كشف «انفستكورب»، المؤسسة المالية المتخصصة في الاستثمارات البديلة، أمس عن حصوله على موافقة المساهمين على إصدار أسهم ممتازة بقيمة 40 مليون دولار أميركي خلال اجتماع الجمعية العمومية غير العادية وذلك لتلبية طلبات المستثمرين بعد زيادة الأخيرة لرأس المال.

وأبلغ العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لإنفستكورب نمير قيردار الصحافيين أمس “العام الماضي رأينا أن نزيد رأس المال في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة من خلال أسهم تفضيلية وتمت تغطيتها، ولكن هناك طلبات أكثر خصوصا من زبائن البنك اللذين رغبوا في المساهمة في البنك... فلن نستطيع أن نأخذهم دون زيادة الحد الأعلى وهذا ما تمت الموافقة عليه في الجمعية العمومية غير العادية”.

وحصل انفستكورب على التزامات باستثمارات تفوق حد الـ 500 مليون دولار المسموح للمؤسسة إصداره كأسهم تفضيلية وفقا لعقد التأسيس الحالي، ولهذا سيسمح التعديل في العقد والذي وافق عليه المساهمون أمس للشركة بإصدار أسهم تفضيلية إضافية لتلبية الطلب الفائض على الالتزامات.

وأضاف قيردار: “لقد شهدنا طلبا كبيرا على الأسهم الممتازة للمؤسسة، الأمر الذي نعتبره تأكيدا لثقة المستثمرين. وسيدعم الإصدار رأس مال المؤسسة ويعزز قدرتها على تحقيق أهدافها بتخفيض أعبائها كما سيسهم في نمو أعمالها. إن الشركة مستعدة اليوم، بهيكلها القيادي الجديد، للتركيز على المستقبل وعلى الفرص المصاحبة لانتعاش السوق”.

وتمت الموافقة على جميع القرارات التي طرحت خلال اجتماعات الجمعية العمومية السنوية والجمعية العمومية غير العادية، ومن ضمنها التعديل الذي يحق بموجبه زيادة حصص رأس مال انفستكورب المصرح بها لتصل إلى ملياري دولار أميركي.

وقال نمير قيردار: “العالم أجمع مر بأزمة كبيرة والأزمة التي حصلت لم تستثن منه أي مؤسسة، المؤسسات العالمية لديها التزامات فحتى تدفع التزاماتها بعد الأزمة أقدمت على بيع الأصول ومع التوجه لذلك وقلة السيولة في السوق وعدم تقديم البنوك تسهيلات هبطت قيمة هذه الأصول بدرجة كبيرة وبشكل مفاجئ وبهذه الطريقة نحن كـ “أنفستكورب” ليس لنا علاقة بذلك ولكن لدينا أصول، فقيمة هذه الأصول والاستثمارات الدفترية هبطت وقانون المحاسبة يلزمنا باحتساب هبوط قيمة الأصول كخسارة”.

هذا العام الجميع تضرر ونحن جزء من العالم ولكن لن ننظر إلى الماضي وسننظر إلى المستقبل وننظر 25 سنة تضاعف خلالها رأس مال البنك 25 مرة، الفترة الفائتة كانت صعبة وبدأنا عاما جديدا في يوليو/ تموز 2009، ننظر إلى السنة المالية المقبلة بأمل كبير، هل سنحقق ما نصبو إليه، هذا صعب التكهن به لأن الاقتصاد يجب أن يستقر وأيضا عملنا هو شراء الاستثمارات وعرضها على الراغبين في الدخول فيها، فإذا هؤلاء تعرضوا لخسائر في مختلف الأسواق فجعلهم منكمشين عن الدخول في الاستثمارات وليس لديهم استعداد لشراء الاستثمارات... سنحتاج إلى وقت حتى تعاد الثقة للمستثمرين... لم نخسر أي واحد من عملائنا ووثقنا علاقتنا معهم وإذا أرادوا استثمار مبالغ أقل مما مضى نحن سنتجاوب معهم”.

وتابع “نأمل أن يكون العام المقبل سنة خير بالنسبة إلى “أنفستكورب” ولكن لا أتوقع أن تكون سنة مربحة كثيرا إلى أن تعود الأوضاع الاقتصادية إلى طبيعتها... لا أظن أن نرى خسائر في هذا العام فالسنة المالية المنصرمة كانت خلافا للسنوات الـ 25 الماضية”.

وسئل قيردار عن الطريقة التي سيتوجه بها انفستكورب للأسواق الخليجية بعد تعيين المصرفي المعروف محمد الشروقي لتولي هذه المنطقة، فرد قائلا: “عمل انفستكورب هو جلب الاستثمارات في الأسواق الغربية للمستثمرين في الخليج، في السنوات المقبلة نريد أن نكون على استعداد أكبر ونبني أجهزتنا للمساهمة في بناء الخليج وهذا سيكون على مراحل، أنشأنا محفظة للاستثمار في الخليج ونحن نستثمر الآن بالفعل، ولكن عمليات من هذا القبيل ستزداد في المستقبل وهذا لا يعني تقليل اهتمامنا في الأسواق الأخرى فالمؤسسات تكبر بعمليات الإضافة والاستبدال ونحن هنا لسنا بصدد الاستبدال ولكن الإضافة”.

وعن القطاعات التي ستركز عليها “انفستكورب” مستقبلا في منطقة الخليج قال: “المؤسسات العائلية في جميع البلدان الخليجية ستحتاج إلى نوع من الاستشارة والهندسة المالية وهذه الأشياء نستطيع الاختصاص بها في المستقبل... سنستفيد من خبرتنا في الخارج لخدمة المستثمر الخليجي... أظن في المستقبل لن نركز على استثمارات فقط بل مساعدة المحتاجين من الخبرة في الأمور المالية والاستثمارية ونكيف أنفسنا لأداء هذا الواجب في المستقبل، لا أستطيع تحديد القطاعات التي نستثمر فيها وهذا يعتمد على الفرص... أريد التركيز على أداء الاستشارة والنصيحة والتعاون مع المؤسسات العالمية الكبرى”.

ونفى قيردار أي تعرض لمجموعتي سعد والقصيبي السعوديتين.

وأسهب قيردار عن عمليات الخليج قائلا “كسبنا للأخ محمد الشروقي أرجو أن لا يُفهم بأنه استبدال للمهمات ولكن إضافة... لدينا رئيسان للأسواق الأوروبية وآخر للأسواق الخليجية... سيكون اتجاهنا إضافة لما نقوم به في الخارج هو القيام بعلميات في الخليج”.

وعن ما إذا كان هناك أي تبعات سلبية للخسائر التي تعرض لها أنفستكورب في الفترة السابقة على الموظفين قال قيردار “في العام الماضي كان لدينا الكثير من الوظائف التي لم تشغل فهذه الوظائف ألغيناها في الوقت الحاضر كما قلصنا بعض الوظائف، رتبنا حاجة انفستكورب لوضع اليوم مع قلة العمل وتراجع الإيرادات مما اضطرتنا لتخفيف النفقات فتم إلغاء 90 وظيفة في الإجمالي منها وظائف لم تشغل بعد وقسم آخر من الموظفين اضطررنا لتوديعهم في العام الماضي”.

وتابع “نحن في جو إيجابي لبناء انفستكورب في المستقبل... نأمل في بناء الطاقة البشرية والكفاءات كجزء من أهداف انفستكورب وخرجنا جيل ممتاز يخدم في مراكز كبيرة في البنك وخارجه”.

وطلب من العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لإنفستكورب إعطاء رأيه بشأن التوقعات الاقتصادية للعام المقبل “في كثير من المعالجات العالمية التي صارت في الوقت الماضي لإنقاذ الوضع وهناك بوادر تعطينا بعض الأمل بأن القعر قد وصلنا وأننا سنصعد لكن ذلك سيحتاج إلى وقت... الكثير من الاقتصاديين متفائلون لن نصل بالطبع إلى الوضع الصحي السابق لكننا بدأنا بالصعود وهذا إذا استمر فإن انفستكورب سيستفيد من هذا الوضع”.