العدد 2932 - الأربعاء 15 سبتمبر 2010م الموافق 06 شوال 1431هـ

مسرح الريف يختتم دورة «الإخراج نظرياً»

يولي الرّيفيون في مسرح الريف اهتماماً بالغاً لدورة (التطوير الإخراجي) التي تشرف عليها لجنة التدريب والتطوير بقيادة رئيس اللجنة حمزة محمد وإشراف الفنان المخرج طاهر محسن حيث تمّ الإعداد لها وفق برنامج أكاديمي يحتوى على قسمين نظري وعملي يهدفان إلى تحفيز الشباب الموهوبين المنتسبين إلى الدورة على الإخراج المسرحي، وإثراء أفكارهم ومخيلتهم من خلال تطبيقات عملية مكثفة، ففي مساء يوم الثلثاء (الموافق 7 سبتمبر/ أيلول الجاري) اختتم الجزء الأول من الدورة بعد تواجد مكثف للمحاضرين والفنانين من الشباب الهاوي للإخراج المسرحي الذي أضفى على مقر مسرح الريف النشاط والحيوية والمثابرة للحصول على إنتاج مميز من العروض المسرحية يسهم في رفع الكفاءة الفنية والإثرائية لدى الفنّان.

أما المشاركون المتدربون فينتظرون الأيام المقبلة لاستئناف الدراسة عبر منهج عملي معد يشرف عليه المخرج المتألق طاهر محسن وسيخضع المتدربون فيه إلى تدريبات أكاديمية مكثفة لمدة شهر تحفز مخيلتهم وتضعهم في صلب الممارسة العملية لإخراج العروض المسرحية.

وحول هذه الدروس أكد المخرج طاهر محسن أنها تضع المتدرب على المحك الصحيح في عملية الإخراج وتنشط خياله من خلال تدريبه على التركيز والتخيل وعملية المعايشة وكما يتمّ إخضاع المتدربين إلى ممارسة عملية تنطلق من قراءتهم للنصوص والسعي إلى تفكيكها وفق الرؤية الإخراجية. وأشار طاهر إلى أنه سيدربهم على تطبيق بعض النماذج العملية التي تدرس في المعاهد الأكاديمية فيما يخص نظرية الإخراج المسرحي معتمداً على منهج ستانسلافسكي ومايخوط وبرخت وغيرهم وصولاً إلى مدرسة بيتر بروك. وأشار أيضاً إلى أن بعض التمارين العملية ستكون ضمن منهج يعدّ محصلة منهجين يشكلان نظرية وخاصة بالمتدربين أنفسهم بحسب إمكاناتهم جسدياً وفكرياً.

وعن مدى استفادة المتدربين من الدروس النظرية تحدث رئيس مجلس إدارة مسرح الريف والمقرر لهذه الدورة علي سلمان، مؤكداً أن المشاركين وضعوا أمام دروس نظرية حاضر فيها المتخصصون كانت تستفز أفكار المشاركين. حيث بدأنا بحسن عبدالرحيم وهو أحد المتخصصين في مسرح الطفل من خلال أربعة محاور تحدث فيها عن مسرح العرائس ومسرح الطفل والمسرح الجوال والمسرح المدرسي مستعرضاً مسرح الطفل الذي يحظى بتجربة مسرح برخت ويمثل فيه الكبار ولكن لا يعترف بما وراء الرّمز وإن من أساسياته الصدق في التمثيل ومراعاة المرحلة العمرية والتغيير المستمر للديكور والإضاءة والموسيقى وحضور الممثل. ولذا فإن مسرح الطفل يحتاج إلى مخرج متخصص يراعي النواحي النفسية لأن هذا النوع من المسرح مبني على المبالغة ويجب مراعاة تلك الحالة النفسية للفئة العمرية حتى يتمكن من تقديم عرض مسرحي للطفل خالٍ من الأخطاء.

وأوضح أن المحاضرات التي استمرت طيلة أسبوعين تناولت موضوعات نظرية جميلة؛ إذ تحدث عبدالله السعداوي من خلال ورقته عن مهنة الإخراج المسرحي على أنها من أصعب المهن ويجب أن يكون المتصدي لها متمرس فيها ولذلك تستلزم قراءة النص الدرامي بلذة مستدركاً القيم العاطفية والجمالية وأن يكون قادراً على التمييز بين ما هو نابع من النص وما يضيفه المخرج. وأضاف أن المتدرب من خلال المحاضرة القيمة عن العلاقة العاطفية بين الممثل والمخرج وبين المؤلف والمخرج يمكن أن يكون نسيجاً مترابطاً يدفعه إلى توسيع أفق المخرج. كما أن أساسيات الإخراج التي تشتمل على تحليل العرض والمسح الخارجي والداخلي للنص واكتشاف نقاط الصدق والكذب فيه ثم عرّج السعداوي على مدارس الأداء التمثيلي في عالم الفن الدرامي بحسب الاتجاهات ستانسلافسكي وهي الصنعة ــ فن العرض ــ فن المعايشة. أما المخرج خليفة العريفي فقد تحدث عن أهم الفروق بين المخرجين المسرحي والتليفزيوني والإذاعي والسينمائي والسنوغرافيا واستطاع من خلال هذه المحاضرة أن يكون ثقافة لدى المتدرب بشأن المميزات في إظهار ما يتميز به المخرج المسرحي لعرضه المباشر من قدرته على الإلمام بالعرض المسرحي وبنائه بناء سليماًَ.

وأشار علي سلمان في نهاية اللقاء إلى أن الفنان خالد الرويعي في لقائه بالمتدربين عبر محاضرته «تعريف المكان» تحدث عن جانب آخر يعرف المتصدي للإخراج بجغرافية الخشبة أو الصالة وخشبة المسرح والفضاء المسرحي والديكور والإضاءة والسنوغرافيا والصوت والمؤثرات الموسيقية والتدريبات.

كما تناول رئيس اللجنة الثقافية، محمد أبوحسن جانباً آخر من المحاضرات حيث تطرق في ورقته إلى التعريف المبسط عن المسرح مستعرضاً التطورات التاريخية والمدارس والمذاهب المسرحية والاستحداثات العلمية.

وفي آخر حلقات الجزء النظري من الدورة تناول المخرج طاهر محسن في ورقته أدوات المخرج التي تضع المخرج عملياً في محك العمل المسرحي متميز فمن خلال قراءاته للنص والإلمام بالفكرة والمضمون وتشريح محتواه ووضع التصور الإخراجي للنص وتكوين الرؤية الإخراجية للعرض وإعداد الخطة الإخراجية للعمل ولابد أن تتوافر عند المخرج القدرة على الإدارة الإخراجية.

وحول استفادة المتدرب من الإخراج المسرحي من خلال الدروس النظرية في الدورة قال المخرج محمد الحجيري وهو أحد المتدربين فيها أنها تعصف ذهن المشارك فيها بالمعلومات، وهي نبع يغترف منه المتدرب ثقافة خصوصاً أن المحاضرين أساتذة لهم مكانة في المسرح البحريني ولهم خبرة طويلة في ذلك المجال ولهذا أجد أن الدورة تحفز عقول المتدربين وتطور خيالهم ورؤاهم و تجعلهم قادرين على قراءة النصوص المسرحية بشكل آخر فيستطيعون استخلاص الفكرة والمضمون استعداداً لوضع لمساتهم الإخراجية وبالتالي فإنهم سيشكلون علاقات حميمة مع النّص والمؤلف والممثل والجمهور والمكان والزمان والموسيقى والمؤثرات والديكور والسنوغرافيا.

العدد 2932 - الأربعاء 15 سبتمبر 2010م الموافق 06 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً