يحتاج المتعبون في هذه الحياة الى نماذج مشرفة تكون بمثابة المنارات التي تهتدي بها وتعطي الامل في خضم البحر المتلاظم واستتباعا للحلقة الماضية اليكن أخواتي النموذج الثاني:

نشأت في أسرة عالية الشأن، ثرية ومثقفة وذات مكانة عالية في المجتمع فكنت خير ثمرة لأطيب شجرة (كما يقال) وهو من اسرة فقيرة الا من الاصول الطيبة نشأ يتيما عصاميا، واختارني شريكة لعمره فارتضيته من دون غيره وفي الحقيقة كان مزدرى من قبل اهلي في البداية ولكنني احببت شهامته وتقواه وعصاميته وهكذا بدأنا المشوار، ساندته بكل ما أملك فرد الكرم بكرم أكبر والاحسان بأكبر منه، سافرنا ليكمل دراساته فكان مثالا للشاب الجاد الطموح التقي والعاشق الوله في ذات الوقت وكان هذا هو زادي تعرضنا معا للكثير الكثير من المصاعب ولكننا كنا سندا لبعضنا في كل ذلك وتعرضنا ايضا لفتن المغرضين والحاسدين الذين ارادوا تفريقنا وصمدنا.

لن تصدقي يا أختي لو قلت لك بأنني انجبت له عشرة من الأولاد كلهم أصبحوا وأبوهم ذوي شأن في المجتمع، لبنات صالحة هم وأبوهم نتيجة عمري التي افخر بها وأرى نجاحي فيها الذي استشعر لذته كلما نوديت بحرم الكبير فلان، وأم الدكتور فلان، والمهندسة فلانة، مضى على زواجي الميمون اربعون سنة ولازلنا أنا وهو عشيقين كلما ارسل احدنا نغمة تفاعل معه الآخر بأخرى تحسبين هذا خيالا وكلام كتب لندرة حدوثه ولكنه واقع ولولا خوفي من الحسد لافصحت لك عن اسمي أما سر احتفاظنا بهذه السعادة طوال هذه المدة فهو بعد الوعي منا نحن الاثنين ودعاء الوالدين تعلقنا بالله سبحانه بعلاقة صحيحة نراقبه سبحانه في كل حركاتنا من دون خداع ولا نفاق ولجوؤنا له سبحانه عند كل شدة صغيرة أو كبيرة وفي أفراحنا ايضا نلجأ اليه سبحانه نشكره ونطلب منه دوام النعمة والسعادة.

سيدتي هل يقال بعد هذا إن كل الرجال سيئون وأن الدنيا عدمت من الخير والمروءة وأهلها؟

أميمة