العدد 1833 - الأربعاء 12 سبتمبر 2007م الموافق 29 شعبان 1428هـ

علي الغوينم: رسائلي مفتوحـــــــــة للمشاهد والسر في «السر»

في عرضه «رسائل الشـــــرقي وأيـــامه» الذي تنـــــــــــاول حقبة الحكم العثماني للأحساء

السر في «السر»، إذ يتحول لحالة من السلطة القاتلة والهوس المحكوم بالخوف والترقب، هكذا يخرج الشرقي - الكاتب الوحيد في العهد العثماني في الإحساء - من حال الصمت والإنزواء ليكون «الحدث» الأهم، حين يصدر الوالي العثماني أمره بإيقافه عن الكتابة، بسبب شروعه في تعليم الاهالي.

في زهاء الساعة ويزيد، قدمت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون - فرع الاحساء عرضها «رسائل الشرقي وأيامه». تميز العرض ببساطته، وبمحاولته خلق مساحة من التوازن بين العرض المسرحي الكلاسيكي والعرض التجريبي، هذه المنطقة المتوسطة هي الزاوية التي اعتمد عليها مستوى التلقي للعرض. بين من أفرط في الإستمتاع بالمشاهد الكوميدية وبين من أزعجته المؤثرات - خارج حدود النص - عن الإنهماك بحثا في المعنى.

مخرج المسرحية علي الغوينم أكد في حديث خاص لـ «الوسط» قبل العرض أن المسرحية تتناول تلك الحقبة الزمنية التي عاشتها منطقة الأحساء تحت الحكم العثماني، وأن العرض يحاول تسليط الضوء - عبر شخصية كاتب الدولة الوحيد (الشرقي) - على مجمل الأوضاع الاجتماعية للمنطقة، الغوينم أكد أن «الديكور» هو أحد أبطال العمل، وأن الرسائل التي تختبئ خلف العرض هي رسائل مفتوحة للمشاهد، يفهمها من الزاوية التي يختارها هو.

أما عن شخصية «ابو محمد» أو الحكيم، فقد اعتبرها المخرج صورة «الأمل» والتنبؤ بالمستقبل السعيد، رافضا تصويرها بالبعد الرسالي أو التوجيهي في المسرح.

شخصية الشرقي - لعب دورها الفنان نوح الجمعان - كانت موفقة في تموضعها المسرحي عموما، وما خلا أن الدراما الانقلابية في الدور لم تأخذ مساحتها في النص كانت مجمل التقلبات في الدور موفقة، الأدوار المساندة في العرض كانت مؤثرة، ومساحات النص كانت مفتوحة وساعدت كثيرا في إتمام الأدوار، خصوصا بالنسبة للفنان فيصل المحسن.

كانت أهم سلبيات العرض هو الاقتباسات الموسيقية، وبعض الأخطاء اللغوية من بعض الممثلين، أما الذي عاب على شخصية «الرواة» هو القطع المنهجي بين الرواية النصية من جهة، والمشاهد من جهة أخرى. كان النص الروائي عن الشرقي أقوى في مضامينه من بنية النص المسرحي، ولعل متطلبات «الرقابة» من جهة، ومتطلبات تقديم عرض لجمهور عام من جهة أخرى، السبب الرئيسي في ذلك.

المسرحية من تأليف عبدالرحمن المريخي، أما إعدادهاالمسرحي فقد كان لسامي الجمعان. وشارك فيها كل من الفنانين نوح الجمعان، إبراهيم الخميس، فيصل المحسن، سلطان النوه، منصور الذكر الله، ماجد النويس، ميثم الرزق، علي الشويفعي، سليمان العرجاني، وعبدالرحمن أحمد الحمد.

العدد 1833 - الأربعاء 12 سبتمبر 2007م الموافق 29 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً