العدد 2351 - الأربعاء 11 فبراير 2009م الموافق 15 صفر 1430هـ

تحول الذكريات... وتوثيقها بالعدسات

الصورة بوصفها تأريخا ناطقا بما يعجز عن ترجمته آلاف الأحرف المتراصة جنبا إلى جنب، مكونة الكلمات والجمل والسطور والفقرات والصفحات والكتب، إلا أن الصورة تبقى هي الرمز الذي قد يغني عن ألف كلمة.

هذا ما كان مضمون ما حاول المصور الفوتوغرافي المحترف كميل زكريا أن يوضحه حينما ذكر أن الصورة التأريخية (Documentary) قد تكون لشخص وهو يقوم بالحلاقة خلال الصباح الباكر، أو ما قامت به سيدة من تصوير نفسها طوال تسعة أشهر التي أمضتها وهي حامل، لتوثق التغيرات التي تطرأ على جسدها يوما بعد يوم من آثار الحمل، وهي بمجملها قد تكون صورا من خلفيات مختلفة لعمليات التصوير التأريخي.

كميل حدثنا على هامش ورشة العمل التي يقيمها في الرواق غاليري بعنوان «تحول الذكريات»، والتي يشترك معه فيها نحو 16 شخصا، معظمهم من البحرينيين كما ذكر كميل، الذي عبر عن فكرة الورشة أنها «تسعى لالتقاط ردة فعل المشاركين من البيئة المحيطة بهم، وقد بدأت يوم الجمعة الماضي باستعراض لأعمال فنانين كبار في مجال التصوير الفوتوغرافي، وفتح من خلالها المجال للنقاش حول التصوير التوثيقي ومنافعه واستغلالاته لمنافع شخصية لدى البعض، فيما يجد فيه البعض الفرصة لتحقيق أهداف اجتماعية وأهداف شخصية، وكل ذلك مرهون بحسب خلفية الشخص».

وكان كميل قد استعرض أكثر من 300 صورة لتكوين أفكار عن التصوير، وكانت فترة انتهاء الجلسة حتى الجلسة التي تلتها يوم السبت هي فرصة للمشاركين لتقديم أفكارهم وما كانوا يعتزمون تصويره، حيث ذكر كميل أن «على كل مشترك تقديم أعماله التي التقطها حديثا، على أن يقوم بإرسالها، حيث سيتم عرض الأعمال المتميزة في معرض الرواق غاليري الجديد، وبذلك سيتضمن المعرض مجموعة مختلفة من الأعمال، أرضيتها هي البحرين، وكل شخص يعالج الموضوع بطريقته الخاصة».

ومن خلال الجلسة النقاشية، استعرض كميل في عرض مرئي إلى جانب الصور جانبا من تاريخ التصوير التوثيقي الفتوغرافي، وأشرك الحضور في طرح الأفكار، وتعليقاتهم على أعمال 20 مصورا عالميا في موضوع البورتريه، بمختلف الخلفيات للمصورين.

وأكد كميل عن رؤيته للدورة أنها «تهدف إلى تقديم الفائدة للجميع، فالمهتم بهذا المجال لديه فرصته للمشاركة ولمدة شهر كامل، يعرض ما يستطيع أن يقدمه، وقد تقدم للورشة 30 شخصا، قمنا باختيار 16 مشاركا منهم، وهو ما يدل على اهتمام، فيما كنت أتوقع عكس ذلك».

الفوتوغرافي كميل وجد أن جميع الأحداث الخاصة يمكن أن تتحول إلى توثيق، وكل شخص يستطيع أن يوثق أي شيء، «الشخص وهو يحلق ذقنه كل يوم في الصباح يمكنه تصوير نفسه فيصبح ذلك تصويرا توثيقيا، حتى إن إحداهن قامت بتصوير نفسها وهي حامل طوال مدة الحمل كي توثق التغيرات التي تطرأ على جسدها، لذلك لا يمكننا أن نحصر التصوير التوثيقي بالتصوير الصحفي، حتى وإن كان الأخير جزءا من هذا الكيان، ولكنه ليس كل شيء، فحتى تصوير المحلات والشوارع هو ضمن هذه المظلة».

ومن المتوقع أن يقدم الرواق غاليري معرضا للمشاركين في 5 أبريل، يضم نتاج المشتركين وأعمالهم الجميلة التي كانت الورشة لهم حافزا كي يستنبطوا الأفكار ويودعوها عدسات كاميراتهم، لتتملك الصورة ذلك الإحساس العميق بالذكريات النابعة من البيئة المحيطة بنا.

العدد 2351 - الأربعاء 11 فبراير 2009م الموافق 15 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً