مع إشراقة يوم السادس من شهر مارس / آذار 2009، يكتمل عقد السنوات العشر مذ تولى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم في البلاد، لتعيش البحرين ذكرى وطنية تستمد انطلاقتها ضمن منظومة متشابكة الحلقات من الإنجازات على جميع الأصعدة، شكلت في عمقها نقلة نوعية بدأت في السادس من شهر مارس/ آذار من العام 1999، بتولى حمد بن عيسى مقاليد الحكم، وليكمل مسيرة المغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة.

السنوات العشر كانت ولاتزال ماثلة في الوجدان الوطني، فما تحقق في إطار المشروع الإصلاحي لجلالة الملك كان بفضل من الله سبحانه وتعالى وبفضل العلاقة التي توطدت بين القيادة والشعب، اختصرت مسافات شاسعة، لتقدم البحرين نموذجا على الخارطة الخليجية في وقت كانت الظروف تنحى باتجاه آخر.

خلال السنوات العشر الماضية، توالت الخطوات وفق رؤية جلالة الملك، وبدأت السلسلة بالتوافق الشعبي والإرادة المشتركة بين القيادة والشعب عبر التصويت على ميثاق العمل الوطني في العام 2001 بنسبة بلغت 94.8 في المئة،وشهدت البحرين في شهر مايو/ آيار 2002 انطلاق الانتخابات البلدية، أعقبتها الانتخابات النيابية في أكتوبر/ تشرين الأول من العام ذاته (2002)، وكانت صورة التلاحم الوطني واضحة في بلاد طموحة شهدت مرحلة انفراج تاريخية، هدفت إلى إقامة المؤسسات المطلوبة للتحول إلى الملكية الدستورية في إطار الإرادة المشتركة التي تمثلت في الاستفتاء الشعبي على ميثاق العمل الوطني، وهي مراحل متتابعة وصفها جلالة الملك في إحدى خطاباته بأنها جاءت :«حرصا منا على استئناف الحياة الديمقراطية في أقرب وقت ممكن من أجل رفعة البحرين وازدهارها وتقدمها في مسيرة متجددة ذات أفق مفتوح تمتلك مقومات التطوير والتجدد حسب آليتها الدستورية وفق الإرادة الوطنية».

ومن المهم الإشارة إلى أن ما شهدته البلاد خلال عشر سنوات مضت، جاء ضمن إطار عام لتوجهات مستقبلية لتحديث الدولة في مجالات العمل الوطني ودور مؤسسات الدولة وسلطاتها الدستورية في هذا الشأن، إيمانا من القيادة السياسية بضرورة انتهاج العمل الوطني الديمقراطي ودفع مسيرة التطور السياسي إلى الأمام بما يحقق النمو والازدهار للمجتمع البحريني، وإدراكا من جلالة الملك بضرورة العمل والبناء لمرحلة جديدة تكمل وتعزز مسيرة العطاء والتنمية، ورغبة منه في قيام مرجعية شاملة للجميع لتنظيم المؤسسات الدستورية في الدولة، ولتأخذ البحرين مكانتها بجدارة من خلال مد يد التعاون والتصالح داخليا وخليجيا وعربيا وإسلاميا ودوليا.

منصور الجمري