تشن بعض الصحف المحلية هذه الأيام حملة على من يتصدون للفساد المستشري في السياحة بحجة انهم سبب ما حل بالسياحة من كساد خلال فترة عيد الأضحى إلى درجة وصفها للعيد أنه خال من الفرحة وكأن الفرحة لدى الناس تقتصر على ارتياد الفنادق والتمايل مع أنغام الفنانين!!
والناس في حقيقة الأمر هم كعادتهم في كل عام يفرحون بطريقتهم الخاصة بالذهاب إلى السواحل والحدائق العامة المتهالكة التي لا تلقى من المسئولين أي اهتمام والمهملة التنظيم ! أما لو تمعنا في السبب الحقيقي للكساد الحاصل نجد أن عدم دعم وتشجيع السياحة العائلية هو السبب الرئيسي لذلك! فالكويت ودبي اللتان استشهدت الصحف بتنامي السياحة فيهما لم تصلا إلى هذا المستوى إلا بإقامة المهرجانات السياحية كـ «هلا فبراير» في الكويت ومهرجان الصيف في دبي! هذه المهرجانات السياحية التي تركز بصورة أساسية على الترفيه العائلي حتى أن العوائل من البلدان المجاورة تشد الرحال إلى هذه الدول بحثا عن المتعة والترويح! أما ما لدينا في البحرين فهو كالعادة إحياء الفنانين لحفلات غنائية في الفنادق وإهمال للمهرجانات الترفيهية!
وهذا العام عندما امتنع الكثير من الفنانين عن التعاقد مع فنادق البحرين خرج علينا بعض الكتاب والصحافيين يتباكون على قتل الفرحة لدى الناس ملقين باللوم على عاتق من يطالب بالسياحة النظيفة على رغم أن اللوم يجب أن يوجه إلى المسئولين في قطاع السياحة!
جعفر سعيد
العدد 534 - السبت 21 فبراير 2004م الموافق 29 ذي الحجة 1424هـ