العدد 805 - الخميس 18 نوفمبر 2004م الموافق 05 شوال 1425هـ

الفلوجة... الحق المدنس بالإرهاب

لا يختلف اثنان على حق العراقيين في انتهاج ما يعتقدون أنه مناسب لإعادة السيادة الوطنية إلى أرضهم، وأن الخيار المسلح لا يستطيع نفي شرعيته حتى حلفاء أميركا، بل حتى بوش نفسه قال مضمونا: «إنه لو كان عراقياً فلربما لجأ إلى هذا الخيار».

إلا أن اختلاف الفرقاء في مناسبة الأسلوب مع الظروف الحالية للعراق والعالم أحادي القطب، لا في الغاية. فقد استطاع المناوئون للخيار المسلح أن يجدوا معززاً جسيناً يتكئون عليه كلما أرادوا التدليل على صوابية موقفهم، وذلك بإبراز عمليات الخطف والنحر والاكتساب المادي من خلال احتجاز الرهائن والتفجير وسط الأبرياء من العراقيين وسقوط العشرات منهم ضحايا والقتل على الهوية كشواهد على أن ما يحصل ليس جهاداً وإنما جرائم متدثرة بعباءة الجهاد، وما زاد المشهد تعقيداً اتخاذ المتورطين في هذه العمليات الفلوجة ملاذاً ومرتعاً يتحركون فيها بحرية وسط المدافعين عنها وأهل الفلوجة، ما جعل تهمة الإرهاب تلصق بها على رغم أن غالبية أهل الفلوجة مغلوب على أمرهم، وهم وجدوا أنفسهم بين مطرقة الحكومة والقوات الأميركية وسندان الإرهابيين، فخلفت أخيراً مأساة إنسانية فظيعة إذ الجثث المتناثرة في الطرقات وجرحى ينزفون حتى الموت من دون أن يسمح لإسعافهم وأطفال مرعوبون يتضورون جوعاً وعطشاً، وآخرون قضوا تحت أنقاض بيوتهم وهم يلعنون رسل الديمقراطية الذين منذ أن وطأت أقدامهم البلاد هدموا أكثر مما بنوا.

عبدالمحسن التناك

العدد 805 - الخميس 18 نوفمبر 2004م الموافق 05 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً