العدد 571 - الإثنين 29 مارس 2004م الموافق 07 صفر 1425هـ

حصول 3 عربيات على زمالة «لوريال»

لجنة التحكيم أشادت بجهود المرأة

الوسط- محررة الشئون النسوية 

29 مارس 2004

تم في احتفال كبير أقيم في باريس حديثا، منح جائزة لوريال «نساء في حقل العلم» لخمس رائدات تفوقن في مجال البحث العلمي يمثلن خمس قارات. كما كرّم لوريال واليونسكو 15 باحثة شابة من بينهن ثلاث عربيات فزن بشهادة الزمالة، ما يبرز الدور العلمي المتنامي للمرأة في المجتمع العربي.

وفازت بشهادة الزمالة للعام 2004، كل من اللبنانية غنوة نجا (28 عاما) دكتوراه في علم الكيمياء الطبيعية المختص بالبيئة، والتي تعمل حاليا مستشارة ومدرّبة في مجال كيمياء المياه لدى هيئة المياه في طرابلس، لبنان. وستوظف نجا برنامج الزمالة، في خدمة الأبحاث المتعلقة بالتلوث الكيماوي والبكتيري للمياه. كما ستستفيد مما اكتسبته من معلومات وتقنيات خلال فترة عضويتها في الخارج لإغناء أبحاثها ومادتها التعليمية فيما يتعلق بتلوث المياه. كما تأمل في تعلم الجديد من التقنيات المكافحة للتلوث لاستخدامها في معالجة مياه الشفة ومياه الصرف الصحي في لبنان.

وعن الصعوبات التي واجهتها خلال فترة دراستها وفي بداية عملها كباحثة، قالت نجا: «لم أواجه مشكلات أساسية خلال فترة دراستي الجامعية. ولكن بداية الحياة المهنية والعلمية، تحفل بخيبات الأمل، بسوء الفهم وبالصعوبات المالية والإدارية، ولاسيما أن تطور الأبحاث في لبنان يعاني من نقص في التمويل».

أما السورية منى آل صباغ (33 عاما) فهي تجري أبحاثا عن تكنولوجيا الأحياء النباتية، ضمن اللجنة العامة للبحث الزراعي العلمي في دمشق، إذ تترأس مختبر زرع نسيج النبات. وتتركز أبحاثها على التحول الجيني لشجرات الكرز لجعلها أكثر مقاومة للفيروسات التي تصيب هذه الأشجار. كما ستتعلم منى خلال فترة برنامج الزمالة في ألمانيا، كيفية نقل جين أحد أكثر الفيروسات شيوعا بين أشجار الكرز باستخدام نقال جراثيم plum pox virus (ppv) إلى مجموعة متنوعة من شجر الكرز.

وواجهت آل صباغ، صعوبات عدة بدءا من دراستها الجامعية، «إذ لسوء الحظ لم تكن أية محاضرات عن تكنولوجيا علم أحياء النباتات متوافرة بعد». وتضيف: «لذلك، بعد تخرجي واجهت صعوبات فعلية، حين بدأت العمل في المختبر على زراعة نسيج النباتات وأنا لا أملك أية معرفة في هذا المجال، إن على المستوى النظري أو التطبيقي، ما يتطلب مني جهدا ووقتا». وتابعت: «ولكن بمساعدة رئيسي، وللتوصل إلى تعلم التقنيات كافة واكتساب معلومات نظرية مهمة في مجال تقنية علم أحياء النباتات، كان لابد لي من الالتحاق بدورات تدريبية».

أما بالنسبة إلى اليمنية سلوى آل خياط (30 عاما) فتتركز دراستها على علم الأحياء المجهرية في جامعة صنعاء باليمن، إذ تعمل أيضا في قسم علم الأحياء المجهرية كباحثة معيدة. وستقوم الآنسة آل خياط، من ضمن برنامج الزمالة، بدراسة مرض جرثومي شديد العدوى يصيب محصول البطاطا. إن هذا المرض منتشر بشكل واسع في اليمن ويؤدي إلى خسائر في المحاصيل من جراء العفونة الشديدة التي تصيب درنة البطاطا.

وعما واجهته آل خياط من صعوبات أثناء دراستها وعملها كباحثة قد لا يختلف كثيرا عن زميلاتها العربيات، إذ تقول: «كنت أواجه صعوبة في إيجاد المعدات والمواد المهمة، إضافة إلى بعض الأجهزة والأدوات».

وتمنح شهادة الزمالة لتشجيع النساء على اتخاذ العلوم مجالا في حياتهن العملية وتقدم إلى نساء شابات حول العالم يعملن على مشروعات وأبحاث واعدة فتحصل كل واحدة على جائزة (اليونسكو - لوريال) والتي تبلغ قيمتها 20 ألف دولار أميركي.

يذكر أن برنامج «نساء في حقل العلم» يدخل عامه السادس هذه السنة، إذ إن تطويره بالتعاون مع اليونسكو بدأ العام 1999 لتشجيع النساء كافة على الالتحاق بمجال العلوم. وهدف البرنامج الكبير هو التركيز على دور المرأة في تطوير هذا المجال والعمل على تقديم أبحاث مصممة لخدمة صحة الإنسان وحياته.

اختيار 3 باحثات

عربيات لجائزة شهادة الزمالة

وعن ما تمثله جوائز لوريال - الاونيسكو تحدثت فرانسواز ريفيير، مساعدة مدير عام، الاونيسكو: «إنني إؤمن أن جوائز لوريال - يونيسكو برهان على امكان استخدام العلم للخير. اذ لايزال العلم غالبا، مرتبطا بالقدرة على التذمير. «وتابعت: «هذه الجوائز دليل أيضا على أن مساهمة النساء في المجال العلمي مدهشة فعلا. ولقد كانت جائزة لوريال السنوية «نساء في حقل العلم» من نصيب عملنا في مجال علوم الحياة بدءا بعلم أحياء الخلية (بيولوجيا الخلية) علم التحصين ضد الأمراض والوقاية منها. ولقد تم اختيارهن لمساهمتهن في تقدم العلم وتكريمهن وتشجيعهن بجائزة لوريال التي تبلغ ققيمتها 100 ألف دولار أميركي. ولقد كانت الجوائز الخمس من نصيب كل من:

1- افريقيا الجنوبية، بروفيسور في جامعة كاب تاون جنيفر طومسن، تخصها علم الجزئيات والخلايا البيولوجية. فازت عن تطويرها مقاومة موروثات النباتات للعدوى الفيروسية، الجفاف والمخاطر.

2- جمهورية الصين، رئيسة مركز أبحاث تكنولوجيا الأحياء، جامعة العلوم والتقنيات في هونغ كون، نانسي اي بي تخصصها جزئيات علم أحياء الأعصاب، فازت عن اكتشافها في مجال التحكم بجزئيات النمو، التمييز، وتكوّن الخلايا العصبية في الجهاز العصبي.

3- فرنسا مديرة وحدة القصور الحسي ووحدة جينات الثديييات، معهد باستور ، باريس كريستين بوتيه، فازت بتوضيحها العلاقة بين الخلل الجيني للصمم الوراثي وأي خلل حسي آخر.

4- بروفيسور في معهد علم الطبيعات، جامعة ريو ديجنيرو الفيدرالية لوسيا مندونسا بريفياتو، البرازيل، تخصصها علم الطبيعيات وعلم الطفيليات. فازت بما توصلت اليه من نتائج عن كيفية فهم مرض شاغاز، معالجته والوقاية منه.

5- الولايات المتحدة الأميركية، بروفيسور في معهد هورد هاغز الطبي، دنففر كولورادو. فييليا ماراك اختصاصها في علم الجزيئيات التحصين. فازت عن تميزها وظائف الأوعية الليمفاوية تي واكتشاف مولد مضادات هائل.

ولقد تم ترشيح الأسماء المشاركة من قبل 800 عضو من مجتمع العلوم الدولي فيما شارك 15 حكما دوليا هم من أعضاء المجتمع العلمي بقيادة البروفيسور كريستيان دو دوف، الحائز على جائزة نوبل في مجال الطب والرئيس المؤسس للجائزة في اختيار الفائزات بجائزة لوريال.

وعن هذا الموضوع علق البروفيسور دو دوف قائلا: «بتخصيص جائزة لكل قارة، بالامكان مكافأة نساء يعملن تحت ظروف مختلفة للغاية. وهكذا حصلنا على نظرة شاملة رائعة عن العلم في خدمة الانسانية».

لقد استطاع برنامج «نساء في حقل العلم» الذي استمر 6 سنوات من أن يحظى باهتمام عالمي كبير ومميز، يظهر من خلال الازدياد المطرد في عدد المشاركات والتجاوب الايجابي من قبل وسائل الاعلام المختلفة. فـ «فرانسواز ريفير» على قناعة تامة، «من أن تعريف الجمهور بهؤلاء النساء العالمات الفائزات، واللواتي نفخر بهن، سيلهمن النساء الشابات رسالة العلم»

العدد 571 - الإثنين 29 مارس 2004م الموافق 07 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً