستشفى ابن النفيس يحدوهم الأمل في رفع المعاناة عن والدتهم.

وفي 23 يوليو الماضي عرضوا الحالة على استشاري الجراحة د. راج كومار غانغ، وشخصها بأنها مصابة بورم عصبي ليفي من النوع الأول (Neurofibromatosis type I) أو ما يعرف أيضا بمرض فون ريكلنغهاوزن (von Recklinghausen disease ).

وقال د. غانغ: «احتلت الأورام الليفية مساحة كبيرة من جسمها في أحجام مختلفة، من بثور صغيرة، وأضخمها كان على أحد جفنيها سد محجر العين وانتفخ آخر على أحد الصدغين. في دراستي للحالة وجدت أن بالإمكان إزالة الورم، ويبقى التأكد من سلامة العين». وأضاف: «أرسلتها لاخصائي البصريات، وكانت النتيجة ممتازة فقد كشفت الفحوصات سلامة النظر. وهذا شيء مبهج فبعد إزالة الورم ستتمكن من الرؤية بعينها مجدداً».

علاج مع وقف التنفيذ

ونقل د. غانغ قراره للعائلة بأنه يستطيع إزالة الورم وأن عليهم الاستعداد لإجراءات العلاج في المستشفى. واستبشرت العائلة خيراً فأمهم ستصبر مجدداً، ولكن تبعت البشارة حيرة وألم ومرارة لأنهم لا يستطيعون دفع تكاليف العملية وعاد الأفق مسدوداً أمام نواظرهم مجدداً بعد جذوة الأمل التي أشعلها د. غانغ.

وعاد استشاري الجراحة التجميلية ليقدح نور الأمل في نفوسهم مجدداً، وقال: «من جهتي لن أتقاضى أي أتعاب على عملي، وسأخاطب المستشفى فقد أحصل على منحة علاجية لكم». من جهته بادر مستشفى ابن النفيس بتقديم خصم على تكاليف العلاج، وكان بصيص أمل جديد للعائلة التي احتارت في تدبير بقية المبلغ، فلا يفصل بين أمهم والنظر بعينين إلا المال.

مبادرات د. غانغ لم تتوقف، فقد عرض حالة فاطمة على أحد مرضاه في العيادة، وتعهدت بدفع تكاليف العلاج كاملة شريطة عدم الإفصاح عن اسمها. وأسقط التبرع الكريم من السيدة التي فضلت أن تبقى مجهولة كل حواجب البصر أمام فاطمة وعائلتها.

وفي 19 من أغسطس الماضي – قبل مرور شهر على أول مراجعة لها للعيادة في مستشفى ابن النفيس – أجرى د. راج غانغ العملية التي استغرقت 3 ساعات – التي شاركه فيها د. السيد ناصر وطبيب التخدير د. أحمد السيد - وأزال ورم الجفن، والورم الذي بالصدغ، ومنحت العملية فاطمة مظهراً جديداً مكنها من النظر بعينها ثانية. وظلت تحت الملاحظة الطبية في المستشفى لمدة 4 أيام، وفي هذه الأثناء واصل د. غانغ جهوده للحد من تسلط الأورام على فاطمة وأرسل عينة منها لفحصها في مختبرات «إكسبرس ميد» على يدي أ. د نسيم الأنصاري مجاناً. وأظهرت النتائج أنها أورام حميدة.

وشكر استشاري الجراحة التجميلية في مستشفى ابن النفيس د. راج غانغ كل من ساهم في إسعاد فاطمة وعائلتها وإعادة بصرها إليها. وأكد أن المستشفى وضع لها جدول لمتابعة حالتها الصحية، وقد راجعت بعد أسبوعين من العملية ووضع لها جدول دوري لمتابعة حالتها كل 3 أشهر، وأوضح: «شددت على ابنها بضرورة مراجعتي قبل المواعيد إذا استدعت الحاجة لذلك».

ونصح المصابين بالدمامل بمراجعة الطبيب سريعاً إذا تغير لونها بشكل مفاجئ، أو سببت آلاماً مفاجئة، أو تضخمت بشكل مباشر.

العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً