العدد 1896 - الأربعاء 14 نوفمبر 2007م الموافق 04 ذي القعدة 1428هـ

أنا والأميركان

يتضمن هذا الكتاب لإبراهيم عبدين بعضا من ذكريات مراسل إذاعي عمل بإذاعة صوت أميركا لنحو سبعة وعشرين عاما، وهو يبدؤها من سنوات عمله بوكالة أنباء الشرق الأوسط مراسلا حربيا على جبهة القتال أيام حرب الاستنزاف، وخصوصا في مدينة السويس، وبعض ما حققه من إنجازات هي بمثابة سبق صحافي، بالإضافة إلى مقالات رأي سجّلها في الكتاب حول موضوعات عامّة، وقسم يتحّدث فيه عن شخصيات أثرت في حياته وفي مسيرته الصحافية والإذاعية، بينهم جلال الدين الحمامصي ونجيب محفوظ والفنان التشكيلي حامد سعيد والمثال الرائد محمود مختار وزعيم حركة حماس الفلسطيني الثائر الشيخ أحمد ياسين الذي اغتيل بيد الغدر الصهيونية.

ويلفت النظر فيما كتبه عن تجربته في إذاعة صوت أميركا، تلك المواقف التي التزم فيها أقصى درجات الحسم مع رؤسائه الأميركيين، والتي وضع فيها دائما استقالته في كفة والمساس بكرامته المهنية والإنسانية في كفة الميزان الأخرى، وفي واحدة من أصعب هذه الأزمات، طلب أحد نواب رئيس إذاعة صوت أميركا الاستغناء عن بعض العاملين بالقسم العربي بالقاهرة، فرفض المؤلف بصرامة وهدد بتقديم استقالته إذا ما تم الاستغناء عن هؤلاء العاملين الذين يعملون تحت رئاسته والذي يفترض أنْ تتم استشارته قبل اتخاذ أيّ إجراء بشأنهم، وحين رفض رئيس المكتب استلام رد المؤلف الذي يتضمن هذا المعني مكتوبا، أرسل نسخا منه إلى رئيس إذاعة صوت أميركا مباشرة وإلى السفارة الأميركية بالقاهرة، وهو ما سبب انزعاجا شديدا في مقر الإذاعة بواشنطن وفي وزارة الخارجية الأميركية ذاتها، وقرر رئيس الإذاعة تشكيل وفد علي مستوي رفيع لبحث القضية علي الطبيعة، وسعي هذا الوفد إلى إثبات أيّ تعقيد إداري أو مهني أو مالي ارتكبه المؤلّف، إلاّ أنه فشل تماما في ذلك، فعاد الوفد إلى واشنطن وقد سجّل الملاحظات كلّها؛ ليتم اتخاذ قرار بشأنها، فماذا كان القرار؟

تم استرضاء العاملين الذين كان مطلوبا الاستغناء عنهم ورفع رواتبهم، أمّا المؤلّف فقد عوقب علي موقفه بسحب الاختصاصات الإدارية كافة منه، وتعيين مدير إداري يتولى هذه الاختصاصات، وهكذا تم إقصاؤه عن كلّ ما يخص العاملين المصريين، كما تم تجميد وضعه بما يحرمه من أية ترقية استثنائية، يقول المؤلف: كنتُ في علاقتي مع جميع الأميركيين الذين عملتُ معهم أضع كرامتي فوق كلّ شيء وقبل أيّ شيء، وكلّهم كان يحسب حسابه عند الحديث معي، كنتُ في مواجهتهم قويا لا أخشي شيئا واعتمدتُ في ذلك على الله سبحانه وتعالي وعنصرين مهمين: أنني كنتُ أحبّ عملي وأقوم به على أفضل صورة، وثانيا: نظافة اليد والدقة في الحساب وفي الميزانيات.

إبراهيم عابدين القاهرة: المؤلف، 2007، 508 صفحات

العدد 1896 - الأربعاء 14 نوفمبر 2007م الموافق 04 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً