العدد 1927 - السبت 15 ديسمبر 2007م الموافق 05 ذي الحجة 1428هـ

المرأة البحرينية... تحديات حقيقية وطموحات لا تقف عند سقف

رغم ما حققته المرأة البحرينية من مكاسب وخطوات على صعيد الإبداع والتميز وتحقيق الذات إلا أن هنالك الكثير من التحديات التي تسعى المرأة البحرينية إلى تجاوزها والحدّ من آثارها من خلال العمل المشترك والدؤوب لتحقيق ما لم يتحقق إلى الآنَ ولاسيما أنها باتت تمتلك الأدوات التي تساعدها على تعزيز مشاركتها في مختلف ميادين العمل النسائي.

ولقد كان العام 2007م بالنسبة للمرأة البحرينية عاما حافلا بالكثير من الإنجازات أبرزها إطلاق أوّل مركز من نوعه لتنمية مقدرات المرأة اقتصاديا في مملكة البحرين وهو الأوّل من نوعه في المنطقة العربية وذلك بالتعاون بين المجلس الأعلى للمرأة وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمة الأمم المتحدة الإنمائية « الأجفند « ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية « اليونيدو « وبنك البحرين للتنمية ويهدف الى تقديم الدعم والمساندة للمرأة من خلال آليات النموذج البحريني العربي لرواد الأعمال التي تتضمن التدريب لتنمية القدرات الادارية وتقديم المشورة حول خطط العمل والربط التكنولوجي بالاضافة الى الربط المالي عبر اليات التمويل ومن ثم الاحتضان داخليا أو خارجيا.

كما تم ترشيح أربع سيدات بحرينيات لنيل جائزة نوبل للسلام هنّ رئيسة جمعية الطفل والأمومة الشيخة لولوة بنت محمد ال خليفة تقديرا لعطائها البارز في دعم قضايا المرأة البحرينية ودفاعها عنها لنيل كامل حقوقها منذ بدء مسيرة العمل النسائي ولكونها رائدة من رائدات البحرين المتميزات كما تم ترشيح ثلاث شخصيات نسائية بحرينية ذوات الخبرة والعطاء في المجال النسائي وهنّ سبيكة النجار و منيرة فخرو و شيخة العريض تقديرا لدورهنّ البارز في خدمة قضايا المرأة والأسرة والمجتمع.

كذلك حصلت جمعية البحرين النسائية على منصب استشاري في الأمم المتحدة وتعد هذه الخطوة تتويجا لمسيرة العمل التطوعي بالبحرين.

ورغم هذه النجاحات التي حققتها المرأة البحرينية إلا أن هناك عقبات تعترض طريقها وفي محاولة من وكالة أنباء البحرين للتعرف على هذه العقبات استطلعت آراء عدد من الشخصيات النسائية فمن جهتها قالت أفنان الزياني سيدة أعمال أن العام 2007 تحققت فيه الكثيرمن الإنجازات للمرأة إذ امتاز بمواصلة المرأة لنشاطاتها بدءا بالمشروع الإصلاحي لجلالة الملك حيث كفل الميثاق حق المرأة بكل نصوصه كما تم تعيين قاضية في المحكمة الدستورية هي ضحى الزياني إلى جانب أن هذا العام شهد تفوق الفتيات البحرينيات في مجال الرياضة وحصلن على الكثير من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في الرياضات العالمية وهذا بحد ذاته يعطي للمرأة والفتاة البحرينية التميز عن مثيلاتها في دول المنطقة وتنفرد به البحرينية مشيرة إلى أن أوجه التميز قد تعددت في تفوق المرأة إذ قطعت المرأة شوطا كبيرا في التمكين السياسي وتلاه التمكين الاقتصادي ليصبح المدخل الى تمكين المرأة ويمنحها الحرية الكاملة في اتخاذ القرار ولا يجعلها منطوية على نفسها ويزيد ثقتها بنفسها.

وأضافت أن المجلس الأعلى للمرأة قد حفظ حقوق المرأة ودشن ثلاثة محاور ضمن الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالمرأة ومنها التمكين الاقتصادي ، والمرأة واتخاذ القرار ، و الاستقرار الأسرى ، لافتة إلى إصلاح سوق العمل الذي يركز على دور سيدات الأعمال عبر رفع نسبة مشاركة المرأة الى 40 بالمئة من القوى العاملة حيث تشير آخر دراسة إلى أن مشاركة المرأة بلغت 33 بالمئة هذا العام وفي عام 2006 بلغت 68ر31 بالمئة أي انه حقق زيادة عن العالم الماضي 0 وقالت إنه بالرغم من تحقيق هذه الإنجازات المشرفة الى انه مازالت هناك بعض النواقص فيما يتعلق بمظاهر التمييز وما يتعلق بقانون الأحوال الشخصية مطالبة بمزيد من التحرك للحصول الى فرص أكبر في الابتعاث وزيادة فرص التدريب للمرأة والترشيح. ومن جانبها أكد فوزية الخاجة رئيسة جمعية أوال النسائية إن المرأة في البحرين هي التي أسست الجمعيات التطوعية منذ الخمسينات وقدمت العمل التطوعي قبل أن يكون هناك اهتمام في البلاد تلك الفترة بهذه الأمور ومؤخرا بدأت المرأة تعمل لتحقيق ذاتها ومكانتها في المجتمع فعملت جاهدة على تمكين المرأة. وأعربت الخاجة عن اعتقادها بان للمرأة دور كبير فيما يتعلق بالعمل الخيري والتطوعي في البلاد مشيرة إلى أن المرأة بدأت بعد ذلك بعمل مشروع المايكروستات ومارست الأعمال الاقتصادية من منزلها، مطالبة بان يكون هناك اهتمام اكثر بالمرأة حيث تحتاج الى ثقة أكبر من المجتمع لتمارس دورها السياسي في البلاد.

وأضافت رئيسة جمعية أوال النسائية أن المرأة تطمح إلى أن يكون لها مجال أوسع مما هو عليه الآن وان تكون جنبا الى جنب الرجل في العمل السياسي في الجوانب الأخرى مثل: الإسكان والتربية وأن تتساوى مع الرجل في هذه المجالات.

وأكدت أن المجلس الأعلى للمرأة لم يألو جهدا في مسالة تمكين المرأة مشيرة في هذا الصدد الى مبادرة المجلس خاصة بتمكين المرأة سياسيا معربة عن أملها في ان تحقق المرأة المزيد من التقدم خلال السنوات القادمة. ومن جهتها ذكرت هناء المحروس - صحافية - أن المرأة البحرينية استطاعت أن تتقلد الكثير من المناصب في البلاد ومنها المراكز السياسية ومناصب صنع القرار ومجلس الشورى لافتة الى أنّ زيادة عدد النساء في مجلس الشورى يؤكد ثقة القيادة السياسية بقدراتها وإمكاناتها.

وقالت المحروس إنه بالرغم من أن المرأة حققت نجاحات وتقلدت الكثير من المناصب السياسية في البلاد الا أنها لم تحصل على قانون الأحوال الشخصية ولم تصدر قرارات بحق المرأة المتزوجة من أجنبي الى جانب أن قوانين الإسكان في حق المرأة المتزوجة من أجنبي لا يحق لها الحصول على منزل في حالة الطلاق بالرغم من حاجة المرأة لحضانة أبنائها وتوفير المسكن المناسب في ظل غياب الرجل سواء لحالة الوفاة أو الطلاق، مطالبة بضرورة النظر في هذه المسائل التي تقلل من حق المرأة في المجتمع.

وأعربت عن أملها في أن ينظر بعين الاعتبار الى المرأة المتزوجة من أجنبي وأن تعطى الحقوق الأسرية أولويات اكبر مما هي الآن لكي يتحقق الاستقرار الأسري، مطالبة وزارة التنمية الاجتماعية بأن تفعل دور المكاتب الأسرية في المحاكم 0 وأوضحت أن المرأة في البحرين استطاعت وبجدارة أن تصل للعديد من المناصب في البلاد والذي يؤكد بالفعل ثقة القيادة بدورها الفاعل جنبا الى جنب الرجل، داعية البرلمان إلى أن يلعب دورا أكبر لتغيير بعض القوانين التي ترى أنه مجحفة بحق المرأة 0 ومن جانبها قالت الدكتورة وجيهة البحارنة رئيسة جمعية البحرين النسائية ان المرأة في مملكة البحرين حققت قفزات نوعية كبيرة في المجالات ورغم ذلك فانها على المستوى الرسمي لازالت تمثل نسبة قليلة بالنسبة لعدد الرجال فيما يتعلق المناصب القيادية متمنية ألا يكون تعيين المرأة في هذه المراكز والمناصب من أجل التجميل الرمزي بل يكون حقيقة تشمل كافة المناصب في قطاعات المجتمع 0 وأضافت أنه فيما يتعلق بالمستوى المجتمعي فإن المرأة لا تزال تحتاج الى دفعة اكبر من الموجود حاليا وخاصة فيما يتعلق بالقوانين التمييزية وخصوصا فيما يتعلق بالجنسية حيث ان الرجل البحريني في حالة زواجه من أجنبية يمنح أبناءه الجنسية اما المرأة المتزوجة من أجنبي لا تستطيع ان تمنح أبناءها هذا الحق بالرغم من قانون ودستور مملكة البحرين واضحا في المساواة بين الرجل والمرأة في هذه الجوانب.

ولاشك أن مناخ الديمقراطية الذي تحقق في عهد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى ومشروع جلالته الاصلاحي أعطى للمرأة دفعة قوية للأمام على الساحتين المحلية والعالمية بحيث جعلها تتقلد الكثير من المناصب القيادية سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي وتصبح رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة الواحدة والستين مما كان له الأثر العظيم في تقدم ونمو وازدهار البلاد بل وأصبحت الكثير من الدول العربية والخليجية تخطو الخطوات التي خطتها مملكة البحرين فيما يتعلق بأوضاع المرأة وإن كان ذلك لا يمنع من أن نحلم بأن يكون للمرأة دور أكبر في المناصب القيادية والسياسية في البلاد وخصوصا تلك المراكز التي تتعلق مباشرة بأوضاع المرأة حيث إنها تكون أقرب لمشاكلها وأقدرعلى حلها.

العدد 1927 - السبت 15 ديسمبر 2007م الموافق 05 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً