العدد 571 - الإثنين 29 مارس 2004م الموافق 07 صفر 1425هـ

إن قلن: لا... لا يعني نعم

لما أنهيا عملا ميدانيا كانا يقومان به، قالت له: «لماذا لا تأتي إلى وكري الخاص لنتناول شيئا باردا بعد هذا التعب؟»، بفعل التعب، وإغراء المشروب البارد، وكذلك ما فعلته كلمة الـ «وكر» وافقها سعيدا ومضطربا بعض الشيء، مع توتر وعد نفسه بإخفائه لئلا يبدو أمام زميلته التي رافقها في العمل لثلاث سنوات أنه غير «خبير».

في شقتها التي احتلت الطابق السادس المطل على البحر، قالت له: «هذه الشقة لا يعرف عنها شيء إلا القلة القليلة جدا من المقربين لي والذين أثق فيهم، فهي مكان استريح فيه وألتقي فيه مع من أحب من الناس...»، واستأذنته لتتخفف من ثياب العمل الرسمية، وتستبدلها بملابس بيتية «بسيطة» جدا، بلا تعقيدات كثيرة.

تناولا الشراب البارد، وكانت الأحاديث تدور حول الحب وعلاقات الصداقة، وزمالة العمل حين تتطور، والقصص التي تحدث بين الشباب ابتداء من الجامعة، وليس انتهاء بمكان العمل المشترك، ولم يغفلا كذلك المجمعات التجارية حاليا، والأسواق سابقا.

اقترحت عليه أن تشغل شريط فيديو لحفلة رأس السنة قبل سنتين، وكانت ترقص فيها في أحد الأندية الليلية بصحبة صديقاتها وسط إعجاب الحاضرين في تلك السهرة... جلست بالقرب منه على الأريكة، فزاد ارتباكه وتوتره، ولكنه استجمع ما بقي له من شجاعة، بعد لحظات تراخت في جلستها واستندت بجسمها إليه، فقال في نفسه: «لا بد لي من أن أقوم بالمبادرة الآن، وإلا ماذا ستظنني؟».

ما إن قام بـ «المبادرة» حتى انتفضت في جلستها وصاحت به بصوت، ربما سمعه من في العمارة الآتية: «ماذا تظن نفسك فاعلا؟ هكذا أنتم دوما أيها الرجال... ما إن تجلس المرأة بجانبكم على سجيتها حتى يذهب ظنكم كل مذهب، وتعتقدون أنها صيد سهل... تبا لك... تبا لكم جميعا». حقا، تبا لكم جميعا!

غيم الشمال

العدد 571 - الإثنين 29 مارس 2004م الموافق 07 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً