العدد 2148 - الأربعاء 23 يوليو 2008م الموافق 19 رجب 1429هـ

السينما العربية تشق طريقها إلى ألمانيا

يحظى الفيلم العربي باهتمام متزايد في ألمانيا، حيث أصبح من المألوف أن تقام أيام أو أسابيع وحتى مهرجانات تخصص له، كما أصبح الفيلم العربي يشارك في المهرجانات الألمانية الكبرى ذات الشهرة العالمية، حيث شارك على سبيل المثال فيلم «جنينة السماك» للمخرج المعروف يسري نصر في بانوراما مهرجان برلين الدولي للعام 2008، وتم عرض الفيلم أكثر من مرة ببرلين.

كذلك أقيم للمرة الثانية على التوالي أسبوع للفيلم العربي بمدينة ليبزج في الأسبوع الأخير من شهر مايو/ أيار 2008، عرضت فيه 8 أفلام عربية روائية و6 أفلام قصيرة، وقد كان من بين الأفلام المعروضة «كاميكاز» للمخرج نوري بوزيد (تونس)، و»مجرد رائحة» لماهر أبي سمرا (لبنان)، و»هي فوضى» ليوسف شاهين وخالد يوسف (مصر).

تولى إعداد وإقامة فعاليات أسبوع الفيلم العربي في ليبزج اتحاد الحوار الثقافي عبر المتوسطي، الذي يتكوّن أعضاؤه من أكاديميين عرب وألمان معنيين بالعالم العربي، وقد قامت مؤسسة «آنا ليندت» بدعم فعاليات أسبوع الأفلام العربية.

أما مهرجان ميونيخ الـ 23 للأفلام الوثائقية، الذي أقيم في الفترة من 1 إلى 7 مايو 2008 فقد ركز على العراق من خلال عرض الفيلم العراقي البريطاني «الحياة بعد السقوط» للمخرج قاسم عبد، والوثائقي الأميركي «أشباح أبوغريب» للمخرج روري كينيدي (الولايات المتحدة الأميركية). وقد حصد الفيلم الذي أخرجه قاسم عبد على جائزة المهرجان التي تبلغ 10000 يورو.

كما يقام هذا العام بمدينة توبينغن الألمانية للمرة الثالثة على التوالي مهرجان الفيلم العربي، حيث سيكون للمهرجان محوران هما العراق والأكراد في الدول العربية. سيأتي هذا المهرجان في أعقاب المهرجانين الأول والثاني اللذين أقيما في العامين 2005 و2007. وعلى رغم الإمكانات المادية المتواضعة للمهرجانين فقد لقيا نجاحا جماهيريا كبيرا بفضل الجهود الذاتية للجالية العربية

في توبينغن وعلى رأسها اتحاد الطلبة والأكاديميون العرب.

ركز المهرجان الأول الذي أقيم برئاسة عدوان طالب (فلسطين) على القضية الفلسطينية، حيث عرضت مجموعة أفلام بشأن هذا الموضوع من بينها «عطش» للمخرج توفيق أبووائل، و»زواج رنا» لهاني أبوأسعد، و «صباح الخير قلقيلية» للمخرجة ديمة أبوغوش، و «حيفا» لرشيد مشهراوي. كما تم عرض أفلام عربية تناولت موضوعات أخرى مثل فيلم «المصير» ليوسف شاهين، والفيلم الوثائقي «رحلة الملكة تي» للمخرجة فيول شفيق، و «بيروت الغربية» لزياد دويري.

وشارك في إعداد وتنظيم فعاليات المهرجان الأول نخبة من الأكاديميين العرب والألمان والأوروبيين ومن أميركا الجنوبية، كان من بينهم مهند الجواربة (فلسطين) ومنى العانتي (العراق)، وسمية الوحيشي (تونس)، وفادي المصري (الأردن)، وفاطمة الجنابي (ليبيا)، وألبا فومينايا (إسبانيا) / (ألمانيا)، وباولو روبيرتو كالفارو (البرازيل)، وموريتس أكيرمان وترودي يوراس (ألمانيا).

أقيم المهرجان الثاني للفيلم العربي في الفترة من 23 إلى 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2007 بتوبينغن، حيث ركز المهرجان في ذلك العام على المرأة العربية من خلال سينما العالم العربي. وأقيم المهرجان ضمن فعاليات المهرجان السابع لعوالم المرأة الذي يقام سنويا في توبينغن.

عرض المهرجان الكثير من الأفلام من مختلف الدول العربية، حيث تم للمرة الأولى عرض الفيلم اللبناني «سكر بنات» للمخرجة نادين لبكي في افتتاح مهرجان الفيلم العربي. كذلك عرض فيلم «بعد السماء الأخيرة» للمخرجة علياء أرصغلي، والفيلم الفرنسي المغربي «كسكس»، والفيلم «دنيا» للمخرجة اللبنانية جوسلين صعب ومن بطولة حنان ترك ومحمد منير، وكذلك الفيلم التسجيلي «سلطة بلدي» للمخرجة المصرية نادية كامل.

تماما كما حدث خلال المهرجان الأول، حظي المهرجان الثاني للفيلم العربي بإقبال جماهيري كبير.

ويقول رئيس المهرجان عدوان طالب: «تبلورت فكرة المهرجان في إطارها الحالي في ظل تحضيرات اتحاد الطلبة والأكاديميين العرب بتوبينغن لسلسلة نشاطات «الشرق يحل ضيفا على توبينغن» التي تم تنظيمها في الفترة من أكتوبر/ تشرين الأول 2004 إلى فبراير/ شباط 2005 حيث كان مهرجان الفيلم العربي الأول إلى جانب سلسلة محاضرات «الغرب والعالم العربي: جسور وآفاق للحوار والتفاهم» التي كانت الركيزة الأساسية الثانية في سلسلة النشاطات المذكورة. وهنا أود الإشارة إلى أن تطور وبلورة فكرة المهرجان جاء كتطور نوعي لأفكار سابقة رافقت أعضاء الاتحاد لسنوات، كفكرة تنظيم أمسية شهرية للفيلم العربي أو عرض عدد محدود من الأفلام العربية سواء للجمهور العربي أو الألماني.

وأضاف «ما تعرفه الساحة الألمانية أساسا هو عبارة عن نشاطات متقطعة ومحدودة للأفلام العربية، التي تأخذ غالبا البعد القُطري المحدود أو حتى السياسي منه، كتنظيم أمسية أو أمسيات للفيلم الفلسطيني بشكل خاص أو عرض فيلم أو أكثر ضمن برنامج نشاطات ثقافية متعددة. وعليه يبقى الفيلم العربي في ألمانيا عموما أسير شركات الإنتاج والتوزيع وإمكان عرضه ومنافسته في دور السينما من جهة، أو في انتظار مبادرة هذا المهرجان أو ذاك ليكون ضيفا موسميا عليها. وانطلاقا من هذه العبارات والفجوات جاء طموحنا إلى تقديم عمل نوعي وفريد في هذا الإطار على الساحة الألمانية ليعبر عن الحاجة والضرورة إلى حلول مؤسساتية فاعلة وبناءة من شأنها أن تساهم في تعزيز فرص حضور الفيلم العربي في ألمانيا. وكلنا أمل أن يحالفنا النجاح في البعد المتعلق بالتواصل والاستمرارية. وكل ما أتمناه هو أن يعطي «مهرجان الفيلم العربي 2008»، سواء في بعده الفني أو الجماهيري المتميز، دفعة جديدة متجددة للأعوام المقبلة.

العدد 2148 - الأربعاء 23 يوليو 2008م الموافق 19 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً