العدد 2695 - الخميس 21 يناير 2010م الموافق 06 صفر 1431هـ

واشنطن... «القاعدة» في اليمن واحدة من عدة أفرع للشبكة

قال مسئولون أميركيون إن اليمن حقق بعض النجاح في قتاله ضد «القاعدة» بدعم من الولايات المتحدة لكن التنظيم يواصل انتشاره في مناطق أخرى ولديه أكثر من 20 جماعة فرعية في شتى أنحاء العالم. وخلال جلسة استماع للكونغرس الليلة قبل الماضية رسم مسئولون أميركيون صورة للتهديد المتغير من جانب «القاعدة» وهي تمتد من أفغانستان إلى العراق وشبه الجزيرة العربية وإفريقيا وجنوب شرق آسيا.

وقال قائد العمليات الأميركية الخاصة الأميرال اريك أولسون للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب «يصعب تعريف القاعدة الآن». «أكثر من 24 جماعة ذات صلة... أوجدت لنفسها موطئا في العراق وشبه الجزيرة العربية والقرن الإفريقي ومنطقة الصحراء وبلاد المغرب بشمال إفريقيا وغرب أفريقيا وجنوب شرق آسيا وهناك العديد من الجماعات المختلفة التي تعمل الآن في أفغانستان وباكستان وانطلاقا منهما».

وصرح بأن قوات «القاعدة» يدعمها جزئيا متطرفون احتجزوا من قبل ثم أفرج عنهم لينضموا إلى جماعات متشددة. وذكر أولسون أن المسئولين يقدرون أن خمس المحتجزين المطلق سراحهم «عادوا بشكل ما إلى أنشطة... ضد مصالحنا».

وأشار منتقدو خطة الرئيس الأميركي باراك أوباما لإغلاق معتقل غوانتنامو إلى انضمام محتجزين سابقين إلى جماعات متشددة كمبرر للاحتفاظ بالمنشأة.

وفي وقت سابق صرح مدير مكتب التحقيقات الاتحادي روبرت موللر بأن «القاعدة» عازمة على مواصلة مهاجمة الولايات المتحدة. وقال أمام اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ «نحن أيضا نواجه تهديدات من أفراد يسافرون إلى الخارج إلى معسكرات تدريب الإرهابيين حتى يرتكبوا أعمالا إرهابية في الخارج أو ليعودوا لمهاجمة أمريكا».

وجاء ذلك بعد تقرير أصدرته لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ جاء فيه أن بعض الأميركيين المشتبه في تلقيهم تدريبات في معسكرات «القاعدة» في اليمن ومن بينهم عشرات ممن اعتنقوا الإسلام في السجن ربما يمثلون تهديدا خطيرا للولايات المتحدة.

وذكر التقرير أنه يتخوف بشكل خاص من مجموعة من 36 من المجرمين الأميركيين السابقين اعتنقوا الإسلام في السجن ووصلوا إلى اليمن العام الماضي ظاهريا من أجل تعلم اللغة العربية.

وقال وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي لصحيفة «واشنطن بوست» إن بلاده لم تتلقَّ بعد أي معلومات عن هؤلاء الأميركيين الوارد ذكرهم في تقرير مجلس الشيوخ. وقال إن اليمن سيغير إجراءات الحصول على تأشيرات الدخول وإن ذلك سيتطلب موافقة سفاراته في الخارج لا استصدارها من المطار. وقال مسئول حكومي ووسائل إعلام باليمن أمس (الخميس) إن السلطات ستلغي منح التأشيرات للأجانب عند وصولهم لمنع المتشددين من دخول البلاد. وأضاف المسئول أن هذا القرار سيؤثر على السائحين الأجانب في المقام الأول بما في ذلك السائحون من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا الذين كانوا يحصلون على التأشيرات عند الوصول إلى المطار. وأبلغ مسئولون أميركيون الكونغرس أنه تحقق بعض النجاح في اليمن ضد «القاعدة» وذكروا أن اليمن صعد من قتاله ضد متشددي «القاعدة» استجابة للضغط الأميركي لكن الفساد والبيروقراطية يمكن أن يعوقا الجهود الأميركية الرامية إلى تصعيد القتال.

وأصبح اليمن أكبر مصادر القلق الأمني لدى مسئولي الولايات المتحدة منذ المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة أميركية. وقال المتهم النيجيري بمحاولة التفجير للمحققين إنه حصل على القنبلة والتدريب من متشددي «القاعدة» في اليمن.

وأعلن المسئولون عن بعض النجاح المبدئي في الحرب على «القاعدة» في اليمن حيث زادت واشنطن من دعمها ووعدت بملايين الدولارات كمساعدات خلال العام المقبل بهدف التغلب على «القاعدة».

وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إن واشنطن ليست «غافلة» عن الحكومة اليمنية. وقال إن قدرة صنعاء على تقديم الخدمات واستيعاب المساعدات «محدودة ببيروقراطية ضعيفة وفاسدة في الغالب وتفتقر إلى المصادر.»

كما قال منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية فيلتمان ودانيل بنجامين أمام الشيوخ إن رغبة اليمن في التصدي للقاعدة في الماضي كانت «متقلبة».

وأشارا إلى أن جهود اليمن تشتت في تمرد قبلي في الشمال واضطراب في الجنوب وأقرا بأن اليمن لا يعتبر «القاعدة» المصدر الأول للقلق.

وقال فيلتمان إن اليمن أصبح «أولوية عليا» لإدارة أوباما منذ توليها الحكم وقال «لكنني أود أن أشير إلى أنه على مدار الشهر الماضي أو الأسابيع الستة الماضية كان هناك تركيز بشكل أكبر من جانب حكومة اليمن على التهديد الذي تمثله القاعدة وهذه علامة مشجعة».

العدد 2695 - الخميس 21 يناير 2010م الموافق 06 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً