أعلنت شركة روفر الصناعة السيارات عن غلق أبوابها بعد أن تعرضت إلى انتكاسة مالية ماحقة، أدت إلى إفلاسها. واعتبر بعض البرلمانيين البريطانيين ذلك ضربة قوية للاقتصاد البريطاني على عتبة الانتخابات العامة.
وقالت شركة الاستشارات "برايس ووترهاوس كوبرز" إن 5000 عامل في مصانع سيارات روفر في برمنغهام سيصرفون من العمل، وما يتبقى من عدد العمال في هذه المصانع سوف لن يزيد حاليا على الألف عامل. رئيس الوزراء طوني بلير قال إن الحكومة ستصنف هؤلاء العمال لتقديم المساعدات المالية إليهم وإعادة تأهيل أعداد منهم للعمل في وظائف أخرى. وما عدا هؤلاء العمال الذين يعملون في مصانع "لونغ بريج" في برمنغهام، فإن هنالك نحو 15 ألفا من وكلاء سيارات روفر سيتأثرون أيضا. وقال بلير تعقيبا على إفلاس الشركة: "بالنسبة إلى عوائل هؤلاء العمال فإن الأمر أصبح صعبا للغاية"، وعقد اجتماعا مع المستثمرين في برمنغهام وقال "يجب أن نعالج هذه المشكلة وأن نجد ثمة شركة أخرى تأخذ على عاتقها قضية الروفر". وأضاف "ان الحكومة عملت الشيء الكثير لإنقاذ الشركة لحماية الروفر، ولكن الروفر كانت آخر الشركات البريطانية التي تحتضنها أيدينا".
ووضع إفلاس شركة السيارات البريطانية إم. جي روفر مطلع الشهر الجاري كلمة النهاية لرحلة صناعة السيارات البريطانية المستقلة. فقبل سنوات انتقلت ملكية شركة السيارات البريطانية العريقة رولز رويس إلى شركة بي. إم. دبليو وتلتها شركات أخرى حتى لم يتبق على الساحة سوى إم. جي روفر كشركة سيارات بريطانية غير مملوكة للأجانب. وقبل أيام أعلنت وزارة التجارة والصناعة البريطانية عجزها عن دعم الشركة ومنع تصفيتها بعد فشل محاولة التحالف مع شركة صينية. والحقيقة أن انهيار روفر يشكل ضربة مؤلمة لبريطانيا سواء على الصعيد الاقتصادي لما ستسفر عنه هذه الخطوة من فقدان آلاف الوظائف أو على صعيد الشعور القومي إذ إن روفر شكلت أحد الرموز الوطنية للبلاد منذ قدمت أول سيارة لها من مصنعها في برمنغهام العام .1940 ولهذا أطلق البريطانيون على الجمعة الماضي الذي شهد إعلان توقف جهود إنقاذ الشركة "الجمعة الأسود". يذكر أن روفر بيعت منذ خمس سنوات إلى اتحاد رجال أعمال بريطانيين مقابل عشرة جنيهات استرلينية كسعر رمزي بهدف إنقاذ الشركة من التصفية. وكانت وزيرة التجارة والصناعة البريطانية باتريشيا هوايت قد رفضت ضخ أية أموال حكومية جديدة لشركة السيارات المتعثرة إم. جي روفر بعد انسحاب شركة شنغهاي أوتوموتيف إنداستري كوربورشن الصينية المملوكة للدولة من صفقة شراء الشركة البريطانية من مفاوضات إنقاذ الشركة. وقالت هوايت في تصريحات صحافية: "إنه نبأ كارثة... كل الآمال بالنسبة لروفر انتهت".
وكانت مؤسسة أدمنيسترايتور برايس ووترهاوس كوبرز البريطانية التي تدير عملية إنقاذ إم. جي روفر إنه لا يوجد أي مؤشر واقعي على قدرة شركة السيارات البريطانية على الاحتفاظ بآلاف العمال في مصنعها. ويرى محللون أن انهيار إم. جي روفر آخر شركة سيارات بريطانية مستقلة سيشكل ضربة موجعة لحكومة بلير التي تستعد لخوض انتخابات عامة في 5 مايو/ أيار المقبل.
وفي تسعينات القرن نفسه عانت مرة أخرى من المشكلات وتدخلت شركة بي. إم. دبليو الألمانية وقررت شراءها العام .1994 ولكن الشركة الألمانية قالت إنها دخلت فخ الخسائر بعد أن بلغت خسائر الشركة البريطانية 600 مليون جنيه استرليني سنويا فقررت الرحيل.
وفي العام 2000 وافقت على بيعها لمجموعة من المستثمرين واتحاد عمالها مقابل سعر رمزي قدره عشرة جنيهات استرلينية وتقديم قروض من دون فوائد قيمتها 500 مليون جنيه استرليني.
ولكن المحاولة الأخيرة باءت بالفشل لتخرج بريطانيا من عالم صناعة السيارات
العدد 960 - الجمعة 22 أبريل 2005م الموافق 13 ربيع الاول 1426هـ