العدد 1604 - الجمعة 26 يناير 2007م الموافق 07 محرم 1428هـ

البحرين بعد تحررها من اليأس... تواجه عمان الطامحة للإنجاز

في محطة التأهل لنهائي كأس «خليجي 18»

يسعى منتخبنا الوطني لكرة القدم مواصلة تصاعد مستواه واستعادة عافيته حين يلتقي نظيره العماني في الساعة الرابعة وعشر دقائق في نصف نهائي دورة كأس الخليج الثامنة عشرة لكرة القدم المقامة حاليا في العاصمة الإماراتية أبوظبي وتستمر لغاية الثلثاء المقبل.

فعلى استاد آل نهيان بنادي الوحدة سيكون الأحمران على موعد جديد لعبور أحدها للمباراة النهائية في خليجي 18، ما سيدفع المنتخبين لتقديم مباراة قوية وحماسية لن تقبل القسمة على اثنين. ويبحث منتخبنا الوطني في مباراة اليوم لتجنب تكرار ما حصل في نصف نهائي خليجي 17 في الدوحة عندما استطاع المنتخب العماني التفوق على الأحمر والفوز عليه بثلاثة أهداف لهدفين، إذ سيكون الوقوع في الخطأ ممنوعا وعلى لاعبي الأحمر التركيز في المباراة والدخول بروح عالية بعيدة عن التعالي أو الإفراط في الثقة بالنفس. منتخبنا الوطني استطاع الوصول الى الدور نصف النهائي بصعوبة وعبر المجموعة الثانية الحديدية، بعدما احتل الوصافة خلف المنتخب السعودي برصيد 4 نقاط متقدما على المنتخب العراقي بفارق الأهداف فقط، وعلى رغم البداية العسيرة للأحمر في الجولة الأولى وخسارته أمام السعودية ومن ثم استقالة المدرب الألماني هاينز بيتر بريغل وطاقمه المساعد، تمكن المدرب البوسني البديل سناد كريسو بالتعاون مع الجهاز الإداري واللاعبين تغيير صورة المنتخب البحريني في وقت قياسي وعمل خيالي. وعلى رغم الفوز والتأهل لمربع الكبار، فإن ذلك لا يعني علو كعب الأحمر على باقي المنتخبات التي تأهلت للنصف نهائي، وخصوصا المنتخب العماني الذي استعد جيدا لموقعة اليوم السبت وكله أمل وطموح في تعويض ما فاته في نهائي خليجي 17 في الدوحة والظفر هذه المرة بلقبه الخليجي الأول، فقد تمكنت «سامبا» الكرة الخليجية من تصدر مجموعتها الأولى بكل جدارة استحقاق من خلال الحصول على العلامة الكاملة في لقاءاتها الثلاث، ما يجعل المنتخب العماني الرقم الأصعب في المعادلة الخليجية هذه المرة في ضل وجود عدد كبير من المحترفين في صفوفهم والمواهب الكروية القادرة على تغيير الواقع وقلب مجريات اللقاء رأسا على عقب متى أرادت. في الجانب الآخر يتوجب على لاعبي منتخبنا الوطني رمي كل ما مضي خلف ظهورهم والتركيز بشكل تام على لقاء عمان بعيدا عن تمجيد الفوز على المنتخب القطري أو التأهل للدور نصف النهائي، فالقادم بالتأكيد سيكون أصعب ولن يكون هنالك مجال للتعويض، أو البكاء على ما فات فأمل الكرة البحرينية في بطولة خليجية أولى سيكون معلقا على ما سيجري في 90 دقيقة مساء اليوم. في الحقيقة أن كل المتابعين لخليجي 18 أكدوا تطور المنتخب البحريني وتصاعد مستواه من لقاء الى آخر بعد أن استطاع الجهازان الفني والإداري واللاعبون العمل بجد جنبا لجنب لتخطي الانطلاقة غير الموفقة في المرحلة الأولى، في ضل عدم الاستقرار الفني آنذاك بعد استقالة المدرب الألماني هاينز بيتر بريغل وطاقمه في وقت حرج. ومما لا شك فيه هو بعد نظر الاتحاد البحريني لكرة القدم والقائمين عليه حين استعانوا بخدمات مدرب المنتخب الأولمبي البوسني الجنسية سناد كريسو الذي استطاع خلال أيام قليلة ان يوضع بصمته على الأحمر تغيير طريقته لعبه من خلال التوظيف السليم والموفق لمواهب اللاعبين وقدراتهم داخل المستطيل الأخضر ما حقق الاستفادة العظمى منهم. ويسعى كريسو الى فك نحسه وكسر لقب «المدرب الفضي» الذي لازمه خلال السنوات الماضية بعد أن عجز عن تحقيق أي بطولة سواء مع نادي المحرق أو الأهلي في المسابقات المحلية أو مع المنتخب الأولمبي، وتبدو رغبة كريسو جلية هذه المرة في تغيير تلك الصورة في ضل الجدية المتبادلة بينه وبين اللاعبين علاوة عن التفاهم والتواد بينهم.

وبالعودة الى الأحمر في لقاء العنابي، يجب أن نشير بالبنان الى الاكتشاف المذهل والنجم القادم في سماء الكرة البحرينية اللاعب عبدالله عمر، الذي سرق الأضواء في لقاءي العراق وقطر من خلال انطلاقاته الخطيرة في الجهة اليمنى وروحه القتالية العالية في أرض الملعب ورغبته الحقيقية في تقديم كل ما لديه من أجل رفع اسم المملكة عاليا، علاوة عن تألق صخرة الدفاع عبدالله المرزوقي وزميله إبراهيم المشخص اللذين استطاعوا تقليل أخطاءهما الدفاعية بشكل ملحوظ، في حين أثبت العائد محمد حبيل أن قرار استبعاده من صفوف المنتخب كان خاطئا، إضافة لاستمرار عطاء دينامو الأحمر الإيجابي طلال يوسف وتألق بقية النجوم. هذا التألق وذلك الأداء الكبير يجب أن يكون حافزا لتقديم المزيد وإظهار الأفضل أمام المنتخب العماني في نصف النهائي وألا يكون وبالا على الفريق من خلال تسلل الغرور والثقة المفرطة التي لن تفيد المنتخب، أمام فريق عماني قوي استطاع فرض نفسه كأحد أقطاب الكرة الخليجية وبقوة خلال السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي سيجعل مباراة اليوم لقاء من العيار الثقيل الذي لن يقبل أي تهاون أو أخطاء من قبل المنتخبين.

أضف الى ذلك من المفترض أن ينظر مدرب منتخبنا الوطني كريسو بعين فاحصة لكل الأخطاء التي وقع فيها المنتخب في لقاء قطر من أجل تجنبها أمام عمان، كما يتوجب عليه قراءة المنتخب العماني بشكل دقيق لوضع طريقة لعب نتمكن من خلالها استغلال الثغرات ونقاط الضعف في الفريق الخصم للوصول الى شباك حارس مرمى علي الحسبي الذي سيكون سدا منيعا في وجوه لاعبينا. وما تتمناه الجماهير البحرينية اشراك جلاد الحراس حسين علي بيليه في مباراة عمان من أجل تشكيل الخطورة المطلوبة في حال لعبه جنبا لجنب مع علاء حبيل، إذ كان جليا التأثير والفراغ الذي أحدثه غياب بيليه عن المنتخب والذي أثر بشكل سلبي على الفعالية الهجومية للأحمر، كما تتمنى عودة محمد بن سالمين الى تألقه المفقود وتقديم اللاعب الكبير لأدائه المعهود من خلال الدور الكبير والجبار الذي يقوم به سالمين في خط المنتصف في صفوف منتخبنا الوطني.

ومن المتوقع أن يحافظ المدرب البوسني كريسو على التشكيلة ذاتها في لقاء اليوم، إذ مما لا شك فيه مشاركة عبدالرحمن عبدالكريم في حراسة مرمى الأحمر ومن خلفه كل من عبدالله المرزوقي وإبراهيم المشخص كقلبي دفاع، أما في الجهة اليمني فسيدفع بمحمد حبيل واليسرى بفوزي عايش. في خط المنتخب سيكون ضابط الإيقاف والجندي المجهول راشد الدوسري حاضرا إلى جانبه محمد سالمين. في الجهة اليمنى استطاع عبدالله عمر فرض نفسه بقوة في التشكيلة الحمراء أما في اليسرى فمن المتوقع أن يشارك محمود جلال بدلا لسلمان عيسى الذي لم يقدم في خليجي 18 مستواه المعهود، أما في المقدمة فسيلعب طلال يوسف من أمامه القناص علاء حبيل. ومن المنتظر أن يقدم الأحمر عرضا رجوليا وأداء قويا مشابها لذلك الذي ظهر عليه المنتخب في لقاء قطر في الجولة الثالثة والأخيرة من الدور التمهيدي، وتشكل مباراة اليوم مفترق طرق أمام منتخبنا الوطني فهي فرصة ذهبية للوصول الى نهائي الخليج وأخذ القصاص من المنتخب العماني الذي حرمه من التأهل لنهائي خليجي 17. في المقابل لن يكون العمانيون صيدا سهلا أمام نسور الأحمر، وخصوصا بعد الأداء و النتائج التي قدمها العمانيون في الدور التمهيدي وحصدهم للنقاط التسع كاملة من خلال التفوق على البلد المضيف الإمارات ومن ثم الكويت ومن بعدها اليمن. علاوة عن الأداء فإن المنتخب العماني يملك الإمكانات والمواهب الكروية القادرة على تقديم الكثير داخل المستطيل الأخضر، إذ يمثل حارس مرماه لاعب بولتون الانجليزي علي الحسبي مصدر القوة في الفريق من خلال العامل النفسي الذي يشكله على أرض الملعب، إضافة الى رئة المنتخب العماني فوزي بشير الذي يقدم في خليجي 18 أفضل عروضه الكروية وهو في قمة عطائه. ولا يمكن أن نغفل الدور الذي يقوم به الثنائي بدر الميمني وعماد الحوسني في خط هجوم الأحمر العماني من خلال الخبرة التي اكتسبها اللاعبان الشابان بعد احترافهما في دوري النجوم القطري لعدة مواسم. ومن خلف تلك المواهب يكمن سر التفوق العماني في دورة الخليج الثامنة عشرة، إنه المدرب التشيكي ميلان ماتشالا، فهذا الداهية يملك خبرة كبيرة في الملاعب الخليجية من خلال تدريبه للمنتخب الكويتي والسعودي والإماراتي ومن ثم العماني، ما يؤهله لقراءة المباريات بشكل سليم مستفيدا من خبرته الكبيرة في تقييم أداء اللاعب الخليجي ومعرفة نقاط الضعف والقوة فيه. ومن ناحية أخرى يبدو أن حساسية المباراة والشد الذي سيرافقها من خلال لاعبي المنتخبين قد يشكل سدا منيعا أمام المرميين، إذ سيسعى كل مدرب لتأمين مناطقه الخلفية بشكل محكم من ثم التفكير في التقدم وخطف أكبر عدد من الأهداف، هذا الأسلوب إذا ما استمرت عليه المباراة فإنه سيقود الطرفين الى رحمة ركلات الحظ الترجيحية التي حرمت العمانيون في خليجي 17 من لقبهم الأول وأبقت الكأس الخليجية في العاصمة القطرية الدوحة آنذاك.

العدد 1604 - الجمعة 26 يناير 2007م الموافق 07 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً