قدم فريق الشباب الأول لكرة القدم أروع أداء في دور الثمانية لكأس الملك بعد أن تفنن في التلاعب بفريق المالكية الذي كان مرشحاً فوق العادة للفوز باللقاء، بل للوصول للمباراة النهائية، وخصوصاً بعد مستوياته الفنية المتطورة وتمكنه من الفوز على المحرق هذا الموسم.

المالكية الذي ساندته جماهير كبيرة وتوقع الكثيرون فوزه وتأهله، دخل المباراة باستعجال كبير وغير مبرر وكأنه يريد حسم اللقاء منذ الدقيقة الأولى، متناسياً أن هذه مباراة كؤوس لا تحسم حتى يطلق الحكم صافرته.

الاستعجال أثر على طريقة لعب الفريق الذي تاه وسط الكرات الطويلة غير المبررة منذ البداية، لأن الفريق لعب منذ الدقيقة 10 وكأنه يلعب في الدقيقة 90 كل الكرات طويلة من الدفاع إلى الهجوم، ما أثر كثيراً على عطاء خط الوسط التي تاه تماماً من دون أن يتمكن من تقديم أي إضافة للفريق.

مع تقدم الوقت وتخلف الفريق في النتيجة ظهرت العصبية واضحة على اللاعبين والذين باتوا يطالبون بخطأ وركلة جزاء مع كل كرة مشتركة وكأنهم ينتظرون من الحكم أن ينقذهم من هذا اللقاء.

على الجانب الآخر كان الشباب في أفضل مستوياته الفنية منذ سنوات طويلة وقدم لاعبوه مباراة بطولية وبطريقة هادئة وبتركيز عالٍ وهو يعكس الإعداد الفني والذهني المميز للجهاز الفني والجهاز الإداري.

الشباب البطل السابق لكأس الملك أثبت مجدداً قدراته التنافسية، وخصوصاً أنه يتصدر دوري الدرجة الثانية وقريب من العودة لمصاف دوري الدرجة الأولى حيث مكانه الطبيعي.

كان من المفترض على فريق المالكية أن يحسب حساباً أكبر لفريق الشباب وأن يتهيأ بشكل أفضل لخوض اللقاء بدل الاستعجال الواضح وكأنه يريد أن يحسم مباراة محسومة مسبقاً بالنسبة له.

مع مضي الوقت وضغط جماهير المالكية على فريقها ومطالبتها الفريق بالسيطرة على الكرة وبناء الهجمة بدل الكرات الطويلة، حاول اللاعبون تعديل الوضع والبدء في بناء الهجمة فكانت النتيجة كرات مقطوعة وهجمات مرتدة خطيرة، لأن الفريق بعد أن فقد الثقة أراد الدخول في أجواء اللقاء.

فريق الشباب نجح تماماً في الضغط على منافسه وغلق كل المنافذ أمامه وتعامل بحكمة مع الكرات الطويلة التي اعتمدها فريق المالكية وكانت سلاحه الوحيد، في الوقت الذي أظهر خط الدفاع كفاءة عالية دفاعيّاً وفي بناء الهجمة ومساندتها كان خط الوسط يعزف أفضل سيمفونية بتناقل سلس للكرات وثقة عالية في النفس وبناء للهجمات المتتالية، وخصوصاً المتألق حسين القصاب الذي قدم مباراة مثالية للاعب وسط.

الأداء الهجومي من جانب علي مدن كان في قمة توهجه فاستحق النجومية، في الوقت الذي تفرغ فيه علي حسن لتقديم أفضل الكرات لزملائه للتسجيل مؤكداً قيمته الفنية والتكتيكية العالية.

فريق الشباب نجح في الانتشار وفي بناء الهجمة وفي الارتداد الدفاعي وفي السيطرة على الكرة والأهم في استغلال الكرات وصنع الفرص وتسجيل الأهداف، في حين أخفق المالكية في كل ذلك بعد أن ظن أن المباراة محسومة وكل ما بحاجة إليه هو الكرات الطويلة لحسم النتيجة.