العدد 1927 - السبت 15 ديسمبر 2007م الموافق 05 ذي الحجة 1428هـ

سياسة المملكة قائمة على التوزان والتعامل بصدقية مع القضايا العالمية

في تقريرها السنوي عن وزارة الخارجية ... «بنا»:

رأت وكالة انباء في تقريرها المتواصل عن أداء الوزارات البحرينية أن نهج السياسية الخارجية للمملكة ثابت ومتوازن، مرتكز ومعتدل في التعامل مع مختلف القضايا على الصدقية العالية التي اكتسبتها تلك السياسة على الصعيد العالمي في توسيع دائرة صداقاتها وأطر شراكاتها مما ساعد على تأييد مواقفها وتوثيق علاقتها بأعضاء الأسرة الدولية الأمر الذي مكنها من الارتقاء إلى مكانة متميزة واكتساب احترام يزداد عاما بعد عام في المحيطين الإقليمي والدولي.

وقالت «استطاعت مملكة البحرين من خلال الدبلوماسية المتوازنة التي تنتهجها التفاعل مع مختلف المتغيرات المحيطة والانخراط في قضايا الحفاظ على الأمن والسلم إقليميا وعربيا ودوليا من خلال ما تمتلكه من أدوات دبلوماسية واعية وفاعلة شكلت قيمة مضافة للتحركات الدولية في اتجاه تسوية القضايا المحورية التي تمثل مصدر قلق للأطراف الدولية المختلفة وتتطلب بالتالي تحركا جماعيا للحيلولة دون تأزم الأوضاع أو وصولها إلى مرحة الانفجار».

واعتبرت العام 2007 «محطة تاريخية جديدة حافلة بالكثير من الإنجازات البحرينية على صعيد السياسة الخارجية، إذ عملت البحرين خلالها على استكمال خطواتها الإيجابية باتجاه تعزيز مشاركتها كأحد الأطراف الفاعلة في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، واستمرت في ممارسة دورها النشط باتجاه تأمين الحقوق العربية وتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط والتي باتت تشكل عاملا مؤرقا لمختلف الأطراف خاصة مع إدراك العالم أن استقراره وأمنه سوف يتأثران ما لم تتحرك عجلة السلام في الشرق الأوسط بما يفضي إلى حل عادل وشامل يحقق المصالح المشتركة لكافة الأطراف المتنازعة».

واشارت إلى ان المملكة حافظت «على علاقات جوار متميزة إذ عملت على استكمال تعزيز تعاونها الثنائي مع مختلف دول الجوار بالإضافة لتوطيد علاقاتها مع مختلف دول العالم انطلاقا من التزامها بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والاحترام المتبادل و عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول».

وخاضت الوكالة فيما اسمته تحركات دبلوماسية عبر دوائر ثلاث:

الدائرة الخليجية

وأشارت فيه إلى ان مشاركتها في أعمال الدورة الثامنة والعشرين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت في الدوحة بتاريخ 3 ديسمبر/ كانون الاول شهدت صدور قرار بالبدء في إنشاء السوق الخليجية المشتركة مطلع العام 2008، رآية ان المشاركة البحرينية في هذه القمة لقت تقديرا ايجابيا واسعا، بإشاد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية بدور مملكة البحرين ومساهماتها الفاعلة في تطبيق قرارات القمم الخليجية المتعاقبة.

وأضافت بالنسبة إلى المستوى الوزاري «شاركت بفاعلية وقوة فى اجتماعات الامانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عفي مستوى الاجتماعات الوزارية والمنظمات المتخصصة التابعة للمجلس لدراسة آخر التطورات والمستجدات فى مسيرة العمل الخليجى المشترك وسبل توحيد المواقف فيما يتعلق بالقضايا العربية والاقليمية خاصة تطورات الاوضاع فى العراق والملف النووى الايرانى وتطورات الاوضاع فى الاراضى الفلسطينية والاوضاع فى لبنان وغيرها من الملفات التى تشكل هاجسا لجميع دول المنطقة».

أما على مستوى العلاقات الدبلوماسية والثنائية فقد حرصت مملكة البحرين على تفعيل دبلوماسية الزيارات واللقاءات لبحث مجالات التعاون الثنائى ومناقشة آخر التطورات الاقليمية واعتماد منهج التعاون الثنائى فى مختلف المجالات مع دول مجلس التعاون عبر اجتماعات اللجان المشتركة وبينها الزيارات التى قام بها جلالة الملك المفدى الى دولة الكويت الشقيقة فى الثالث من فبراير 2007 والى المملكة العربية السعودية فى مارس/ آذار 2007 الى جانب اللقاءات الثنائية التى عقدها جلالته مع سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطرى الشيخ جاسم بن جبر ال ثاني فى شهر أغسطس/ آب الماضي في لندن بالمملكة المتحدة».

وتابعت «كما شاركت مملكة البحرين في اجتماعات الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة للتعاون بين البحرين و دولة الإمارات العربية المتحدة التي عقدت في العاصمة الإماراتية أبو ظبي بتاريخ 22 أكتوبر 2007 حيث وقع الجانبان ثلاث مذكرات تفاهم للتعاون المشترك تتعلق بالمشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين وفي مجال التعليم العالي وكذلك في مجالي الشباب والرياضة».

أما على صعيد القضايا الإقليمية في منطقة الخليج والشرق الأوسط، فأشارت «بنا» إلى أن مملكة البحرين أولت اهتماما كبيرا وبذلت جهودا قصوى للتوصل إلى تسوية أزمة الملف النووي الإيراني والحفاظ على الاستتباب الأمني في المنطقة مع التأكيد على حق جميع الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

وعلى صعيد الحوار الاستراتيجي الدولي،استضافت مملكة البحرين الدورة الرابعة لمنتدى حوار المنامة التي انطلقت أعمالها من المنامة في 7 ديسمبر 2007 وفيها أكد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إن الوضع الأمني في الخليج له آثار ممتدة عالميا خاصة في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإستراتيجية الحالية موضحا إن التصدي بنجاح لهذا الجانب يتطلب مجموعة من السياسيات المتعددة الأوجه والتنسيق بين قادة المنطقة وشعوبها والمجتمع الدولي الذي يشاركها الالتزام بالديمقراطية والسلام والاستقرار.

الدائرة العربية

وبشأن هذه الدائرة قالت الوكالة أن مملكة البحرين أبدت اهتمامها بقضايا الشأن العربي «عبر حضورها الفاعل في القمة العربية التي عقدت بمدينة الرياض في المملكة العربية السعودية بتاريخ 28 مارس 2007 وفيها أكد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على أهمية استمرار المباحثات بين الجانبين الاسرائيلى والفلسطيني للوصول إلى صيغة تؤدى إلى السلام المنشود مؤكدا جلالته على أهمية احترام التعهدات والاتفاقات الخاصة بعملية السلام كما أكد جلالته أيضا على ضرورة معالجة عملية السلام لجميع المسارات بما فيها المسارين السوري واللبناني لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة. وأعرب جلالته عن تضامن مملكة البحرين مع لبنان لأجل تعزيز وحدته واستقلاله».

وفيما يتعلق بالوضع في العراق أكد جلالته حرص مملكة البحرين على بذل القمة العربية مزيدا من الجهود لتمكين الشعب العراقي من تأكيد سيادة العراق الوطنية ووحدته واستقلاله ومساعدته في تجاوز الصعوبات التي تعترض مسيرته معربا جلالته في الوقت ذاته عن الأمل في نجاح جهود الحوار الوطني التي تبذلها حكومته ليتمكن العراق من استعادة دوره العربي الفاعل لينعم بالأمن والاستقرار والسلام.

وعلى صعيد عملية السلام والصراع العربي الإسرائيلي،

فان مملكة البحرين شاركت في المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط « أنابوليس « الذي عقد برعاية الولايات المتحدة الأمريكية يوم 28 نوفمبر 2007 بولاية ميرلاند الأمريكية.

وقد أعرب وزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد آل خليفة لدى إلقاء كلمة البحرين في المؤتمر عن أمله أن يفسح المؤتمر الطريق لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة وقابلة للحياة عاصمتها القدس الشريف، وان يتم ضمان السلام والأمن لجميع دول المنطقة بما فيها «إسرائيل».

وشدد وزير الخارجية في كلمته على ضرورة التوصل إلى حل عادل ودائم وشامل على أساس المبادرة العربية للسلام وخارطة الطريق وقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، داعيا لضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 بما في ذلك الجولان السوري وبقية الأراضي اللبنانية المحتلة.

وفي إطار المشاركة في اجتماعات دول الجوار العراقي كانت مملكة البحرين تؤكد دائما على دعم و استقرار العراق من خلال مشاركتها في الاجتماعات الوزارية وآخرها الاجتماع الوزاري الموسع لدول جوار العراق والبحرين ومصر الذي عقد في اسطنبول في 3 نوفمبر 2007 حيث أعربت البحرين عن القلق من التوتر المتصاعد وأعمال العنف على الحدود العراقية التركية مع شجبها للإرهاب الذي تتعرض له تركيا داعية جميع دول المنطقة لتحمل مسئولياتها لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره.

وفي إطار التعاون الدولي، أعربت مملكة البحرين عن تطلعها إلى التعاون الوثيق مع الوكالة والمساهمة بفعالية مع بقية الدول الأعضاء فيها لتحقيق الأهداف النبيلة التي نص عليها النظام الداخلي للوكالة ، لاسيما في مجال توظيف الطاقة النووية لخدمة السلام والصحة والتنمية والرخاء للجميع .

وفي هذا الإطار وقع وزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفة مع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعى بتاريخ 19 سبتمبر 2007 اتفاقا بين مملكة البحرين والوكالة الدولية للطاقة الذرية لتطبيق نظام الضمانات في إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

أما في إطار احترام حقوق الانسان والالتزام لمواثيقها، وحفاظا على قيم التسامح والإخاء شاركت مملكة البحرين في المؤتمر الوزاري لدول حركة عدم الانحياز تحت عنوان «حقوق الإنسان والتنوع الثقافي» والذي عقد في العاصمة الإيرانية طهران بتاريخ 3 سبتمبر 2007. اذ أكد الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية أن حركة دول عدم الانحياز مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بمحاربة هذه النزعات عن طريق تشجيع وتعميق الحوار والتعاون الدولي بين الأديان والثقافات من أجل السلام، موضحا أن الحوار هو أفضل وسيلة لمعرفة الرأي الآخر، وتوسيع دائرة التفاهم، وتقليص رقعة الخلاف مع التأكيد على أهمية احترام خصوصية الآخر، والتعايش معه انطلاقا من تراثه الثقافي والحضاري.

أما في إطار التعاون مع دول العالم الثالث والدول النامية، والمتقدمة وتجسيرا للتواصل وتوثيق العمل السياسي المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي و دول العالم شاركت مملكة البحرين في منتدى التعاون الآسيوي وأوزباكستان وأذربيجان الذي عقد بكوريا الجنوبية بتاريخ 8 يونيه 2007.

وعلى هامش زيارته الرسمية لكوريا الجنوبية وقع وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة مع نظيره الكوري السيد سين سون سونج على مذكرة اتفاق تعاون بين وزارتي خارجية البلدين تقضي بإجراء اجتماعات ومشاورات ومباحثات دورية بين الجانبين حول أوجه التعاون الثنائي.

- وفي مسار العلاقات البحرينية الهندية فقد تمخضت الدورة الرابعة للجنة التعاون البحرينية الهندية التي استضافت أعمالها مملكة البحرين بتاريخ 13 نوفمبر 2007 عن نتائج مميزة لدعم أواصر الصداقة بين مملكة البحرين وجمهورية الهند ولفتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات لما فيه الخير ومصلحة الشعبين.

وفي إطار رعاية المواطنين البحرينيين والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم، رأت أن السياسة الناجعة والجهود الدبلوماسية النشطة لمملكة البحرين عن إعادة جميع المواطنين المحتجزين بقاعدة جونتنامو وقد تسلمت البحرين آخر محتجز لها هناك وهو عيسى المرباطي بتاريخ 9 أغسطس 2007 .

وأشارت إلى أن الحراك السياسي الواسع في دائرته العميق في تأثيره يدل على حقيقة واضحة هي أن الدبلوماسية البحرينية بالنهج المتوازن، المعتدل، الرصين الذي يترجم مواقفها ومبادئها يؤكد أنها حريصة كل الحرص على ضرورة تحقيق التضامن والتوافق العربي على أرض الواقع وذلك من منطلق قوميتها العربية الأصيلة وهي بذلك لا تزال في طليعة القوى التي لم تدخر جهدا في سبيل تطوير النظام العربي وتفعيل مؤسساته بصورة تلبي تطلعات الشعوب العربية وتحافظ على مصالحها وتمهد السبل لبلورة مشروع عربي فعال قادر على خوض غمار المنافسة والتحدي .

العدد 1927 - السبت 15 ديسمبر 2007م الموافق 05 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً