العدد 2383 - الأحد 15 مارس 2009م الموافق 18 ربيع الاول 1430هـ

المشهد 84: أمام شقة الدكتور علاء - نهار - داخلي:

حسين يقرع جرس الشقة.

- تفتح عمة ناريمان الباب.

- حسين: عذرا، هل هذه شقة الدكتور علاء

- العمة: نعم، أنت حسين من البحرين؟

- حسين: نعم.

- العمة: تفضل... تفضل... دلوقت يجي الدكتور أصله لسه في العيادة.

- يدخل حسين الشقة.

- قطع -

المشهد 85: شقة الدكتور علاء - نهار - داخلي:

- يدخل حسين.

- تغلق العمة باب الشقة.

- العمة: تفضل يا حسين... أزيك وأزي أخبار البحرين. سمعنا أخبار بتفرح.

- حسين: الحمد الله، أخبارنا كلها زينه.

- تخرج ناريمان من غرفتها، تتجه إلى الصالة حيث جلس حسين وعمتها.

- تمد يدها مرحبة.

- حسين يقف مترددا، ثم يمد يده مسلما.

- ناريمان: أهلا ياحسين... والله أخيرنا شفناك... سمعنا عنك كتير... معليش أصل بابا اتصل بيتأخر شويه... أرجو أنك ما تكنش مشغول أو مرتبط.

- حسين: لا سلامتكم... اليوم قدمت أوراقي في الجامعة الأميركية، وأحاول أخلصها خلال هليومين.

- ناريمان: صار لك كتير من سبت البحرين؟

- حسين: تقريبا خمس سنوات وكم شهر.

- ناريمان: وأزي الوضع الآن في البحرين. بابا بيقول أن أميركم شجاع، اتخذ خطوات جريئة بإطلاق سراح السجناء السياسين، والسماح بعودة المعارضة من الخارج، وحيكون عندكم برلمان منتخب، زي ما كنتوا بتطالبوا، مش كده وإلا أنا غلطانه.

- حسين: صحيح، والدليل أني راجع البحرين بعد ما خلص التسجيل في الجامعة.

- ناريمان: كنت أتمنى لو كان موسى حيّ، يشوف إلي كان يحلم بيه.

- حسين: الله يرحمه، ويرحم شهداءنا كلهم.

- ناريمان: بس هو ما اتاتلش!.

- حسين: (مغيرا الحديث) شلون الدكتور علاء، خلاص ترك العمل في البحرين؟

- ناريمان: أيوه، قبل سنة تقريبا. وأنا حتخرج أخيرا، ويمكن أعمل معاه، بس هو عاوزني اشتغل في المستشفى الحكومي، علشان اكتسب خبره، وأنت ليه ما خلصت دراستك، ما كنت في لندن؟

- حسين: خلصت البكاريوس، بس الفترة كانت صعبة، نتابع اللي يصير في البحرين، والدراسة غاليه هناك، بس الحمد الله خلصت، بس ناوي آخذ الماستر.

- يدخل الدكتور علاء، يرمي حقيبته جانبا، ويتجه لحسين.

- يحضن كل منهما الآخر.

- لقطة لحسين وقد ذرفت عيناه بالدموع، لكنه يكابر في الإعلان عنها.

- د.علاء: ياه ياحسين، فيك ريحة أهل البحرين. والله وحشتني.

- العمة: ده حسين بحبك يا دكتور... أقوم أحط الأكل.

- حسين: فضل الدكتور عليّ كبير، لو اسوي شنهو ما أقدر أوفيه حقه.

- د.علاء: متقولش كده ياراجل، أنا ماعملتش إلا الواجب، واللي ممكن يعمله أي دكتور. يلا قوم ناكل.

- يقومون إلى طاولة الطعام.

- الدكتور علاء يلاحظ خطوط الشيب الخفيف في شعر حسين.

- د.علاء: دي الغربة كبرتك كتير يا حسين.

- حسين: وأنت ماشاء الله ما تغيرت كلش.

- يضحكون.

- الكاميرا تتركهم، وتكشف الصالة، حيث طاولة فيها صور كثيرة في براويز، يظهر في أحدها د.علاء مع موسى واقفان في صالة منزل الدكتور في البحرين.

- ناريمان تضع شريط أغنية عبدالحليم حافظ (أي دمعة حزن).

- تتناول كأس شاي، وتجلس مقابل حسين، في حين يجلس الدكتور علاء وأخته قرب حسين.

- حسين يشرب الشاي، يلمح الصورة التي تجمع د.علاء وموسى.

- ينتبه د.علاء لنظرات حسين.

- د.علاء: كنت بحبه.

- حسين: الله يرحمه.

- د.علاء: أنت الي صورتنا.

- حسين يهز رأسه تأكيدا.

- د.علاء: كنت خايف عليه كتير. شاب قوي البنيه، واثق من نفسه، متشدد في مواقفه.

- حسين: لولاه كان ماعرفت مصيري الآن.

- العمة: الزي يعني؟.

- حسين: هو إلى حملني بعد تعرضي للإصابة وأخذني للدكتور علاء معرضا نفسه، وأخته معاه للاعتقال... (ثم بانكسار) بس أنا خذلته

- د.علاء: (كمن يعرف بالأمور) ما تقولش كده.

- حسين يشرب ما تبقى من الشاي، وينهض.

- ناريمان: أنت مستعجل؟

- حسين: مشكور دكتور على كل شيء، وأنعم الله عليكم.

- د.علاء: أنت في بيتك ياحسين، وحنا كلنا أهلك.

- حسين: أنا استأذن، شكرا ناريمان (وللعمة) شكرا مدام.

- العمة: قولي يا خالتي.

- حسين: شكرا.

- د.علاء: ناريمان حتوصلك للفندق.

- حسين: (تردد قريب من الرفض) لا دكتور.. ما أريد أتعبكم معاي.

- د.علاء: أنا حلفت. خلاص ناريمان توصلك.

- حسين: (موافق بتردد) إلى تأمره يا دكتور.

- حسين يخرج من باب الشقة.

- ناريمان تتناول مفتاح السيارة، يوقفها والدها:

- د.علاء: متنساش بكره نتغدا سوا في مطعم ( يذكر اسم المطعم ).

- ناريمان: حاضر يا بابا.

- تخرج ناريمان.

- قطع -

المشهد 86 - طريق عام - مساء - خارجي:

- حسين في السيارة.

- ناريمان، تدير أغنية أخرى لعبدالحليم حافظ.

- حسين صامت لا يتحدث.

- ناريمان تغلق المسجل.

- ناريمان: أنت متضايق يا حسين.

- حسين: (منتبها)... نعم... لا... لا...

- ناريمان: امال ساكت ليه. أنا صحيح ما شفتك في البحرين، تعرفت على موسى بس..

- حسين: سوري بس مب عارف ليش موسى حضر بقوة وأنا في القاهرة، مع أني لما كنت في لندن، كنت أحاول أنساه، وانسي فقدانه المؤلم. بس أشعر بذنب كبير في حقه... ذنب أنا مسئول عنه.

- ناريمان: لا متقولش كده.. أنت ملكش ذنب في اللي جرى له.. ده قدر ومكتوب يا حسين.

- حسين: ماتدرين بشنهو مرينا فيه.

(صمت طويل)

- ناريمان تبدأ تردد مقطع من أغنية عبدالحليم حافظ بدون اللحن (أي دمعة حزن)

- ناريمان: أقل أيه جاي الزمان يداوينه.. من أيه جاي يا زمان تداوينه. (ثم لحسين) تعتقد يا حسين أن الزمن ممكن يدواي جروحنا.

- حسين لا يعلق.

- ناريمان وحسين في صمتهما.

- تتوقف السيارة عند بوابة فندق هيلتون النيل.

- حسين، يلتفت ناحية ناريمان:

- حسين: شكرا، تعبتك معاي.

- ناريمان: بكره حنخرج أنا وأنت وبابا، ما تنساش.

- حسين: انشاء الله.

- ينزل حسين من السيارة.

- تسير السيارة.

- قطع -

المشهد 87 - غرفة الفندق - ليل - داخلي:

- ينحب حسين بصوت عالٍ لفترة ليست قصيرة.

- ثم يبدأ بالنشيج.

- حسين على الأرض منكفئ على نفسه.

- قطع -

العدد 2383 - الأحد 15 مارس 2009م الموافق 18 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً