العدد 761 - الثلثاء 05 أكتوبر 2004م الموافق 20 شعبان 1425هـ

وثائق جديدة تكشف أن حرب رمضان كادت تتحول إلى مواجهة نووية

قالت مصادر دبلوماسية غربية إن مجموعة من الوثائق الإسرائيلية والغربية «السرية للغاية» رفع عنها النقاب بمناسبة ذكرى مرور 13 عاما على حرب أكتوبر ،3791 وهي تشير بكل تأكيد إلى أنه في الأيام الأخيرة من الحرب كادت تشتعل حرب عالمية ثالثة، بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، تستخدم فيها صواريخ نووية. وتعود الأزمة بين أميركا والاتحاد السوفياتي إلى ضائقة «إسرائيل» في هذه الحرب. وكشفت الوثائق الجديدة في «إسرائيل»، الأسبوع الماضي، بعض أوراق الحرب، التي يتضح منها أن القيادة الإسرائيلية بدأت تعد أسلحتها النووية قبل نشوب الحرب. فقد دعا وزير الدفاع، موشيه ديان. القيادة العسكرية إلى مكتبه في الوزارة في تل أبيب في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول، قبل ساعات من شن الهجوم. وسأل عن الأوضاع في الجيش وكيفية استعداد كل الفرق، فقال رئيس الأركان، ديفيد بن العزار، «سنكون جاهزين في الساعة الخامسة والربع لصد العدو على الجبهتين». وقال قائد سلاح الجو، بيني بيلا: «سلاح الجو سيكون جاهزا». فسأل ديان «وهل عبري جاهز؟» «عبري» هو صاروخ «يريحو» النووي «أريحا بالعربية». والمعروف أن «إسرائيل»، لا تعترف رسميا بوجود أسلحة نووية. لكن هذا الصاروخ معروف بأنه قادر على حمل رؤوس نووية. وأجاب، رئيس مكتب وزير الدفاع، اريه براون، بأنه سيكون جاهزا خلال 21 ساعة، فأمره ديان: «يجب تشغيل محركات «عبري» في الليل، حتى يكون جاهزا لكل طارئ». غرفة القيادة في تل أبيب في الساعة الرابعة من فجر اليوم الثالث للحرب «9 أكتوبر» دعا رئيس أركان الجيش، العزار، قادة الجيش والمستشارين إلى غرفة القيادة في تل أبيب وقال لهم: «إذا الوضع في مصر «يقصد الجبهة المصرية» سيئ جدا، فالهجوم كان خطيرا ووقعت خسائر فادحة، 05 دبابة على الأقل تركت في الميدان، يقولون إن هناك 002 قتيل و005 جريح، الوضع كارثي، وضعنا في الحرب سيئ للغاية. لم ننجح في صد الهجوم بالأمس عندما قررت الهجوم المضاد، حسبت أننا نستطيع قلب الأمور رأسا على عقب، ونجح هذا جزئيا في الجولان «على الجبهة السورية»، بينما في الجنوب فشلنا. وضعنا قاس جدا جدا، وعلينا أن ندرس إن كان الوضع كذلك لدى الطرف الآخر، «أي لدى المصريين»، يوم أمس كان وضعهم سيئا، ولكنني اليوم لا أرى إمكان أن ينكسروا قبلنا». وفي تلخيص سري، لم تنشر كل التفاصيل فيه، ذكر أن القيادة الإسرائيلية، التي واجهت أخطر أزمة في تاريخ الدولة، أمرت بإعداد كل الأسلحة الذرية التي بحوزتها وتوجيهها نحو أهدافها، من أجل استخدامها في حال الانهيار التام، على طريقة شمشون «هذا التلخيص هو للكاتب والباحث العسكري سيمور هيرش، الذي أصدر كتابا عن هذه الحرب ويجري حاليا تحديثا له». الصراع الأميركي - السوفياتي الوثائق المذكورة تتطرق إلى النشاط الذي قامت به «إسرائيل» لدى الولايات المتحدة أيضا، لتساعدها في هذه الحرب. وتكشف هي أيضا عن جوانب مثيرة. ففي ذلك اليوم «9 أكتوبر»، الذي انعقد فيه اجتماع القيادة العسكرية، كان السفير الإسرائيلي في واشنطن، سمحا دينتس يسعى لدى وزير الخارجية الأميركي، هنري كيسنجر ليشرح له خطورة الوضع ويطلب منه مد «إسرائيل» بأسلحة وطائرات حديثة تعوضها عن خسائرها. وفي المرة الأولى راح كيسنجر يوبخ دينتس: «فسر لي من فضلك، كيف يعقل أن يخسر الجيش الإسرائيلي 004 دبابة خلال يومين أمام الجيش المصري؟». ويتوجه دينتس بعد ساعة إلى البيت الأبيض مباشرة، طالبا ترتيب زيارة سرية سريعة لرئيسة الحكومة، غولدا مائير، إلى واشنطن لمقابلة الرئيس ريتشارد نيكسون، فيرفض كيسنجر ذلك بشدة. ويعلل رفضه بالقول: «زيارة كهذه الآن ستضاعف من النفوذ السوفياتي في العالم العربي». هنا، وبحسب ما جاء في مقالة جديدة لمسئول الأرشيف السابق في مجلس الأمن القومي وليام بور، ابلغ دينتس الوزير الأميركي بأن «إسرائيل» مضطرة إلى استخدام الخيار النووي. ويضيف أن رئيسة الحكومة غولدا مائير التي رفضت استخدام السلاح النووي، أمرت بنشر صواريخ «يريحو» حاملة الرؤوس النووية، في أمكنة مكشوفة حتى تلتقطها الأقمار الصناعية الروسية والأميركية. ويقول بور إن هذا الابتزاز النووي فعل فعله. ففي مساء اليوم نفسه أعلن كيسنجر أن إدارة الرئيس نيكسون حزمت موقفها وصادقت على كل قائمة الطلبات الإسرائيلية باستثناء قذائف الليزر، ووعدت بتعويض الجيش الإسرائيلي عن كل خسائره في الحرب. لكن هذا الابتزاز، كان له تأثير آخر على موسكو. فقد التقطت أقمارها صور الصواريخ الإسرائيلية النووية، فما كان منها إلا أن أرسلت وحدات عسكرية تحمل صواريخ نووية إلى مصر، يقودها جنود سوفيات. رؤوس نووية في الدلتا وبحسب الوثائق التي قرأها الباحثان الإسرائيليان رونين بيرجمن وميل ملتسر، فإن الأميركيين كانوا زرعوا أجهزة رصد ورادار في عدة مواقع في قاع البحر الأبيض المتوسط. وهذه الأجهزة رصدت يوم 51 أكتوبر إشعاعات نووية صادرة عن سفينة حربية سوفياتية وهي في طريقها إلى مصر. وفقط بعد ثلاثة أيام اكتشفت الأقمار الصناعية الأميركية أن السوفيات نشروا بطاريتين لصواريخ «سكود» حاملة الرؤوس النووية، في منطقة الدلتا المصرية. وأنهم نشروها علنا وبشكل مكشوف، بحراسة سوفياتية مكشوفة، لدرجة أن المخابرات الإسرائيلية عرفت بوجودها. وأثار ذلك الهلع في صفوف القيادة الإسرائيلية، فهرولت إلى الإدارة الأميركية. فطلبت واشنطن أن تعالج الموضوع وحدها. وحاولت ذلك بالطرق السلمية وبالحوار، لكنها لاحظت أن بريجنيف يتخذ موقفا متصلبا. فأمر نيكسون بالاستعداد لحرب تستخدم فيها الأسلحة النووية. وأصدر أوامره الحربية هذه، قبل أن ينسق مع حلفائه في الناتو. ما أثار غضبهم واحتجاجهم. وحدثت كل هذه التطورات على خلفية وضع ميداني حربي. إذ استمرت «إسرائيل» في هجومها وطوقت القوات المصرية ولم تكتف بالمدة التي منحها لها كيسنجر «حتى منتصف اليوم التالي»، بل أمعنت في عملياتها... ثلاثة أيام. ولم تتوقف إلا عندما هددتها الولايات المتحدة بتركها وحدها في المعركة، وذلك في 52 أكتوبر. وتبين أن الاتحاد السوفياتي طلب من الولايات المتحدة أن تسحب «إسرائيل» قواتها إلى حدود 22 أكتوبر وإلا فإنه سيتحرك. وبدأ السوفيات يحركون لواء موجودا في بلغاريا باتجاه مصر. وهكذا يصف الباحثان بيرجمن وملتسر الوقف النووي على هذه الخلفية: «في هذه الأثناء طلب الاتحاد السوفياتي أن تنسحب «إسرائيل» إلى خطوط 22 أكتوبر، موعد وقف إطلاق النار الأول. وهدد السوفيات بعملية عسكرية من جانب واحد لمساعدة المصريين. وفي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل «ما بين 52 و62 أكتوبر» وضعت الولايات المتحدة قواتها في العالم في حال استعداد بالدرجة الثالثة «من مجموع 5 درجات». وأمر الرئيس نيكسون بإعلان حال طوارئ عليا للسلاح النووي. وفسر ذلك بالقول إن هناك إشارات تدل على استعدادات سوفياتية لإرسال أسراب طائرات إلى الشرق الأوسط، من القوات التابعة لحلف وارسو في بلغاريا. وكانت هذه ثاني أخطر مرة وقف فيها العالم على حافة حرب عالمية ثالثة. وما منع ذلك هو اتصال من بريجنيف إلى نيكسون بالخط الأحمر، أسفر عن تفاهم بينهما بشأن قرار مجلس الأمن رقم .833 قرار مجلس الأمن الدولي 242 أقر بالإجماع في المجلس وصدر يوم 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 7691 إن مجلس الأمن... - إذ يعرب عن قلقه المستمر بشأن الوضع الخطر في الشرق الأوسط... - وإذ يؤكد عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالحرب، والحاجة إلى العمل من أجل سلام دائم وعادل تستطيع كل دولة في المنطقة أن تعيش فيه بأمان... - وإذ يؤكد أيضا أن جميع الدول الأعضاء، بقبولها ميثاق الأمم المتحدة، قد التزمت بالعمل وفقا للمادة الثانية من الميثاق... 1- يؤكد أن تطبيق مبادئ الميثاق يتطلب إقامة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، ويستوجب تطبيق كلا المبدأين التاليين: أ - انسحاب القوات الإسرائيلية من أراض احتلت في النزاع الأخير «نص الفقرة باللغات الفرنسية والإسبانية والروسية والصينية: انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة في النزاع الأخير». ب- إنهاء جميع ادعاءات أو حالات الحرب، واحترام سيادة ووحدة أراضي كل دولة في المنطقة والاعتراف بذلك، وكذلك استقلالها السياسي وحقها في العيش بسلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها، حرة من التهديد بالقوة أو استعمالها. 2- يؤكد أيضا الحاجة إلى: أ- ضمان حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية في المنطقة. ب- تحقيق تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين. ج- ضمان حرمة الأراضي والاستقلال السياسي لكل دولة في المنطقة عن طريق إجراءات من بينها إقامة مناطق مجردة من السلاح. 3- يطلب من الأمين العام تعيين ممثل خاص يتوجه إلى الشرق الأوسط كي يجري اتصالات بالدول المعنية، ويستمر فيها بغية إيجاد اتفاق ومساعدة الجهود لتحقيق تسوية سلمية ومقبولة وفقا لأحكام هذا القرار ومبادئه. 4- يطلب من الأمين العام أن يرفع تقريرا إلى مجلس الأمن بشأن تقدم جهود الممثل الخاص في أقرب وقت ممكن. قرار مجلس الأمن الدولي 833 صدر بتاريخ 22 أكتوبر/ تشرين الأول 3791 وهنا نص القرار: إن مجلس الأمن، 1- يدعو جميع الأطراف المشتركة في القتال الدائر حاليا إلى وقف إطلاق النار بصورة كاملة، وإنهاء جميع الأعمال العسكرية فورا في مدة لا تتجاوز 21 ساعة من لحظة اتخاذ هذا القرار وفي المواقع التي تحتلها الآن. 2- يدعو جميع الأطراف المعنية إلى البدء فورا، بعد وقف إطلاق النار، بتنفيذ قرار مجلس الأمن 242 «7691» بجميع أجزائه. 3- يقرر أن تبدأ، فور إطلاق النار وخلاله، مفاوضات بين الأطراف المعنية بإشراف ملائم لإقامة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط

العدد 761 - الثلثاء 05 أكتوبر 2004م الموافق 20 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً