لشهر رمضان في البحرين دلالاته الروحية والاجتماعية والدينية والتراثية فيكون الاحتفال بالنصف من شهر رمضان فيما يعرف بـ (القرقاعون) أحد أبرز المناسبات، ولا تقتصر مظاهر الاحتفال بليالي الشهر الكريم بأوائل أيامه فحسب وإنما تمتد لتطال (أيام الوداع). وهي الليالي التي تسبق ليلة عيد الفطر.

المسحراتي (و) المجالس الرمضانية والخيم الرمضانية (ومجالس الذكر وتلاوة القرآن، والليل الطويل المفعم بروح الابتهاج والألفة بين الناس كلّها مكاسب اجتماعية كانت ولاتزال تعطي رونقا لهذا الشهر الفضيل في تعزيز حالة التواصل الاجتماعي بين الناس وإذكاء روح المودة والألفة والتسامح بينهم.

مع بداية الإفطار يتم في أكثر الأحيان التجمع في المسجد وتقام فيه مائدة الإفطار التي يتجمّع عليها جميع الرجال الذين يحضرون المسجد للصلاة، إذ يأتي بعض البيوت بالإفطار لتلك المائدة التي غالبا ما تشتمل على التمر والماء واللبن والقهوة وبعض الحلويات.

سهرات ترويحية

في معظم الأحيان يتم التجمع بين الناس كلّ على شاكلته فمنهم من يتجمع للعبادة وقراءة القرآن (الختمات)، ومنهم من يتجمع في لقاءات عائلية وصلات للأرحام والبعض يتجمعون في سهرات ترويحية وترفيهية منها المسابقات الثقافية والرياضية والاجتماعية والمحاضرات الهادفة وإقامة الدورات الرياضية.

ولعلّ أبرز ما يميز رمضان في البحرين هي تلك المجالس التي يفتحها الرجال في بيوتهم ويقومون بدعوة الأقارب والجيران والأصدقاء والزائرين للتجمع.

ومن أبرز المظاهر الرمضانية في البحرين انتشار الخيم الرمضانية التي يجتمع فيها الأقارب والأصدقاء للسمر والترفية كما تتنافس الفنادق والمطاعم على إقامة الخيام الرمضانية التي تقدم فيها مختلف الأصناف الشعبية والشرقية والغربية وتشكل ملتقيات لعائلات المواطنين والمقيمين.

وجبة الإفطار

غالبا يتم تناول وجبة الإفطار بعد الصلاة مباشرة، إذ يجتمع الأهل في (سفرة) جماعية لتناول وجبة الإفطار، وتتكون الوجبة من مختلف الأكلات الشعبية والتي من أهمها (الثريد، الهريس والمضروبة)، كذلك الزلابية المقلية والعسلية.

العبادة... ثم السوالف

تستغل غالبية أوقات شهر رمضان في العبادة وقراءة القرآن الكريم ويجتمع الأهل والجيران على مائدة واحدة ويتبادلون أطراف الأحاديث والسوالف الرمضانية ومن ثم يذهبون لتأدية الصلاة، وأهم ما يميز رمضان الحاضر عن الماضي إقامة مسابقات مختلفة ومحاضرات وندوات دينية لم تكن موجودة في الماضي بينما كانت هناك الألعاب الشعبية الجميلة وكان الناس في معظم أوقاتهم يحرصون على تدريس وتحفيظ أبنائهم القرآن الكريم في المنازل.

إنّ من أهم الأشياء التي يحرص عليها البحريني وعلى وجودها في رمضان القمح والأرز والتمور وأهم الأطباق على المائدة تكون الشوربة والهريس وأشهر الأكلات في الفطور (الثريد) وهو عبارة عن الخبز مع اللحم بينما جاءت بعض المأكولات العربية الجميلة مثل اللقيمات والمكسرات والبسبوسة والسمبوسة وغيرها، إذ يتجمع الأهل والأصدقاء والجيران لتناول تلك الأكلات من خلال الجلسات (الغبقات) الجميلة التي تجمع فيما بين الناس.

زيارة الأهل وصلة الرحم

في شهر رمضان عادة تكثر زيارة الأهل والأقارب والسهر في تبادل الأحاديث حتى منتصف الليل، وحاليا يبدأ الناس بالتجمع في القهاوي الشعبية أو في الكوفي شوب.

المسحراتي

المسحراتي يمثل أحد أبرز معالم الشهر الكريم، إذ يحمل المسحراتي (الطبل) ويمر في وسط القرية يصدر صوتا عاليا يضرب عصا على طبلة ليوقظ النائمين للسحور وقد يكون أحيانا ينتقل على رجله أو راكبا على الدابة (الحمار أو البعير) إذ كان المسحراتي يتجوّل في الطرقات ويدق بطبله وهو يردد بصوته المسموع:

أصحى يا نايم

وأذكر ربّك الدايم

وقد كان الخبز مع الحليب والتمر مع الماء المادة الأساسية التي يتسحّر بها البحريني أيام زمان.

القرقاعون

يكون الاحتفال به في ليلة النصف من شهر رمضان وهو يعتبر عادة خاصة بالأطفال تسمى (القرقاعون)، إذ يدور الأطفال على البيوت وهم يرددون أناشيد معينة ويدقون على الأبواب ليحصلوا من خلال تجوالهم على الحلوى والمكسرات، ويغني الأطفال قبل الدخول إلى المنزل (طبعا هي تختلف من منطقة إلى أخرى):

عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم

يا مكة يالمعمورة يا أم السلاسل والذهب يا نورة

قدوع العيد

ويستعد الصائمون في الأسبوع الأخير من شهر رمضان لاستقبال عيد الفطر بالملابس الجديدة وصناعة الحلوى لتقديمها لضيوفهم يوم العيد المبارك.

في يوم العيد يطوف الأطفال من بيت إلى آخر في القرية ويؤدون بصوت واحد: عيدكم مبارك... عساكم من عوّاده.