العدد 2225 - الأربعاء 08 أكتوبر 2008م الموافق 07 شوال 1429هـ

رحلة صحافية حافلة بالآلام والتجارب والمفاجآت

عبدالباري عطوان في مذكراته «وطن من كلمات»

صدر كتاب جديد في لندن للإعلامي العربي عبدالباري عطوان، يحمل عنوان «وطن من كلمات»، وهو سرد حي لذكريات عبدالباري منذ أيام الرحيل الأولى عن مدينة اسدود جنوب فلسطين المحتلة العام 48 إلى مخيم التشرد في قرية البركة بجوار دير البلح وسط قطاع غزة مرورا بدراسته الجامعية في مصر وانتهاء بعمله الإعلامي المتميز في لندن على مدى الربع قرن الماضي.

كتاب عطوان مذكرات سردية لحياة مليئة بالمعاناة والتجارب، و «وطن من كلمات» هو عنوان يستعيره الكاتب من بيت في قصيدة للشاعر محمود درويش، لكن لا يفوته أن يضع لكتاب مذكراته عنوانا يوجز مضمونه: «رحلة فلسطينية من مخيم اللاجئين إلى الصفحة الأولى». وهو مضمون يصفه عبدالباري، وهو رئيس تحرير صحيفة «القدس العربي» التي تصدر في لندن منذ عشرين عاما، لأحد رفاق المهنة بكلمات موجزة أيضا: «هذه رحلة عمر حافلة بالمصاعب والمفاجآت، بعضها كتبته تلميحا، وبعضها لم أجرؤ على ذكره».

ولأنها رحلة بدأت مصاعبها القاسية بقسوة صقيع الشتاء في مخيم دير البلح، في قطاع غزة، يحرص عطوان على إهداء الكتاب إلى «الأطفال اللاجئين في العالم كله، وخصوصا أطفال المخيمات في فلسطين والمنافي». وفي الوقت نفسه، يحرص الكاتب على أن يخص بالإهداء ايضا الكاتبة الراحلة مي غصوب، إذ «لولا الحاح مي غصوب وإقناعها لما كان لهذا الكتاب أن يصدر».

في 271 صفحة من القطع المتوسط، يسجل عطوان محطات بارزة في رحلته الصعبة من مخيم دير البلح للاجئين الفلسطينيين، في قطاع غزة، إلى المشاركة في صنع الصفحة الأولى لصحف عربية عدة، من «البلاغ» الليبية، إلى «المدينة» السعودية، ثم «الشرق الأوسط» اللندنية، حتى «القدس العربي»، اللندنية حاليا.

المحطة الأخيرة، هي الأبرز. هنا خاض عبدالباري عطوان، خلال التسعة عشر عاما الماضية، تجربة مهنية متميزة، اتسمت بمواقف سياسية حملت الكاتب إلى الخطوط الإعلامية الأمامية للمعارك والمواجهات السياسية، ما أدى بدوره إلى الحضور الملموس، والمثير للجدل، على شاشات فضائيات عربية وعالمية عدة. بيد أن صفحات الكتاب، المتوافر عبر «أمازون دوتكم» أيضا، بكل ما فيها من آلام الرحلة وأحزانها ما قد يدمع العين، فإنها لا تخلو من مواقف ساخرة عرضت لصاحبها ولا يتردد عطوان من عرضها، على نحو ربما ينقل القراء من الدمعة إلى الابتسامة.

«وطن من كلمات» موجه إلى جمهور يقرأ الإنجليزية، لذلك يقول عطوان إن تفاصيل مهمة من مذكراته ستتضمنها النسخة العربية. متى؟ ليس معروفا بعد. التركيز الآن على الطبعة الانجليزية. هناك ثلاث دور نشر عالمية، كندية وفرنسية، وإسبانية، أبدت اهتماما بشراء حقوق النشر. مع ذلك، لا يتوقع عطوان انتشارا عالميا لمذكراته الشخصية، مماثلا لكتابه الأول «أسرار القاعدة»، الصادر بالإنجليزية وعن دار الساقي أيضا، والذي يقول عطوان انه تُرجِم إلى خمس عشرة لغة، صدرت منه في بريطانيا طبعتان بغلاف مقوى وأربع طبعات شعبية، وثلاث طبعات في الولايات المتحدة.

وقال عطوان عن كتاب مذكراته انه «سيرة ليست لتصفية حسابات شخصية لكنها لعذابات العربي»، مضيفا انه مزيج من السيرة الذاتية والتحليل السياسي والأدبي والروائي: «استغل تجربتي السياسية والإعلامية لشرح المرحلة من خلالها».

الغلاف الأخير لكتاب «وطن من كلمات» شهادة من الكاتبة بوللي توينبي تتفق فيها مع تصور الكاتب لما قدمه في كتابه، تقول: «إن هذا التصوير للحياة والأوقات التي عاشها صحافي مميز، يوفر رؤية داخلية للعالم كما يراها شخص ولِد وتربى في معسكر لاجئين فلسطينيين في غزة. إن الصوت الموثوق لعبدالباري عطوان، وكتابته التصويرية الحادة، يعيدان الى الحياة طفولة مليئة بالأحداث وسط صعاب وأحداث مأساة منطقة الشرق الأوسط»

العدد 2225 - الأربعاء 08 أكتوبر 2008م الموافق 07 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً