العدد 2373 - الخميس 05 مارس 2009م الموافق 08 ربيع الاول 1430هـ

إشراقات «العقد الزاهر»... نقلة كبيرة في وطن احتضن الجميع

استنادا على ثوابت الوحدة الوطنية ومعايير المواطنة...

«يحق للبحرين أن تفاخر بمنجزاتها أمام العالم وتتباهى بما حققته فى مختلف الميادين الاقتصادية والسياسية وفى مجال الإصلاح الاجتماعى، فالصورة المشرقة التى تبدو عليها البحرين اليوم هى بحق انعكاس لعهد مزدهر تحققت فيه الأماني على يد جلالة الملك»... هذه صورة من صور مشاعر المواطنين، كتاب ومثقفين ومسئولين وأناس من عامة الناس، تجمعهم كلمة «بحريني» تحت قيادة جلالة الملك، وبمناسبة مرور عشر سنوات على تولي جلالته مقاليد الحكم في البلاد، تصبح الكلمات وكأنها تكتب بحروف لها صفة النخيل المعطاءة والتراب الغالي و... الوطن المقدس.

وفي هذه المناسبة، يرى المستشار الإعلامي بمكتب وزير الخارجية الكاتب الصحافي أحمد المرشد أن التطور الذى تشهده مملكة البحرين في عهد جلالة الملك من تنمية وتحضر هو ثمرة قيادة حكيمة للمملكة، فقد قطعنا شوطا كبيرا فى مجال التنمية، وكان المواطن البحرينى هو محور هذه التنمية وغاياتها.

مظلة واسعة للعمل الوطني

وقد نتذكر معا مقولة جلالة العاهل خلال حفل تدشين (الرؤية الاقتصادية 2030) لمملكة البحرين: «إن الرؤية الاقتصادية التي تم تدشينها اليوم تهدف إلى المزيد من الانجازات في شتى المجالات في ظل المشروع الإصلاحي الذي هو مظلة واسعة للعمل الوطني المنشود في البحرين»... إنها بحق رؤية وطنية لتحقيق المزيد من المكاسب والمنجزات استنادا إلى ثوابت الوحدة الوطنية ومعايير الكفاءة والانتماء وأسس العدل والحق والمساواة.

ويضيف المرشد قائلا: «إن ما حققناه من منجزات ومكتسبات، قد أتاحت أفقا أوسع لطموحاتنا المنشودة، وهي الطموحات التي سيظل تحقيقها رهنا لأفكار القيادة ورؤيتها الخلاقة، وإن هذه الرؤية الخلاقة التي كانت أساسا للمشروع الإصلاحي، والمنعطف التاريخي للاستمرار في مسيرة الخير والازدهار المباركة... تقوم على منهج العدالة والنزاهة أساس نهضة البحرين.

شعور متبادل بين القيادة والشعب

ويؤكد على أن مملكة البحرين وهي تخطو طريقها إلى عالم الحضارة الإنسانية خلال الفترة القصيرة التى تولى فيها جلالة الملك حكم البلاد، كانت على موعد مع حقبة جديدة من البناء النهضوي الشامل، وهنا يقول :»نشارككم نحن شعب البحرين شعوركم النبيل الذي يوحدنا، وهو - كما ذكرتم فى مناسبات سابقة - يتمثل في الشعور بالرضا العميق الذي يخالج الأفئدة، ويغمر النفوس مع انطلاقة جديدة لسفينة الوطن نحو مرفأ الخير والازدهار... إننا فخورون بتجربتنا الديمقراطية، الإنجاز الأكثر إشعاعا فى مملكتنا الصغيرة مساحة والكبيرة بإنجازات قائد المسيرة والمشروع الحضاري».

ويتطرق إلى الثروة الحقيقية فيصف بالقول... واليوم أيضا... يفتخر الإنسان البحريني باعتباره الثروة الحقيقية للوطن وغاية كل تقدم وتطور، بهذه المنجزات العملاقة، هذا الإنسان الذي تمتد آماله وطموحاته فى ظل القيادة الحكيمة إلى تجسيد أحلامه، بعدما جسدت فينا الحق ونشرت بيننا روح الولاء والانتماء، بما يجعلنا نحن شعب البحرين ممتنين لجلالته لهذه البلاد التى كرّس حياته لها من أجل رفعتها بين الأمم، وحارسا على أمنها واستقرارها، وحريصا على أن يكون مستقبلها أفضل.

الحفاظ على المكتسبات

واختتم قوله إن جلالة الملك هو أول من دعا الى إعلاء قيم الحوار ونشر روح الوسطية والتسامح التي يدعو لها ديننا الإسلامي الحنيف، وترشيد الخطاب الديني ليكون هذا الخطاب بما له من مكانة وسمو في نفوس أبناء المجتمع مصدرا لبث قيم الوحدة الوطنية والتعايش بين مختلف أفراد الشعب، ورفض كل ما يسيء إلى تلاحمه، وينال من مكتسباته التي حققها عبر أجيال من العمل المشترك... كل هذا كان انطلاقا من إيمان جلالته المطلق بأن جميع أفراد الشعب متساوون وشركاء من دون تمييز في تحمل مسئولية تنمية وطنهم وتحقيق نهضته وازدهاره، وليس لنا إلا أن ندعو لمليكنا بأن يرعاه الله ويسدد خطاه على طريق الحق والخير.

أمل كبير للنهوض بالوطن

ومن جهته، يرى المحامي عبدالله هاشم أن هناك نقلة نوعية أحدثها عهد جلالة الملك على المستوى السياسي، ويوضح الصورة بشكل أدق فيقول: «فيما بين عهدين: عهد صودرت فيه الحريات تماما، وصودرت فيه حرية الرأي وحجبت المشاركة السياسية، إلى عهد جلالة الملك الذي منح الحريات عديدة فأطلقت حريات عامة لم يكن في التسعينيات ما يماثلها، أو لم يكن حتى في سنوات التسعينيات بريق أمل في أن تكون هناك حريات في البحرين إلى الدرجة التي نراها، وهو أمر كنا نتمناه بشدة منذ سنوات».

ويشدد على أن هذا الجانب إيجابي، أما النواقص والقصور، فنحن لا نزعم بأن المجتمع البحريني مجتمع مثالي أو أن الوطن البحريني وطن مثالي... نعم فبه أزمات، وخصوصا على مستوى الحياة المعيشية للمواطن، وعلى مستوى الاستقامة في الأداء في الجهاز الإداري للدولة وعلى مستوى توزيع الدخل القومي أو الدخل الوطني وعلى مستوى المحافظة على المال العام وتوزيع الثروات، لكننا، ومن أجل خدمة بلادنا وقيادتنا، نحتاج الى استراتيجية واضحة ورؤية دقيقة للأجيال المقبلة، فنحن نستهلك ما ننتجه اليوم في اليوم ذاته وليست هناك نظرة للغد، إنما طرح رؤى على مستوى الدولة وعلى مستوى المعارضة السياسية وربما ليست هي رؤى على مستوى الطموح الذي يأمله المواطن، ونحن ما زلنا، على رغم النواقص الموجودة، على أمل كبير لأن ننهض بهذا الوطن، حكما وشعبا.. حكومة ومعارضة، وأن نوصله إلى درجات التقدم المأمولة.

ريادة حضارية جديدة للبحرين

ويصف رئيس دائرة لعلاقات العامة والإعلام بوزارة شئون البلديات والزراعة عادل عيسى المرزوق الحقبة التي وقعت في الفترة من العام 1999 وحتى عامنا الحاضر 2009، بأنها حقبة وضعت بلادنا البحرين في ريادة حضارية جديدة، وأقصد بالحقبة هنا، فترة السنوات العشر التي تولى فيها جلالة الملك مقاليد الحكم في البلاد.

ويطلع المرزوق على الكثير من المنجزات التي تحققت على مدى السنوات العشر، وهنا ينطلق من مفهوم ما كفله الدستور من حقوق مشروعة لكل المواطنين بدءا من حرية العقيدة انتهاء عند حرية التعبير عن الرأي، وهذا دفع في اتجاه تفعيل مشاركة الشعب في الشئون العامة، كما شهدت البلاد انفتاحا اقتصاديا مبني على الاستثمار الحر في رؤوس الأموال، وفتح المجال للقطاع الخاص للمشاركة في تنميةالموارد وتنشيط الاقتصاد.

كيانات كفلتها الدولة

ويستطرد في كلامه ليتطرق إلى أبعاد أخرى حيث يشير إلى أن الدولة كفلت حرية تكوين الجمعيات والنقابات على أسس وطنية ولأهداف مشروعة وبوسائل سلمية وفقا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون، كما حفظت الدولة كيان الأسرة، وتكفلت بالضمان الاجتماعي اللازم للمواطنين في حالة الشيخوخة والعجز عن العمل واليتم والترمل والبطالة، بالإضافة إلى دعم حقوق المرأة، كما كفلت الدولة توفير فرص العمل للمواطنين وعدالة شروطه ودعم المواطن بالتدريب والذي من شأنه أن يدفع بخبرات متجددة في سوق العمل... كل تلك الأمور لم تنشأ جزافا بل وفق تخطيط يدعمه تشريعات قانونية كوننا نتحدث عن دولة القانون والمؤسسات، لذلك فأنا شخصيا أعتقد بأن السنوات العشر الأولى من العهد الزاهر لجلالة الملك كانت مبنية على مواكبة العصر، وهذا ما تثبته التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والديمقراطية أيضا.

إثراء المشاركة في صنع القرار

ويرى الإعلامي جمال العسيري أنه ومنذ بداية العهد الزاهر وكما علمنا جميعا، فقد تعهد جلالة الملك بتحقيق مصالح المواطنين كافة، والمضى قدما فى طريق الاصلاح وتعزيز مسيرة العمل الوطنى والمكتسبات الديمقراطية والاستمرار فى عملية التطوير وتحرير الاقتصاد وتعزيز دور المرأة واسهاماتها فى الشأن العام، ولو جئنا لقراءة الواقع لوجدنا أن ما تحقق كثير، مع أنه لا تزال تطلعات كل من القيادة والشعب ماضية إلى أكثر مما تحقق، لتعزيز وإثراء المسيرة الديمقراطية والمشاركة في صنع القرار، والنهوض بالاقتصاد الوطني.

ويؤكد على أنه ما من شك في أن عهد جلالة الملك هو عهد عزز مفهوم الوحدة الوطنية، وتعزيز ثقافة التسامح والتعايش بين الأديان والحضارات، وترجمة دعوات ومبادرات جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة المستمرة والمتكررة الداعية الى تعزيز الوحدة الوطنية فى البلاد على ارض الواقع بروح مخلصة، فهذه من الصور التي تولدت في العهد الزاهر لتجمع أبناء البلد كلهم تحت لواء الوحدة الوطنية كما كانت ولا تزال، واحة للعطاء الإنساني.

أحاديث الوعي الوطني

وتعتقد الباحثة لولوة بودلامة أن عشر سنوات مرت على مملكة البحرين وهي تحمل، وستحمل الكثير من المنجزات التي كانت ستحتاج الى مدة أطول من الزمن لكي تتحقق، لكن بفضل ونعمة من الله سبحانه وتعالى، وبفضل حنكة قيادة جلالة العاهل، وإصراره على أن يحدث نقلة سريعة ومذهلة في مختلف النواحي، مستندا في ذلك على جهود سمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد، بل ومستندا على جهود كل مواطن بحريني وكل مواطنة كان لهم الإسهام الواضح في التصويت على الميثاق لتشكيل لوحة مستقبل البلاد.

ووجدت بو دلامة مناسبة مرور 8 سنوات على ميثاق العمل الوطني مناسبة مهمة لتقدم كتابها الجديد الذي صدر تناغما مع المناسبة بعنوان (ملك يشاطر شعبه تطلعاته)، فتذهب الى الإنطلاقة الأولى للمشروع فتقول: «حين تطلب انطلاقة المشروع الإصلاحي وعيا وطنيا يرشد مسيرته، وتخليدا لاستفتاء شعب البحرين على ميثاق العمل الوطني العام 2002م، دشن جلالة الملك أحاديثه في الوعي الوطني بعنوان «حلمت بوطن يحتضن كل أبنائه»، ألقى من خلاله الضوء على خلفيات تجربته الشخصية وتفاعلها مع تجربة البحرين التاريخية الوطنية التي لم تتضح كاملة للعيان من قبل، بما يجسد دور القائد في الأمة، وأثر الأمة في تكوين القائد.

وأشارت إلى أن من التي تطرق إليها القائد في ذلك المقال الصحفي القرار الشخصي والمسئولية التاريخية التي تحمله جلالته عند إجراء الاستفتاء على ميثاق العمل الوطني، إضافة إلى اهتمامه بأن يكون الوطن حاضنا للجميع، أضف إلى ذلك أن أحاديث الوعي الوطني التي عبر عنها جلالة العاهل في سلسلة من المقالات الصحفية، إنما هي مبادرة أولى لقائد عربي تستحق أن نقف عندها بالتحليل والدراسة والتقييم، ويأتي كتابي ليقف مع هذه الأحاديث وبعدها الإعلامي، ويدرس مدى تأثيرها على الرأي العام في مملكة البحرين ومعرفة مدى التوافق بينها وبين منطلقات المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، والذي قيده ميثاق العمل الوطني.

المواطن البحريني هو «الثروة»

وتشاهد مراقب التدريب والموارد البشرية في بنك البحرين الإسلامي أشواق بوعلي صورة البلد من زاويتها الخاصة، ولكنها تركز على أن الثروة الحقيقية للبحرين هي المواطن... وهو الهدف من المشروع الإصلاحي برمته.

وتقول: «مما لا شك فيه، أن الجو الديمقراطي في البحرين له ميزة بحيث يمكن للمواطن أن يشارك ويتكلم وأصبح له صوتا مسموعا لدى القيادة، بالإضافة الى ذلك، فإن المساحة المتاحة من حرية التعبير، مكنت الكثير من المهتمين لطرح قضايا مختلفة بكل حرية وشفافية، ولعل أبرز ملامح الميثاق أنه أعطى صوتا للمواطن حتى أصبحت البحرين رائدة في الكثير من المجالات، وأستطيع القول بمعنى آخر (أصبح لنا وجود) على الساحة العالمية في مجال حقوق الإنسان والتنمية البشرية، وهنا لا بد من أن نضع خطين تحت التنمية البشرية، وليس خافيا أن أقول أنني حين اتجه إلى الكثير من الدول، فإنهم يصرحون بأن البحرينيين متميزين في ثقافتهم وعطائهم وجهودهم، لذلك أعطى جلالة الملك للعنصر البشري والتنمية البشرية اهتمامه، والدليل على ذلك تصدرت البحرين تقارير الأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة في مجال التنمية البشرية، ولأننا لا نملك مصادر للثروة، فإن لدينا الإنسان البحريني الذي هو يحقق الثروة.

الاحتياجات المستقبلية للبحرين

ولدى المصرف لأعمال مكتب محافظ الشمالية ورئيس قسم العلاقات العامة علي حسن العربي قراءته من زاويته الخاصة، فهو يجزم بأن السنوات العشر التي مرت على البلاد لم تشهد لها مثيلا في السابق، ولعل الحكومة الرشيدة، وضعت في عين الاعتبار الاحتياجات المستقبلية للبحرين، ووجهت القيادة إلى ضرورة وضع الأطر القانونية والاقتصادية والاجتماعية لتحقيق مزيد من الأمن والرفاه للشعب، واستلهام نبض المجتمع والعمل كفريق متضامن ومتناغم لخدمة مصالح الشعب.

وينوه العربي إلى العلاقة بين القيادة وشعب البحرين بمختلف شرائحه ومؤسساته السياسية والمدنية وحرص الجميع على وحدة الصف وتكريس الوحدة الوطنية، وإنجاح المشروع الإصلاحي حيث ظهر ذلك جليا من خلال التصويت على ميثاق العمل الوطني، ومن خلال صور من المبادرات من جانب المواطنين كأفراد وكذلك من جانب مؤسسات المجتمع المدني للتجاوب مع نداءات الوطن والتطلع إلى تحمل المسئولية الوطنية التي تحمل هدفا مشتركا وهو علو الوطن ونهضته وتقدمه في ظل العهد الزاهر لجلالة العاهل.

ولننظر إلى الكثير من الإنجازات التي صدرت عن منظمات ومؤسسات دولية في مجالات مختلفة، وكذلك استحداث الكثير من المشاريع والبرامج والقوانين المنظمة داخليا، لنقول إن كل ذلك يعكس نجاح السياسات والبرامج الحكومية والدور المحوري الذي يضطلع به المواطن البحريني في مسيرة التنمية

العدد 2373 - الخميس 05 مارس 2009م الموافق 08 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً