العدد 1898 - الجمعة 16 نوفمبر 2007م الموافق 06 ذي القعدة 1428هـ

تحالف استراتيجي لتمكين المرأة البحرينية اقتصاديا

«النموذج البحريني» حقق ثروة لسيدات بملايين الدنانير

دخلت مؤسسات محلية ومنظمات عالمية في تحالف استراتيجي لتأسيس مركز لتمكين المرأة البحرينية اقتصاديا، وسيعمل المركز وفق برنامج تنمية رواد الأعمال وتنمية المؤسسات الصغيرة المعروف بـ «النموذج البحريني» بعدما حقق نجاحا، استطاع من خلاله أكثر من 40 رائد عمل من ضمنهم سيدات تحقيق ثروة تقدر بملايين الدنانير خلال سنتين من بدء مشروعاتهم الصغيرة برأس مال لا يتجاوز خمسة آلاف دينار.

وسيحمل المركز الذي سيتم تأسيسه في مملكة البحرين اسم «المركز الأول لتنمية مقدرات المرأة اقتصاديا»، بالتعاون بين كل من المجلس الأعلى للمرأة وبنك البحرين للتنمية وبدعم من برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية «الاجفند»، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيود».

والمركز يأخذ فكرة حاضنات الأعمال لتنمية المؤسسات التجارية والصناعية الناشئة، والتي تساهم في مضاعفة نسبة نجاح المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى 80 في المئة، وهي ضرورية لمواجهة التحديات التي تهدد المشروعات الناشئة بالفشل من خلال زيادة نسبة فرص نجاح المشروع وتدريب وتأهيل الكوادر البشرية القائمة عليه وتقديم الدعم والمساعدات اللازمة لإنشاء المشروع وخصوصا في ظل المنافسة العالمية الشرسة.

وجاءت مبادرة إنشاء المركز لإعطاء مزيد من الفرص أمام السيدات لتأسيس مشروعاتهم الخاصة، ومحاولة تقليل الخسائر المادية والبشرية من احتمال انهيار المشروعات وزيادة نسبة النجاح، وهو ما يؤكده رئيس «الاجفند» الأمير طلال بن عبدالعزيز في قوله: «المرأة العربية لا تقل أهمية، من ناحية مواهبها واستعدادها لتقبل الأفكار الإيجابية، عن نظيرتها في المجتمعات المتقدمة، إلا أنها لم تعطَ الفرصة الكافية».

وكذلك يؤكد رئيس مجلس إدارة بنك البحرين للتنمية الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة في قوله: «إن المرأة قادرة على النهوض والتطوير إذا قدمت إليها الفرصة والدعم المناسبين سواء الحكومي أو الخاص».

وسيوفر المركز مجموعة من الخدمات والمزايا الشاملة لسيدات الأعمال اللاتي يدرن مشروعات صغيرة ومتوسطة، مثل خدمات استشارية لدراسة فكرة المشروع، خدمات فنية وتكنولوجية، خدمات تدريب متخصص، خدمات سكرتارية وإدارية، خدمات ومتابعة مالية متخصصة للمشروع إلى جانب الكثير من الخدمات.

وقال مصدر: «إن المركز يتضمن كذلك إقامة معارض، تستطيع من خلالها سيدات الإعمال عرض منتجاتهن وتسويقها والترويج لها إلى جانب إقامة دورات متخصصة كعمل ندوة عن كيفية الاستفادة من التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية، وكيفية مواجهة التحديات، وكيفية اقتناص الفرص الاستثمارية وغيرها من الأمور».

وأكد أن المركز سيساعد على تنشيط التفاعل التجاري بين سيدات الأعمال وفتح آفاق أوسع للتبادل التجاري وتعزيز نشاط سيدات الأعمال الاقتصادي في المملكة. ويتوقع أن يساهم المركز في تفعيل الفعاليات الاقتصادية التي ستجمع سيدات الأعمال لتعزيز العلاقات الاقتصادية ومناقشة الفرص الاستثمارية التي يمكن أن تدخل فيها سيدات الأعمال.

ويتوقع أن يخلق مركز الحاضنات لسيدات الأعمال بنية تحتية لتنمية المرأة اقتصاديا عبر تشجيع إقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة جديدة في مملكة البحرين في المجالات الصناعية والخدمية وتحسين كفاءة أداء العمل في المشروعات الصغيرة والمتوسطة الحالية وزيادة روح الابتكار والإبداع لدى سيدات الأعمال وخلق علاقة راسخة بين المؤسسات الصناعية الكبرى والمشروعات الصغيرة ومساعدة المشروعات الجديدة على النمو بوتيرة متسارعة إلى جانب خلق مزيد من فرص العمل للمرأة البحرينية.

وسيتم منح السيدات الراغبات في تأسيس مشروعات خاصة قروضا مالية من دون ضمانات من خلال بنك «الإبداع» الذي مازال في أروقة مصرف البحرين المركز للحصول على الترخيص الرسمي.

ويبلغ رأس مال بنك «الإبداع» خمسة ملايين دولار، وهو مملوك إلى منظمة «أجفند» بنسبة 20 في المئة، وبنك البحرين للتنمية بنسبة 20 في المئة، وسيدات أعمال بنسبة 10 في المئة.

وتوقع رئيس مجلس إدارة بنك البحرين للتنمية الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة أن يقدم بنك «الإبداع» في أول سنة من بدء عمله حلولا تمويلية إلى ألف أو1500 سيدة ترغب في دخول عالم الأعمال.

وكذلك قال الشيخ إبراهيم: «إن بنك التنمية سيقدم دعما ماليا أكبر إلى السيدات التي تحتاج إلى قروض أعلى من الحاجز الذي يقدمه بنك الإبداع». مؤكدا أن الأدوار بين المصرفين مكملة إلى بعض بعضا.

وسيطبق (مركز تمكين المرأة اقتصاديا)، برنامج تدريب وتنمية رواد الأعمال وإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الذي يعرف بالنموذج البحريني، وخصوصا بعدما استطاعت سيدات منهم هدى جناح، تحقيق ثروة تقدر بالملايين من خلال النموذج البحريني.

ويتكون «النموذج البحريني» من أربع مراحل هي: التدريب والتأهيل، تقديم المشورة والربط التكنولوجي، الربط المالي، الاحتضان، وتسمى المراحل الثلاث الأولى «ما قبل الاستثمار»، والمرحلة الرابعة «ما بعد الاستثمار».

وتقوم المرحلة الأولى على تدريب رواد الأعمال على أسس نظرية واعتقادات من خلال خبرة تاريخية بأن رواد الأعمال لم يولدوا فقط بل يمكن تدريبهم وتطويرهم، إذ إن الكثير من الأفراد لا يملكون مهارات رواد الأعمال لكن الرغبة في إنشاء عمل جديد أو الظهور في شكل مميز والعمل عبر الاختبارات السلوكية والذهنية التي يمكن تدريبهم عليها ليصبحوا رواد أعمال.

وتهدف مرحلة تدريب رواد الأعمال إلى تنمية مهارات المشاركين ومنحهم الثقة بالنفس لإنشاء مشروعاتهم الخاصة وتزويدهم بالمهارات والمعرفة بالأمور المالية والتقنية والإدارية والمعلومات، كما تعرفهم بطريقة الحصول على أفكار المشروعات وتحليل المدخلات والمخرجات، وكل ذلك يمكنهم من تطبيق المشروع، علاوة على استخدام الموارد المالية والتقنية المناسبة لإنجاحه والتمكن من إدارته ومواجهة مشكلاته والتغلب عليها بنجاح.

أما المشورة والربط التكنولوجي وهي المرحلة الثانية من البرنامج فتهدف إلى المساعدة على البدء في المشروع، وتم تصميمها على أساس احتياجات رواد الأعمال، وتتم مساعدة المتدربين على وضع تصور لأفكار مشروعاتهم وتوفير المعلومات بغرض البدء في إعداد خطة للمشروع بالإضافة إلى المساعدة في الاختيار التكنولوجي وعقد شركات مع المستثمرين الأجانب من خلال شبكة مكاتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابعة لـ «اليونيدو».

وتقدم «اليونيدو» الخبرات التي لا تتوافر في البحرين وإنشاء شبكة واسعة تحوي الكثير من الخبراء والمختصين في المجالات الصناعية المختلفة، ويضيف تعدد الدول التي ينتمي إليها الخبراء ميزة أكبر سيستفيد منها الحاصلون على المشورة، بدل الارتهان إلى مستشار واحد في ظل اختلاف الصناعات والأعمال، وإعطاء فكرة واضحة عن كيفية الحصول على فرصة المشروع، وعمل دراسة للسوق ومتطلباتها وجمع وتحليل المعلومات، والمساعدة في البحث عن المعلومات التكنولوجية المتخصصة إضافة إلى تسهيل عملية التبادل التكنولوجي.

وتأتي عملية الربط المالي كمرحلة ثالثة للبدء في خطوات فعلية للمشروع، يتم فيها إقراض المشاركين من المؤسسات المالية، ويكون المشروع وسيطا بين صاحب المشروع والمؤسسة المالية.

ويبدأ الاحتضان كمرحلة رابعة لعمليات الإنتاج الفعلية في الحيز المكاني أو الوحدة التي حصل عليها الرواد من مركز الحاضنات الصناعية المعدة، إذ يقوم فريق العمل بالحاضنة بتقديم الدعم اللازم سواء في عمليات التجهيز وتوظيف العمالة أو عمليات التشغيل التجريبي والفعلي للمشروع، إضافة إلى خدمات السكرتارية والإدارة والتسويق.

العدد 1898 - الجمعة 16 نوفمبر 2007م الموافق 06 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً