العدد 1588 - الأربعاء 10 يناير 2007م الموافق 20 ذي الحجة 1427هـ

رايس تقوم بجولة في الشرق الأوسط لكن مع طموحات متواضعة

تتوجه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس نهاية هذا الأسبوع إلى منطقة الشرق الأوسط لإجراء محادثات تتركز خصوصا على النزاع بين «إسرائيل» والفلسطينيين والوضع في العراق لكن طموحاتها تبدو متواضعة.

وذكرت الخارجية الأميركية ان رايس «ستجري مشاورات مع قادة المنطقة وستستكشف سبل مساعدة الأطراف على التقدم باتجاه حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ومتابعة المحادثات بشأن مستقبل العراق وموضوعات إقليمية أخرى». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك «أتوقع أن تخصص هذه الرحلة لإرساء أسس لتحركات مستقبلية محتملة بدلا من عقد اتفاقات محددة».

ومن المقرر أن تغادر رايس غدا (الجمعة) واشنطن في ختام أسبوع حافل يتميز بإعلان إستراتيجية أميركية جديدة في العراق شاركت إلى حد كبير في إعدادها، وبعد اليوم الخميس، مخصص لترويج هذه الخطة أمام الكونغرس. وأعلن ماكورماك ان رايس ستزور «إسرائيل» والأراضي الفلسطينية والأردن ومصر والمملكة العربية السعودية والكويت بين الـ 12 والـ 19 يناير/ كانون الثاني الجاري قبل أن تتوقف في ألمانيا وبريطانيا. وأوضح أن رايس ستحضر أيضا مؤتمر «باريس-3» لدعم لبنان الذي سيعقد بالعاصمة الفرنسية في الـ 25 يناير.

وستتميز المحطة الكويتية باجتماع رايس مع نظرائها في «مجلس التعاون الخليجي زائد 2»، وهي مجموعة البلدان العربية التي تعول عليها الإدارة الأميركية لإحباط النفوذ الإيراني والسوري في المنطقة، كما قال ماكورماك.

ويضم مجلس التعاون الخليجي السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وعمان وقطر والبحرين. وانضمت مصر والأردن إلى هذه المجموعة لتشكيل «مجلس التعاون الخليجي زائد 2» الذي اجتمع مرات عدة مع رايس العام الماضي في نيويورك والقاهرة والرياض والأردن.

وبعيد عودتها ستستقل رايس مجددا الطائرة للتوجه إلى باريس للمشاركة في مؤتمر دولي لمساعدة لبنان من المتوقع أن يعقد على هامشه اجتماع للجنة الرباعية الدولية بشأن الشرق الأوسط التي تضم الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا.

وتأتي هذه الجولة في ظروف صعبة للإدارة الأميركية التي تتعرض لضغوطات كثيفة من المعارضة الديمقراطية التي أصبحت تشكل غالبية في الكونغرس لتغيير السياسة في العراق إذ قتل أكثر من ثلاثة آلاف جندي أميركي منذ العام 2003.

كما أن الولايات المتحدة تتعرض لضغوط من حلفائها العرب والأوروبيين لبذل مزيد من الجهود لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني الذي يعتبر عاملا مهما في عدم الاستقرار في المنطقة بأسرها. ومنذ دعوته العام 2003 إلى إقامة دولة فلسطينية لم يكرس بوش الكثير من الجهود للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني بل ركز جهوده على الحرب في العراق.

وبعد الهزيمة الانتخابية التي مني بها الجمهوريون في نوفمبر/ تشرين الثاني والإعلان الشهر الماضي عن تقرير بيكر الذي يشير إلى رابط وثيق بين العنف في العراق وعدم إحراز تقدم في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وعدت رايس بتكريس «مزيد الجهود» للسلام في الشرق الأوسط. لكنها نبهت في الوقت نفسه إلى أنها لا تنوي التحادث مع أعدائها كما نصحها تقرير بيكر مما يحد من هامش المناورة الدبلوماسية لديها.

فواشنطن لا تقيم أية علاقة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تتولى رئاسة الحكومة الفلسطينية. فضلا عن ذلك فان الولايات المتحدة على غرار الاتحاد الأوروبي تعتبر «حماس» حركة «إرهابية». كذلك لا تتحاور الولايات المتحدة منذ ربع قرن مع إيران وتندد بتأثيرها السلبي في العراق. والتبادل في أدنى مستوياته بين الولايات المتحدة وسورية كما لا يوجد أي اتصال مع حزب الله المقرب من إيران الذي يسعى إلى إطاحة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في بيروت.

أ ف ب

العدد 1588 - الأربعاء 10 يناير 2007م الموافق 20 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً