العدد 1632 - الجمعة 23 فبراير 2007م الموافق 05 صفر 1428هـ

عمل المرأة بجانب أسرتها يساعدها على الابتكار

أشار استطلاع الى ان عمل المرأة بجانب أسرتها يساعدها على الابتكار نتيجة التنامي السريع في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات وانخفاض كلفتها مما ساعد في ظهور أنماط متعددة من العمل عن بعد سواء كان متنقلا أم في المنزل مما وفر الكثير من الجهد والوقت والمال كما تلاشت معه الحواجز الجغرافية والمسافة بين الموظف وعمله. ويساعد تكريس مفهوم العمل عن بعد في توفير فرص عمل الفئات المختلفة ومواجهة أزمة البطالة المنتشرة في أغلب البلدان. المراة من أكثر الفئات المستفيدة من العمل عن بعد بسبب خصوصية التزاماتها الاجتماعية ومسئولياتها المتعددة مما يساعد هذا النوع من العمل على ايجاد التوازن بين واجباتها العائلية وتحقيق الفائدة والربح.

مجال تصميم البرامج

أتاح التقدم في مجال تكنولوجيا المعلومات آفاقا أرحب لعمل المرأة والمشاركة في بناء المجتمع واثبات الذات، تقول (سارة سعيد) مصممة برامج بإحدى الشركات الخاصة: يوفر العمل في مجال التصميم من المنزل الجهد والوقت كما أن وجود المرأة وسط أسرتها يتيح لها الوفاء بالتزاماتها وأعبائها الاجتماعية كما انه فرصة جيدة لإثبات ذاتها وتحقيق طموحاتها وترى أن العمل في مجال تصميم الرامج والانترنت يتناسب مع طبيعة المرأة كما أنه يحقق دخل ماديا مضمونا لأن الكلفة تقاس بعدد الساعات المطلوبة لإنجاز العمل وتقول ان مجال الاتصالات وتكنولوجيات المعلومات وتصميم المواقع من المجالات الحديثة نسبيا في قطاع الأعمال ويحتاج الى موهبة وابتكار وإبداع بالإضافة الى الدراسة العملية والخبرة والمهارة.

تصميم الأزياء والديكور

ولأن طبيعة العمل تستوعب كافة أشكال المهن لذا فإن المرأة قد لاتجد صعوبة في ارتياد آفاق أرحب تمارس من خلالها أنشطتها لتبتكر وتبدع في الأعمال والتصاميم ويعد مجال تصميم الأزياء والديكور من المجالات التي تحتاج الى حس فني وذوق ومهارة يد عالية تقول (نوف عبدالرحمن) صاحبة مشغل نسائي انها تطرقت لهذ المجال بعد أن حققت نجاحات في مجال تصميم الأزياء وتمكنت بمشاركة زميلاتها المتخصصات في هذا المجال من إقامة مشروع يدر عليهن ربحا ويتناسب مع أرهن وبمعاونة الكمبيوتر ومواقع التصميم والأزياء على الأنترنت قمن بتطوير العم وابتكار موديلات جديدة تتناسب مع المرأة السعودية.

وترى أن عمل المرأة في مجال التصميم والديكور يتناسب مع طبيعتها واهتماماتها الفنية ويحتاج الى ذوق وحس فني راق، وتضيف: ان العمل في مجال التصميم والأزياء يتيح لنا كنساء أن نعمل عن بعد في منازلنا في وجود أطفالنا لنتمكن من متابعتهم والقيام على رعايتهم كما أنه يحقق لنا دخلا مرضيا ويوفر احتياجانا.

وتتفق معها ابتسام التي تعمل أيضا في مجال الأزياء وتقول ان دافعهن على رغم حصولهن المؤهل العالي وترى أن عمل المرأة في المنزل يساهم في التوفيق بين متطلباتها واحتياجات الأبناء والأسرة كما انه يوفر الوقت والجهد الذي يبذل في الانتقال الى مكان العمل واستخدام وسائل المواصلات. ولان الحاجة أم الاختراع تقول (مشاعل بخاري) نتيجة لكثرة الأعباء المنزلية وارتفاع كلف المعيشة وعدم قدرة الزوج لوحده على الوفاء بالتزاماتنا واحتياجات الأبناء الكثيرة كما أنني حاصلة على مؤهل متوسط التحقت بدورة الخياطة وقمت بالاطلاع على احدث الموديلات في مجال الأزياء والإكسسوارات الملحقة بنها وصنع حقائب نسائية جميلة من القماش وتزيين الأحذية والحقائب بأشكال مبتكرة تلقى استحسان الكثيرات وقد واجهت صعوبات في البداية لعدم خبرتي ومعرفتي بالسوق، كان لها أثر طيب في عملي وأصبح لدي زبائن من السيدات اللاتي يأتين الي لتصميم الأزياء وابتكار الموديلات وبعون من الله تعالى حققت نجاحات متعددة في مجال التصميم وابتكار موديلات من الملابس والحقائب والإكسسوارات.

دراسات عن العمل عن بعد

يرى (دون جاكسون) في كتابه كيف نجعل العالم مكانا أفضل للمرأة أن هناك 11 مليون أميركي يعملون في المنزل دواما كاملا ويحققون من خلاله ربحا كاملا بينما يحقق 26،6 دخلا إضافيا من أعمال يمارسونها بالمنزل وهذا يعني ان 38 مليون أميركي يحققون كسبا ماديا من عملهم في المنزل.

وفي دراسة عربية لحسين شحاته استاذ المحاسبة بجامعة الأزهر بين فيها أن المراة التي تعمل من بيتها توفر تكلفة الطعام والشراب ما لايقل عن 30 في المئة كما أنها توفر ما لايقل عن 70 في المئة من الدخل التي تحصل عليه ويمكنها ان تحقق دخلا أكثر من مما تحققه الموظفة، إذ بإمكانها ان تحول بيتها الى ورشة عمل إنتاجية في مجالات مختلفة حيث تصنع من وقت فراغها ما يحتاج إليه بيتها ومجتمعها في حين أن التي تعمل خارج المنزل تنفق من دخلها ما لايقل عن 40 في المئة في وسائل الانتقال، وتؤكد إحدى الدراسات من مزايا العمل عن بعد للفرد انها تنعكس عليه في زيادة درجة الاستقلالية وتجنب العوامل غير المحفزة للعمل مثل العلاقة المباشرة مع الرئيس في العمل ما يحدث تصادما فضلا عن تسهيل عملية تنظيم الوقت وخلق بيئة عمل أفضل وتقليل عملية الانتقال مما يساعد على خفض الكلفة والضغط العصبي كما يحقق التوازن بين العمل وأوقات الفراغ وزيادة الوقت المخصص للمنزل والأسرة ويوفر فرص عمل لساكني الأماكن البعيدة والنائية دون الانتقال المادي وكذلك يرفع إنتاجية العاملين ويقدم أسلوبا مناسبا للتركيز على نتيجة العمل أكثر من اسلوب الأداء اما العيوب فمنها قلة الدعم للتطوير الشخصي والتداخل بين وقت العمل وأوقات الفراغ وصعوبة تطبيق نظم التأمينات الاجتماعية والعلاقة التعاقدية بين الفرد والمؤسسة ومن مميزات هذا النظام للمجتمع ان العمل عن بعد يساهم في تحقيق التوازن في الوظائف بين المناطق الجغرافية وإتاحة المزيد من اللامركزية لاداء المهمات المختلفة والتقليل من استهلاك السيارات والازدحام المروري وتواجد الموظفين في مواقع أقرب الى الفئات المستهدفة كما ان تواجد المرأة لفترة أطول مع أبنائها يساهم في تحقيق النمو السليم.

العدد 1632 - الجمعة 23 فبراير 2007م الموافق 05 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً